رد للجميل واحياء للذ كري
بقلم / باب الله كچور
صادف الثاني عشر من شهر ديسمبر 2021الذكرى السابعه عشر الرحيل القائد محمد جمعه نايل الذى قاد الجيش الشعبي لتحرير السودان لانتصار تاريخى على جيش حكومة نظام الخرطوم ومليشياته وحلفائها من المرتزقة العراقيين والايرانين فى معركة تلسى التى استمرت سته اشهر حسب افادة شهود العيان ومن شارك فيها حيث بدأت فى الحادى والعشرين من شهر ديسمبر 1991 وانتهت فى 13مايو 1992 واستخدم فيها العدو كل انواع الاسلحة الفتاكة التي تدمر وتحرق وتقضى على الاخضر واليابس . فالسبب الذي جعل القائد يستميت ويصمد دفاعا عن تلسى الجبل بالرغم من شح الإمكانيات وقلة التسليح هو وحدة وتماسك قبائل وسكان ومجتمعات المنطقة الغربية المحررة آنذاك اعطى القائد الثقه ان هزيمة العدو مسألة وقت فقط وأن النصر آت عاجلا ام آجلا لا محالة طالما تلسى لن تتركه يلقى مصيره وحده واموريك( تيما) ستحمى ظهره اذا انكشف وكتلا ( كالك) ستقف بالمرصاد في وجه كل متربص ووالى ستكون السند والمعين وام كرم ستظل معه حتى تكتمل مسيره الثورة وجلد( جلوط) ستبذل قصارا جهدها من اجل تحقيق الهدف وتيمين( اورنقى) ستقاتل حتى الرمق الاخير وكل مواطن في المناطق المحررة سيدعو له بأن يزيده الله قوه ومنعه.
بجانب أن الضباط وضباط الصف الذين خاضوا هذه المعركه الحامى الوطيس ميدانيا كانوا يرون فيه القائد الملهم صاحب الحنكة والدرايه بأساليب القيادة وشخصية ذات (كاريزما) وتأثير على الافراد لينفذوا التعليمات بكل حماس تقديرا واحتراماً وحبا وكرامة والتزاما واعترافا به كقائد له سلطه ان يأمر فيطاع هذا التوافق والاجماع والالتفاف حوله سهل المهمه فتحقق النصر الذي اثلج صدور القائدان دكتور جون قرنق والأستاذ يوسف كوه أزاحت الشكوك وبددت المخاوف التى انتابت البعض بأن الهزيمة واقعه بل هو قاب قوسين أو ادنى بعد أن حاصر العدو الجبل ب45 الف مقاتل وقطع طرق الإمداد واغلق المنافذ المؤدية من والى تلسى .
ولكن معرفته بطبيعة الأرض والتضاريس وإيمانه بمقولة بأن الارض تقاتل مع اصحابها وصبره وثباته هو ومن معه وقتالهم الشرس وهجماتهم المتواصلة على مواقع الخصم ضيقت على العدو الخناق فتراجع وتقهقر وانسحب بعد أن تكبده خسائر فادحه فى الارواح والعتاد وتركو وراءهم جثث العشرات من أفراد قواتهم متعددة الجنسيات .
من الأشياء التى لازالت عالقة بأذهان من شهد هذه الملحمه التاريخية وتشرفه بأن يكون تحت امرت القائد أنه كان يتابع بنفسه ويهتم بالتفاصيل الدقيقة يكافئ من يؤدي الواجب ويحاسب من يتقاعس ويقصر دون تشفى أو انتقام وكان أكثر الناس سعاده بعد أن انجلى الموقف وهزم الأعداء وعادت الأمور إلى نصابها .
ماجعلنى اختار هذا العنوان لكتابة هذه السطور هو حديث الكمرد العم المناضل عوض بوره كبرون الذي عاش الحدث وتابعه حيث حملنى رساله للقياده العليا بصفتى اعلامى فحواها أن الاحتفال بدحر الأعداء فى تلسى رد جميل للشهداء وأحياء ذكرى القائد دين على أعناق من هم على قيد الحياة من رفاقه ومعاصريه
21 ديسمبر2012
تيما
الرفيق باب الله : لك التحية حينما ،كنت، طال الزمن لكني أعلم بما أنتم فيه ،من متاعب النضال ، ربما قلة وسائل التواصل ،أحييك وأحيي عبر كل الرفاق ؛ احمد ذكريا ، دفع الله ،نذار ، عبدالقادر ،عبدالرحمن ، الزنجي ،…..الخ
كونوا بالف خير ،و كل عام الثورة منتصر .