النخب وتكرار الأخطاء

سامح الشيخ

 

من أسوأ الأمور الموثقة لفشل النخبة السياسية بالسودان انها متهمة بالاستعانة بالعساكر لازاحة الغريم بالقوة بدلا عن الازاحة المشروعة ديمقراطيا سواء بالحوار او بالتصويت فكل الانقلابات العسكرية المتكررة من النخبة العسكرية السودانية جعلت السودان في مقدمة الدول من حيث عدد الانقلابات العسكرية التى تم بواسطتها الاستيلاء على السلطة معظم الفترة التي عقبت الاستقلال وحتى اليوم.

ان ما حدث من انقلاب عسكري مؤخرا شبيه بحادثة طرد الشيوعيين من البرلمان إبان حكومة بعد ثورة اكتوبر ١٩٦٤ حيث تكالب خصوم الحزب في وجود نخب الاستقلال وتم إقصاء الشيوعيين اما ناظر تلك النخب التي لم تكلف نفسها الدفاع عن. الشيوعيين وديكتاورية المدنيين آنذاك وظل ذلك الخطأ الفادح يتكرر كفعل ورد فعل تسمح به النخب لنفسها البحث. عن أي طريقة لازاحة الاخر حتى لو كان كلفتها ان يعيش الشعب السوداني في الجحيم وهذا هو الكائن والماثل امام أعيننا فصراع النخب المدنية والعسكرية مع بعضها لم نحصد منه سوي الدماء والعيش في جحيم الانظمة الشمولية والديكتاتورية

وهاهو التاريخ يعيد نفسه تحالف الحرية و التغيير اكل بنيه ابتداء من مغاضبين سلام جوبا الذين فرزوا أنفسهم عن التحالف الأكبر في تاريخ السياسية السودانية وتكتلوا واتفقوا جزء منهم على ردة فعل تنتقم لهم من أصدقاء الأمس أعداء اليوم فكان ان وجهوا ضربتهم شبه القاضية لغرامائهم في القسم الاخر من الحرية والتعبير بمساندة واستدعاء الانقلاب العسكري الاخير نكاية بهم وذلك عبر مشوار طويل من الشد والجذب انتهى باعتصام القصر وتداعياته المعروفة وكانت ضربتهم شديدة ابعدت غرمائهم كحاضنة سياسية للسيد عبدالله حمدوك رئيس الوزراء وابعدتهم عن المشهد العام كفصيل بسلطة الشراكة المدنية العسكرية وقد تمت هذه النكاية ضدهم بواسطة نخبة من زملاء لهم بالحكومة ولم تكلف نفسها بالدفاع عنهم نخبة أخرى موقفها كان متطابقة مع مجموعة ما اسموه مجموعة الأربعة والان صاروا متماهين وراضين مع سلطة الانقلاب العسكري التي كانت تبحث عن شرعية وفرها لهم بعد تعنت لفترة من السيد عبد الله حمدوك الا انه لم يصمد كثيرا واعطي العسكر شرعية دون مشاورة الفصيل من الحاضنة السياسية التي أتت به. وهكذا تستمر حلقة وأفلام الانتقام ورد الانتقام من الاخر في السياسة السودانية ولا عزاء للشعب ولابواكي ولا وجيع للوطن المكلوم في دماء شبابه الحارة التي تسيل بدم بارد بواسطة أسلحة النخبة العسكرية ومليشياتها القبلية و الامنية. التي تستمد دعما مقدرا من دول المحور الإقليمي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.