الحلو: نكافح من أجل الدِفاع عن المواطنين من عُنف الدولة ولإسترداد حقوق “المهمشين”
منير بلل تية
قال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السُّودان- شمال، القائد عبد العزيز آدم الحلو: إن الحركة الشعبية تكافح من أجل الدفاع عن المواطنين من عنف الدولة ولإسترداد حقوق المهمشين. جاء ذلك لدى لقائه صباح اليوم السبت 18 ديسمبر 2021 بمدينة كاودا وفد الإدارات الأهلية والشباب القادم من مقاطعة تلودي الكبرى في زيارة مهمة إلى إقليم جبال النوبة- الأراضي المحررة. وحضر اللقاء إلى جانب رئيس الحركة الشعبية، كلا من القائد عزت كوكو أنجلو – رئيس هيئة أركان الجيش الشعبي، القائد إستيفن أمد تيكو – نائب رئيس هيئة الأركان إدارة، القائد سليمان جبونا- نائب رئيس هيئة الأركان توجيه، الحاكم بالإنابة- قاضي عمر رمبوي، سكرتير الحركة الشعبية بالإقليم- هاشم عبدالله وجعفر الفاضل – محافظ مقاطعة تلودي.
ولدى مخاطبته الوفد الزائر عبر القائد الحلو عن سعادته بالزيارة التاريخية للوفد إلى الأراضي المحررة. وقال: إن الطريق لا يزال وعرا أمامنا نحو تحقيق رؤية السُّودان الجديد العلمانى الديمقراطى الذي يسع الجميع داعيا لوحدة شعوب الهامش. وتابع، إن الموسسة العسكرية السُّودانية ظلت تقاتل شعبها منذ خروج المستعمر وحكمت البلاد لفترة طويلة منذ العام 1956 فضلا عن ممارستها للسُلطة المطلقة دون مسئولية. وأشار إلى أن الدولة تستمد مشروعيتها من العنف، موضحا أن القوات المسلحة تحولت الى مرتزقة يحاربون بالوكالة. كما أنها أصبحت مؤسسة تجارية تستغل ميزانيات الدولة لصالح منسوبيها من أصحاب الإمتيازات.
وأكد الحلو أن الحركة الشعبية لا تكافح من أجل المناصب بل من أجل الدفاع عن المواطنين من عنف الدولة ولإسترداد حقوق المهمشين. مشيرا إلى أن الحكومات المتعاقبة على الحكم في السُّودان نجحت في إتباع سياسة فرق تسد لتجعل الشعب السُّوداني يقاتل بعضه، بينما تستمتع النخب بموارد البلاد المنهوبه عوضا عن تركيز التنمية في مناطق محددة. وإستطرد في حديثه قائلا: هذه الحكومات تصنع الأزمات في الخرطوم وتصدرها للأقاليم.
ونوه الحلو إلى أنه ليس هناك ما يُسمى بِمشكلة “دارفور أو جبال النوبة أو الفونج” بل المشكلة في المركز، وقال: بسبب ما وصفه “بالسياسات العرجاء” ذهب الجنوب بثرواته. وإستعرض موقف الحركة الشعبية التفاوضي موضحا أن الحركة الشعبية تريد حكومة تقف علي مسافة متساوية من الأديان و لا تستخدم الدين في السياسة. ونبه إلى أهمية بناء ديمقراطية راسخة من خلال تبني نظام علمانى قائلا: عندما طرحنا قضايا مثل عطلة الدولة ونظام المصارف وقانون الزكاة ليس من فراغ وإنما إعمالا لمبدا فصل الدين عن الدولة. وشدد آدم الحلو على ضرورة إصلاح القطاع الأمني والمؤسسة العسكرية بالإضافة إلى الإصلاحات الإقتصادية. مؤكدا حرص الحركة الشعبية على تحقيق سلام عادل ومستدام يخاطب ويعالج جذور الأزمة السُّودانية ويذهب بالحرب بلا عودة.
من جانبه، قال الأمير محمد عبدالله إبراهيم شمشم/ أمير أمارة تالودي، ورئيس الوفد الزائر: إن الحركة الشعبية كقوة رئيسية في السُّودان هي القادرة على إنتشال المواطن من وحل الأزمة السُّودانية وذلك بفضل قوة طرحها وحنكة قياداتها.
ويُذكر أن الوفد الزائر إلى الأراضي المحررة، جاء من مناطق “تلودي، الليري، أم دوال، وتقولا” ويضم أكثر من مائة عضوا، مكون من العُمد، المكوك والمشائخ. هذا وقدّم المعهد القومي للتدريب القيادى والسياسى، للوفد الزائر محاضرات قيمة في قضايا الهوية، التنمية غير المتوازنة ومشروع السودان الجديد، ومفهوم التهميش.