نلتقيكم اليوم وغدا شهداء وطننا الاوفياء
الخرطوم:حسين سعد
شهد موكب 30 ديسمبر قمعا وحشيا سقط عبره عدد من الشهداء وإصابة المئات من الجرحي والمصابين ،لكن كل هذا القمع لن يرهب الثوار الذين حمل بعضهم إكفانهم علي أياديهم وحناجرهم تهتف عاليا (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب والجيش للثكنات) ونحن من جانبنا نقول ما قال شاعرنا الراحل علي عبد القيوم (نحن رفاق الشهداء.. نحن أمهات الشهداء.. نحن الكادحون الطيبون والمناضلون ..نبايع الثورة والداً وولدا ..نبايع السودان منبعاً وموردا) فثورة ديسمبر مستمرة حتي تحقيق غاياتها النبيلة ، وهي ثابتة على المبدأ ، وقادرة على قبول التحديات،فهي قوية على الصعاب، لذلك كانت ثورة في كل مكان ولا تزال ،كانت ومازالت في مايرنو والدماذين وعطبرة والفاشر والحصاحيصا والكاملين ودنقلا وكسلا وبورتسودان وخشم القربة وكوستي والابيض والنهود،ونيالا والجنينة وكاس والدامر والخرطوم وامدرمان وبحري وامروابة والرهد،فالثوار مصممون على قبول التحديات وقهرها، وجعل رايات احياء لجان المقاومة عالية خفاقة تحمل أماني الجماهير وتطلعاتها حيث حمل ثوار الديم راية كتب عليها (الديامة قيامة) والعباسية موردة والفتيحاب ،وهناك ثوار الحاج يوسف وودنوباوي والثوارات وبحري يا سر الثورة ومرقها التقيل وثوار جنوب الحزام (الناس التمام) لقد مضت الثورة ، خطوات واسعة على طريق تحقيق أهدافها قاهرة الكثير من الصعاب ، متخطية الكثير من العقبات ، مطلقة العديد من الطاقات ، ملهمة النضال ، حتى أصبحت بانتصاراتها بمثابة تحدي كبير لمجموعات الهبوط الناعم والمحاور لذلك كانت تحاك ضدها المؤامرات وتوجه لها التهديدات والضغوط والاعتقالات لكنها شامخة كجبالنا ،ونحن الذين لم نتعود أن نحني هاماتنا لأحد أو أن نرضخ لتهديد ، أو نجزع أمام تخويف ، فنحن كما قال الشاعر النمير محمد زين (نحن نشبع الفوج البجينا جيعان ..نحن بنمرق في الهجيرة الكاتمة نحن فراس ونحن أهل الكرم والجود ..نحن شقاقين الدروب والليل سواد دماس ..نحن عدالين العيوب عِرفة وشدة وبأس ) وكما قال شهيدنا عظمة(لقد تعبنا يا صديقي لكننا لن نستلقي اثناء المعركة) ونحن أيضا نقول الي الشهيد الشهيد محمد ماجد زروق (بيبو) كما قال الشاعر عكير الدامر (ياجبل الضري والري نهار الخترة ) نحن لا نستهين، ونستخف بالتحديات التي تواجهنا ، ولكننا في ذات الوقت نعرف مصدر قوتنا، وينابيع العطاء التي لا تنضب في شعبنا المعلم الذي علمنا ومازال يعلمنا ونقول بكل ثقة (نحن بنسوي وما بنقول سوينا نلوك مرهن لامن يجينا الحالي ونحن صواقع البرق الشلع ضحوية ونحن فوق نحاسنا بنلعب الصقرية،ونحن صغيرنا يلاقي المية) ولذلك نقول إننا نثق في المستقبل وننظر إليه بتفاؤل فالمستقبل في عالم اليوم هو للشعوب ، وليس للأنظمة المستبدة ، نحن أقوياء بثورتنا وبتصميم جماهيرها، على النضال والتضحية ، نحن أقوياء بوحدتنا التي كانت دوما سلاحنا الأمضى في كل معركة ، لذلك لم تكون ثورتنا حدثا عابرا ، بل كانت معلما بارزا في هذا التاريخ ، وسوف تستمر هذه الثورة في جميع مجالات حياتنا تغييرا وتجذيرا، فلن نرجع إلى الوراء ، ولن نتردد في التقدم إلى الأمام ، ولا تخاذل أمام التحديات ، ولا انكفاء أمام الصعوبات لذلك نحن مصمون علي تحقيق غاياتها وما قال الشاعر مبارك بشير في قصيدته التي تغني بها فنان افريقيا الاول محمد وردي ( نلتقيك اليوم يا وطني لقاء الاوفياء قد تنادينا خفافا كطيور الريح في جوف العتامير نغني اليوم لبعانخي ولتهراقا وللمهدي ولعلي عبد اللطيف ولعبد القادر ود حبوبة وللقرشي ولصمود العُرس في كرري)
فنحن اليوم فخورون بما حققناه ، وعازمون على متابعة السير على طريق الثورة معتمدين على نبل ووفاء وشجاعة شعبنا العظيم وتلاحم صفوفنا الوطنية ،سوف نمضي في معركتنا ونضالنا ولنا العديد من الدروس التي إكتسبناها وكانت دافعا قويا لنا لاننا ننضال منذ فترة طويلة واجهتنا فيها ظروف قاسية لكننا تغلبنا عليها وإنتصرنا وهذا الانتصاراعطانا الامل ليوم بكرة وللمستقبل (وحنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي) وكما إنتصر أباؤنا في ثورتي اكتوبر وابريل وخرجنا نحن ايضا منتصرين علي تحديات سابقة ، سنخرج من الصعاب الحالية منتصرين عليها ، مرفوعي الرؤوس موفوري الكرامة مواصلين السير (ماشين في السكة نمد) فشعبنا الذي يضحي بالدم من أجل الوطن قادر ومستعد للتضحية بالكثير والكثيرلذلك نختم ونردد وبالصوت العالي مع وردي (نذكر اليوم جميع الشهداء جميع الشهداءكل من خط علي التاريخ سطراً بالدماء كل من صاح في وجه اللم لا نحن أبناؤك في الفرح الجميل نحن أبناؤك في الحزن النبيل سنغني لك يا وطني كما غني الخليل مثلما غنت مهيرة تلهم الاجيال جيلا بعد جيل نكحل اليوم مآقينا بمرواد الصلابة وبإيمان إيمان الصحابة سوف نفديك دوما ونناديك هُياما فالتعش حُرا أبيا في مهابة)