مواصلة لسلسلة محاضراته التنويرية، آمون يلقى محاضرة مهمة بجوبا
مواصلة لسلسلة لقاءاته ومحاضراته التنويرية، ألقى السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان- شمال، ورئيس وفدها المفاوض القائد عمار آمون دلدوم أمس السبت الموافق ٢٨ مايو ٢٠٢٢ بمدينة جوبا محاضرة تنويرية قيمة حول مسودة الإتفاق الإطارى والعلمانية لمجموعة من ممثلى الروابط الإجتماعية ومنظمات المجتمع المدنى والطلاب والشباب ومجلس مكوك وسلاطين السودان الجديد بجنوب السودان الذين فاتتهم المحاضرة الأولى والتى ألقيت يوم السبت الماضى.
وحضر اللقاء التنوير الثانى مائة وخمسة من أعضاء الحركة الشعبية من مختلف الفئات والقطاعات. ودحض آمون من خلال العرض والشرح المفصل لمسودة الإتفاق الإطارى جميع الأكاذيب والشائعات التى يروجها المهرجون وخصوم الحركة الشعبية ضد الموقف التفاوضى، ونافيا أن الحركة الشعبية قد طالبت بإلغاء أى من الشعائر الدينية كما يكذب ويدعى البعض دون إستحياء، وإنما طالبت الحركة الشعبية بعدم تدخل الدولة فى سن وفرض أى قانون على أساس دينى تماشيا مع مبدأ فصل الدين عن الدولة المتفق عليه فى إعلان المبادئ. كما قدم آمون شرحا مبسطا وواضحا لمفهوم العلمانية وأسباب تمسك الحركة الشعبية بالدولة العلمانية، موضحا أن إختبار مصداقية وجدية وفد الحكومة الإنتقالية فى إعمال وتطبيق مبدأ فصل الدين عن الدولة هو أحد أهم الأهداف التى إرتكزت عليها مسودة الإتفاق الإطارى. ووعد آمون بإصدار السكرتارية كتيب جديد عن مفهوم العلمانية ضمن سلسلة إصداراتها التنويرية.
من جانبه عقب عضو مجلس التحرير القومى، وعضو وفد التفاوض الرفيق الجاك محمود أحمد الجاك على المحاضرة مشيدا بأسلوب العرض والتقديم والشرح الواضح لمسودة الإتفاق الإطارى. وأوضح الجاك أن أهمية هذه المحاضرة التنويرية تكمن فى أنه من حق أعضاء الحركة الشعبية معرفة تفاصيل ما دار فى المفاوضات ليشعروا بإمتلاكهم للمكاسب التى حققها وفدهم المفاوض، فضلا عن ضرورة التسلح بالحقائق والمعلومات التى تعينهم فى التصدى للخصوم ومروجى الشائعات ودحض أكذيبهم وكشف نواياهم الحقيقية. ووصف الجاك الحملة الإعلامية المسعورة ضد مطالبة الحركة الشعبية بعلمانية الدولة ليس لأن العلمانية خطر على الدين، بل هى نتاج طبيعى لتخوف نخب المركز وقوى السودان القديم من المساس ببنية الدولة القديمة التى تعبر عنهم وحدهم، ولشعورهم بتهديد حقيقى لسلطتهم وإمتيازاتهم التاريخية غير المشروعة.
إلى ذلك عبر عدد من الحضور أثناء مداخلاتهم عن عميق إرتياحهم للقاء التنويرى، مشيدين بأداء وتماسك الوفد المفاوض. كما ثمنوا هذا التواصل التنظيمى المهم من القيادة مع القواعد، الأمر الذى ظل غائبا قبل الثورة التصحيحية حيث ظل الأمين العام السابق يتواصل مع عضوية التنظيم بإنتقائية وصفوية لا تشبه سلوك القائد الثورى.