ياسر عرمان وحسرته على الماضي التليد

✍🏿: نضال الطيب حامد

 

الميلاد الثانى وتجديد الرؤية للمرة الثانية، والجرى خلف سراب المشروع ووهم الممارسة والتطبيق.

قرأت الرسالة الأخيرة التي توجه بها القائد ياسر سعيد عرمان إلى عضوية حركته (الحركة الشعبية لتحرير السودان- التيار الثورى الديمقراطى) وإلى جماهير الشعب السودانى والقوى السياسية ورفاق الأمس القريب. حسيت بواقع الحسرة من ياسر عرمان على الماضى التليد يشع من بين السطور والكلمات، وهو يلجأ إلى الحلول المجزأة والمزيد من الإنقسامات والتى لن تنتج سوى واقع مشوه، ولربما كانت أكثر تعقيداً، ووصف الدواء قبل تشخيص الأدواء. لن يكسب جسداً معلولاً صحة وعافية، فلا مفر من النقد الذاتى وثقافة الإعتذار مهما طال الزمن أو قصر، ولا سبيل إلى توخى الشفافية، إلا بالتخلص من تراكمات الوهم التاريخى بمفهوم القيادة المقدسة، ولن يستقيم الظل وعود البرنامج السياسى الشامل أعوج……ولن تتحقق المشاركة الحقيقية الفاعلة للعضوية فى ظل غياب المؤسسية إحترام الرأي والرأى الآخر، وإلا فسوف تنتهى ألازمة إلى مزيد من التساقط وإعادة إنتاج نفسها حتى تهدد بتلاشى المنظومة برمتها. وحتى هذه اللحظة أنت لم تمارس ثقافة الإعتذار، وإنما تطوف حولها بالإشارة بعبارة تلك (السلبيات التي إرتكبناها).

رسالة إلى القائد ياسر سعيد عرمان:

أنت بحاجة للتغيير أولاً فى إطارك السيكولوجى للتخلص من النرجسية وجنون العظمة وحب التسلط على الغير، والاقصاء والدكتاتورية.

ثانياً: عليك قبول الرأى والرأى الآخر داخل كيانك أو المنظومة التى أنت على رأسها، كما عليك التخلص من النظرة الدونية لغيرك.
ثالثاً: لايغرنك التاريخ السابق بأنك كنت من المقربين للدكتور جون قرنق ديمابيور، أو أنك عملت فى جميع مؤسسات الحركة الشعبية، فذاك تاريخ قد يجد الإحترام من الناس.
رابعاً : لايمكن أن تكون أنت لوحدك تشغل كل الحياة السياسية للتنظيم بأن تجعل من نفسك القائد والمفكر السياسى والمسئول التنظيمى والإعلامى والشبابى والطلابى والمنظر للمرأة. كل تلك الأدوار والمسئوليات تقوم بها لوحدك دون الإعتبار للبقية ممن هم معك. الواقع اليوم قد أفرز جيل شبابى واعى ومثقف ولديه قدرات سياسية عالية فى إستخدام آليات ثورية جديدة وفاعلة فى إحداث التغيير، ولابد من النظر لهم بعين الإعتبار، لا بمفهوم القيادة المقدسة. والشيء الذى نعلمه عنك يا عرمان أنك عنيد ولا تتراجع أبدأ، تعتد بنفسك وتسعى بإستمرار نحو الإنتصار للذات. هذه هى العلة الأساسية التى قادت إلى خروجك من الحركة الشعبية (SPLM-N Mainsream) لإستنساخ حركات جديدة.

أعلم بأن رسالتى هذه قد تكون قاسية كقساوة مشرط فى إجراء عملية جراحية بدون تخدير، لا يقبل المريض مجرد النظر إلى الجراح فى وجهه، ولكن لربما ساهمت رسالتى ولو بالقليل فى التعافى والشفاء لو أمكن النظر إليها بعين الإعتبار .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.