كريسمــــــــــــاس والثــــــــــــــورة!

آدم أجـــــــــــــــرى.

 

تدنى حساسية الثوار تجاه بعض الأوضاع الثقافية والدينية، أدخلهم أكثر من مرة فى مواقف حرجة وهى عثرات يتجاوزونها فيمضون قدماً. التشكيليون فى الشهور الأولى لثورة ديسمبر تخبطوا عندما أظهروا كتائب الظل رجالاً ذوى قرون دون إنتباه لرمزية كمبلا فى جبال النوبة التى يرتدى راقصوها قروناً شبيهة لأغراض إحتفالية فكادت الوقيعة أن تقع لولا التدارك بسحب البوست والإعتذار. اليوم تم توزيع جدول تصعيد ثورى لشهر ديسمبر دون إنتباه ليوم الكريسماس الذى يقع فى أواخره، تم التعامل معه مثل أى يوم وأثار ذلك حفائظ حقيقية. شبه المؤكد إلغاء أى نشاط ثورى فيه وفى اليوم الذى قبله وطوال أيام ذلك العيد. الواقعة أخرجت أصواتاً معترضة إجترت معها تلك الإنتهاكات العظيمة فى حقها طوال سنوات الإنقاذ، أخرى رأت تغيير نمط الثورة كى تكون إحتفالياً متضامناً مع المسيحيبن وقضاياهم. أو منتقدة موقف زعماء الكنائس من ثورة ديسمبر كأنهم لا علاقة لهم بها. بالطبع نحن مع أى صيغة مرضية للمسيحيين والمعلوم أنهم ظلوا يشاركون بكثافة فى كل المواكب ويقودونها، وفى جبال النوبة كانوا طلائع الثورة التى تفجرت فيها، ودفعوا لأجلها أثمان باهظة، ناضلوا نضالاً حقيقياً وقساوسة جعلوا مؤسساتهم التعليمية والخدمية نذوراً للثورة ومحطات للكفاح. لا أحد بإمكانه تعديد المرات التى عقدت فيها إجتماعات هامة إبان أشد الليالى ظلامية. المناضلون الأوائل عند تحركهم من كادقلى متجهين إلى الكفاح المسلح، كانت نقطة إلتقاءهم فى أمدرمان إحدى المؤسسات الكنسية. والصدفة جعلت ذلك اليوم إحتفالاً بكريسماس ١٩٨٥م وقد شاركوا فيها قبل إستئناف رحلتهم التاريخية التى ساهمت فى تغيير واقع السودان. المسيحيون قدموا للثورة السودانية ما لم يقدمه غيرهم، شبابهم ظلوا حاضرين ميدانياً وإعلامياً، والطبيعى أن يكونوا أصحابها يساهمون فى تشكيل مسيرتها، وغير الطبيعى إظهارهم أنفسهم ضيوفاً على شيئ هم صانعوها.

٦ ديسمبر ٢٠٢١م

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.