ثورة الشباب فلسفة الجيل الثالث 3G

✒️سند خليفه عبدالفتاح

 

واضح جدا أن هناك إختلافا شاسعا في فلسفة الثورة عند الشباب أو الجيل الحالي و الأجيال السابقة بمختلف مذاهبهم السياسية أو ما يعرف بال mindset.
يظهر ذلك جليا في طريقة التعاطي و المعالجات مع القضايا التي يرفعا الشباب الثوار في كل أرجاء البلاد.
إذ تدل طريقة معالجة القضايا على ثبات عقلية الجهات المعنية و الواجهات السياسية في مرحلة ما بعد ال( fixed mind).
هذا الجيل في تقديري هو الجيل الثالث بالنسبة للسودان الحديث.
فالجيل الأول هو الجيل الذي أطلع على المخطوطات القديمة و التي تقوم على فلسفة محاربة تحكم الفرد متمثلة في محاربة سلطة الملوك و رأوا ان تتسع الدائرة فأنتجوا الأنظمة الطائفية و كانت الفكرة صالحة في زمانهم. ثم أتى الجيل الثاني الذي إنفتح على العالم قليلا من خلال الدراسة في الجامعات الأجنبية و ظهور التلفزيون و القنوات الفضائية فتغيرت فلسفتهم و نظرتهم للحياة و العالم فتحرروا و كفروا بتحكم الطائفة و الأسرة و كونوا الأنظمة التحررية و الآيديولوجياة العابرة للحدود. بالتأكيد إنتقلت معهم فئات من الجيل الأول ممن لديهم عقول قابلة للتطور (growth mindset)و تم تجاوز الفئة ذات العقل المتحجر على حالة واحدة. و كانت فكرة صائبة كذلك في زمانهم.

أما الجيل الحالي فهو جيل الإنترنت و التكنولوجيا حيث يمكنك الإطلاع على ما يجرى فى العالم و أنت على سريرك و عالم منظمات المجتمع المدني مما أثر بشكل كبير في فلسفتهم و نظرتهم للحياة و العالم و هو ما يحدد طريقة التعامل و التعاطي مع القضايا methodolgy كما يخبرنا علم المعرفة الابستمولوجيا. بالتأكيد ينتقل معهم من لديهم عقول قابلة للتطور، فالأمر أشبه بأجهزة الأندرويد التي تحتاج إلى تحديث و إلا خرجت الأجهزة عن الخدمة.

الفرق في الفلسفة تكمن في أن فلسفة الجيلين الأول و الثاني تقوم على تحكم الأنظمة في الشعب و هي فلسفة لا تختلف جوهريا عن فلسفة الملك و الدكتاتورية مع الإختلاف الشكلي في وجود عنصر الافكار.
أما فلسفة الجيل الحالي فتقوم على تحكم الشعب في الأنظمة. و هنا يبرز السؤال كيف يتحكم الشعب في الأنظمة؟

الإجابة :
بالتأكيد لا يمكن إدارة الدولة إلا من خلال الأنظمة و لكن ذات الأنظمة ذات الشعارات الرنانة ما أن وصلت إلى السلطة حتى تفسد إذ أن فلسفتها تقوم على التحكم في الشعوب، و بالتالي فإن الحل يكمن في إلغاء فكرة الأنظمة القائمة على العضوية إذ يقاس حجمها بالكم من الأعضاء فتسمي أحزاب كبيرة و غيرها هي أحزاب صغيرة غير معتبرة. و تستبدل بأحزاب يقوم قياس حجمها نوعيا على الأفكار و الإلتزام بالمواصفات التي يطلبها الشعب.

عليه عندما نقول بأن الثورة مستمرة و الردة مستحيلة، و عندما نخرج و نطالب بالمدنية فهذا لا يعني أننا نريد الوصول إلى السلطة و إنما نطالب الأنظمة بدولة القانون و ألا فإن مصيرهم التجاوز و لسنا بالضرورة أعضاء في الأحزاب أو لا، ولكن هذه تمثل الشعب و نحن اي الشعب نملي عليكم مطالبنا فهل أنتم مستجيبون.

الثورة مستمرة و الردة مستحيلة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.