حوار الموقع الرسمي مع القائد عمار امون دلدوم

🔸يجب تسليم السُلطة كاملة للمدنيين.

🔸الجيش ما يزال قابضا على السُلطة في ظل الفراغ الدستورى الذى ترتب على إنقلاب ٢٥ أكتوبر.

🔸الحركة الشعبيَّة لم ولن تتراجع عن موقفها الداعم والمساند للشارع ومطالبه المشروعة.

🔸الحركة الشعبيَّة ادانت الإنقلاب وعبَّرت عن رفضها القاطع لإستيلاء الجيش على السلطة عنوة.

🔸يجب أن تتحلى السلطة الإنقلابيَّة بالشجاعة لتسلم السُلطة للمدنيين فورا.

🔸الدولة السودانيَّة متجهة بوتيرة متسارعة نحو مستقبل غامض ومجهول.

فى ظل المتغيرات السيَّاسيَّة المتسارعة التى تشهدها الدولة السودانيَّة، إلتقى الموقع الرسمى للحركة الشعبيَّة splmn.net بالقائد عمار آمون دلدوم – السكرتير العام للحركة الشعبيَّة في حوار الصراحة حول آخر تطورات الأحداث وموقف الحركة الشعبيَّة منها، فأدلى القائد آمون بإفادات غاية فى الأهمية، فإلى مضابط الحوار

حوار – أنس آدم

🔴 وصفتم قرار البرهان بإلغاء حالة الطوارئ فى تصريح لكم نشره الموقع الرسمى للحركة الشعبية splmn.net أمس بأنها خطوة فى الإتجاه الصحيح، هل يفهم من تصريحكم أن الخطوة قد تقود للتقارب بينكم والمكون العسكرى؟

هذا غير صحيح طبعا، إلا إذا قصد البعض إخراج تصريحنا من سياقه. نحن لدينا موقف مبدئي ثابت ومعلوم، وهو أنَّه يجب تسليم السُلطة كاملة للمدنيين. وعندما وصفنا قرار رفع حالة الطوارئ “بالخطوة الإيجابية لأنها تؤكد تراجع الإنقلاب، وقلنا لكنها غير كافية”، لأن الجيش ما يزال قابضا على السُلطة حتى الآن فى ظل الفراغ الدستورى الذى ترتب على إنقلاب ٢٥ أكتوبر، ووسط غياب تام للأمن وحالة السيولة الأمنيَّة التى تفشت فى مُدن ومناطق واسعة من السُّودان.

🔴 وهل يعنى مطالبتكم بالعودة إلى ما قبل ٢٥ أكتوبر تراجع موقف الحركة الشعبية المؤيد للاءات الثلاثة التى رفعها الشارع (لا تفاوض – لا شراكة – لا مساومة)؟

قطعا لا، هذا لا يعني أن الحركة الشعبيَّة قد تراجعت عن موقفها. الحركة الشعبية لم ولن تتراجع عن موقفها الداعم والمساند للشارع ومطالبه المشروعة، وكذلك موقفها حول تسليم السُلطة كاملة للمدنيين، وهو موقف مبدئى لا مساومة ولا تنازل عنه. بالتاكيد، هذا الموقف قلناه بوضح في بياناتنا الرسميَّة ودون لبس منذ إنقلاب 25 أكتوبر 2021 وإستيلاء العسكر على السُلطة، وكذلك منذ ذهاب رأس النظام “البشير” – قلنا بوضوح ودون مواربة، يجب تسليم السلطة للمدنيين، وما زالت الحركة الشعبية متمسكة بهذا الموقف. بالإضافة إلى ذلك فإن الحركة الشعبية أدانت الإنقلاب وعبَّرت عن رفضها القاطع لإستيلاء الجيش على السُّلطة عنوة فى نفس اليوم الذي حدث فيه الإنقلاب، عطفا على ذلك وجهنا جميع عضويتنا في مناطق سيطرة الحكومة بالإنخراط في الحراك الثورى السلمى لمقاومة الإنقلاب. أما حديثى بالأمس عن العودة إلى ما قبل 25 أكتوبر، لا يعني أننا تراجعنا عن موقفنا. بالعكس موقفنا ثابت كما قلت، ونجدد دعوتنا لإطلاق سراح جميع المعتقلين. ونؤكد مرة أخرى أن الحركة الشعبية متمسكة بالسُلطة المدنيَّة وعودة العسكر للثكنات.

🔴 وكيف تقرأون قرار البرهان برفع حالة الطوارئ فى ظل إستمرار القمع المفرط للمتظاهرين السلميين، والإنتهاكات المتكررة فى كثير من مدن السودان؟

بصراحة الوضع غير مطمئن وغير مشجع، هناك إنتهاكات خطيرة تقوم بها المليشيات والأجهزة الأمنية، التابعة للسُلطة الإنقلابيَّة والدعم السريع. لذلك فإن قرار رفع حالة الطوارئ غير كافي إذا لم تسلَّم السُلطة للمدنيين ويلي تلك الخطوة حل المليشيات التى كونتها وسلحتها السُلطة الإنقلابية بجميع أنواع الأسلحة، فهذه المليشيات ما زالت ترتكب المجازر والفظائع علنا ضد الثوار والمواطنين العزل فى مرأى ومسمع الحكومة الإنقلابيَّة، وبالتالي فإن القمع المفرط والإنتهاكات لن تتوقف إلا بعد إنتقال السُلطة كاملة للمدنيين، وفي هذه الحالة يمكن أن نضمن الإستقرار السياسى والإقتصادي في السُّودان.

🔴 تابعنا سلسلة محاضراتكم التنويرية فى جوبا حول العلمانية ووثيقة الإتفاق الإطارى، هل لك أن تحدثنا عن مصير مفاوضات السلام فى ظل إنقلاب ٢٥ أكتوبر وما ترتب عليه من فراغ دستورى؟

بالطبع، لدينا مسئوليَّة أخلاقيَّة وسيَّاسيَّة تقتضى تنوير الشعب السُّوداني، وخاصة عضويَّة الحركة الشعبيَّة حول ما جرى فى المفاوضات السابقة والموقف التفاوضي للحركة الشعبية وما تضمنته وثيقة الإتفاق الإطارئ التى أودعتها الحركة الشعبية لدى لجنة الوساطة فأصبحت أساسا للتفاوض حولها، لا سيما أن عناصر الحكومة الإنتقاليَّة السابقة والمتطرفين الإسلاميين نظموا حملة إعلامية لتشويه مفهوم العلمانيَّة والترويج بأن العلمانيَّة هى إلحاد وشرك بالله وبديل للدين. لذلك كان الهدف الأساسى من تلك المحاضرات التنويريَّة التى عقدت فى جوبا هو تمليك الحقائق لعضوية الحركة الشعبية والشعب السُّوداني حول ما دار فى المفاوضات فضلا عن تقديم إضاءات مهمة حول مفهوم العلمانيَّة. وهنا لابد أن نقول مرة أخرى ان العلمانيَّة ليست ضد الدين، ولا يمكن أن تكون إلغاءا للدين كما تروج قوى الردة والظلام التى تستخدم الدين أداة لتنفيذ أجندتها السياسيَّة. لكن في الحقيقة العلمانيـَّة هى ترتيبات دستوريَّة لإدارة الدولة. أما فيما يتعلق بمصير المفاوضات، فقد تفاوضت الحركة الشعبيَّة مع الحكومة الإنتقاليَّة السابقة بإعتبارها حكومة أمر واقع وجدت التأييد الإقليمي والدولي. وكذلك في حالة إنتقال السُلطة كاملة للمدنيين وتكونت بموجب ذلك حكومة مدنيَّة بتأييد وإعتراف من الشارع السُوداني ولديها شرعية ثورية سوف نتفاوض معها على أساس أنها حكومة أمر واقع. وهنا نجدد مرة أخرى تمسكنا بتسليم السلطة كاملة للمدنيين. ويجب أن تتحلى السُلطة الإنقلابيَّة بالشجاعة لتسلِّم السُلطة للمدنيين فورا، لتأتي حكومة مدنيَّة بإرادة الشعب السوداني الثائر وتقوم بالإشراف على الجيش، ويمكن في تلك الحالة كبح جماح المليشيات التى تركت لها العنان لتعبث بأمن وإستقرار المواطنين. ندعو ونناشد الثوار بمواصلة الحراك الثورى السلمى إلى تتحقق السُلطة المدنيَّة كاملة.

🔴 أخيرا، كيف تقرأ المشهد السياسى، وإلى أين تتجه الأوضاع فى السودان؟

من خلال قراءة المشهد السيَّاسى، يتضح جليا أن الدولة السودانيَّة متجهة بوتيرة متسارعة نحو مستقبل غامض ومجهول. وفى هذا الظرف التاريخى نؤكد وقفتنا الصلبة مع الشعب السُّوداني والشارع الثورى وقوى التغيير الحيَّة من لجان المقاومة، القوى التقدميَّة الديمقراطيَّة. وهذا الموقف ليس بجديد لأن الحركة الشعبية منذ أن بدأت مسيرة الكفاح المسلح والنضال كانت، وما زالت وستظل تقف على الدوام فى جانب الشعوب السودانيَّة المهمشة وما تزال فى صف الشارع الثائر إلى أن يتحقق التغيير والتحول الديمقراطي الكامل، ونبني مع بعض سُّودان علمانى ديمقراطي تسوده قيم الحرية العدالة … والمساواة وإحترام حقوق الإنسان والمواطنة المتساويَّة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.