ملخص حوار صحيفة ( فاينانشيال تايمز ) واسعة الإنتشار مع الدكتور حمدوك
ازماتنا السياسيه علي مر تاريخنا الوطني سببها الرئيسي التفكير العاطفي المفرط، لا نستخدم المنطق والعقل والحكمه والواقعيه في مكانها الصحيح لذلك كل تغيير ننجزه يقودنا للاسوا ومستمرين في هذا المسلسل منذ الاستقلال والي اليوم.
الحقيقه المره التي يجب التعاطي معها بواقعيه هي ان #القويالسياسيه مش #غيرجاهزه للانتخابات هي #غيرجاهزهللحكم من اساسه وتعاني من نقص حاد في الخبره والكوادر والتنظيم والمؤسسيه والرؤيه، ولا تريد ان تعترف بذلك لتعالجه. القوات المسلحه مع انها مؤسسه عسكريه الا انها تتفوق علي القوي السياسيه في الخبره السياسيه والحكم وتسيير شئون البلاد بعدد من السنين الضوئيه، فمن اصل ٦٥ سنه هي عمر الدوله السودانيه الجيش حكم ٥٢ سنه بينما القوي السياسيه حكمت جزء من ١٣ سنه تخللتها فترات انتقاليه. ٨٠٪ هي خبره الجيش بينما خبره القوي السياسيه اقل من ١٠٪، لذلك لا نستغرب التخبط والضعف الاداري والفشل السياسي الذي صاحب فتره حكم قحت، فشل ادي لتدهور الحياه بشكل مريع وفي وقت قصير جدا ولقطيعه سياسيه بين الثوار وبين قحت لا تزال اثارها باقيه الي اليوم.
هذه الحقيقه الصادمه لا تعني بالضروره النكوص عن حلم التحول الديموقراطي المنشود والقبول بالحكم العسكري ولكن تعني ضروره التعاطي مع ازمه الحكم في السودان بواقعيه بعيدا عن التنظير والتفكير العاطفي الساذج. الآن المشكله لم تعد في حكم الفتره الانتقاليه بل في حكم السودان بعد الانتخابات، هل سيحكم بنفس العقليه الحزبيه القديمه الفاشله؟؟؟ يستحيل، يجب ان نستفيد من دروس الماضي وخصوصا هشاشه القوي السياسيه وضعفها التنظيمي والاداري وولعها بالتشاكس والعداوات الحزبيه، كما يجب الاستفاده من خبره القوات المسلحه وخبره كل سوداني وسودانيه وذلك بالتعاون والاحترام وليس بالعداوه والاحتراب. القوي السياسيه تحتاج الي بناء حقيقي ومراجعه واقعيه، خصوصا القوي السياسيه الشبابيه الصاعده التي بدأت تتبلور، بناء يستفيد من روح العصر واصاله الماضي ويتعاطي مع التحديات بدرجه كبيره من الواقعيه والتدرج. لسنا مرغمين علي التقيد بنظام حكم معين، فكل واقع دوله له ظروفه ومتطلباته، نظم الحكم المختلفه لم تنزل من السماء ولا يشترط ان تطبق بحذافيرها على كل دوله، هناك ديموقراطيه لبراليه وملكيه لبراليه وملكيه دستوريه وملكيه شموليه ومع ذلك تجد دولا كروسيا والصين ودول الخليج من اكبر واعظم واغني دول العالم تحظي بنفوذ وتاثير عالمي واحترام دولي.
قدرنا ان نتعاون لا ان نتعادي، ان نخلص للوطن والمواطن لا ان يكون كرسي الحكم هو الحلم وهو الغايه فنقتتل عليه، ما يجمعنا اكثر بكثير مما يفرقنا، يجمعنا وطن، وتجمعنا لغات وثقافات واواصر وارحام واديان. الدنيا لم يبق فيها الكثير من العمر لنضيعه، لا نريد ان نثور مره اخري بعد سنوات من اجل تصحيح ما يمكن تصحيحه اليوم، لا نريد العودة لنفس المربع الأول.