قحت 1 ، قحت 2 ، والعسكر: تقويض طموح الشعب في وطن ! (١-٣)
✍🏿 أ. خالد إبراهيم كودى
1/ لا يختلف إثنان أن سيطرة الجيش على السلطة في السودان بقيادة عبد الفتاح البرهان هو إنقلاب على السلطة الإنتقالية التي إتفق عليها المكونان العسكري ممثلا في الجيش السوداني والدعم السريع والأحزاب الشمالية المدنية الممثلة لقحت 1.
وإن كنا نريد دقة أكثر فقد إستولى الجيش على السلطة كاملة، وعلنا، في 25 اكتوبر 2021 بعد أن كان مسيطرا عليها رغم الشراكة مع المدنيين وبتقنين الوثيقة الدستورية. بالإنقلاب، تم إبعاد القوى المدنية بواسطة العسكر من المشهد السياسي نهائيا والتملص من تسليمه السلطة وفقا لما إتفق عليه مع (قحت1) في 17 يوليو 2019. وهنا لابد من التذكير بأن قوى الحرية والتغيير (قحت 1) هى من وقعت إتفاق الشراكة مع العسكر، بموجب وثيقة دستورية إعترفت بقوات الدعم السريع كأجسام قانونية شرعية في الدولة ومن شأنها أن تشارك في العملية السياسية في السودان.
2/ تمت إدانة إنقلاب الجيش على السلطة المدنية من معظم القوى الحية في السودان، ومن معظم حكومات الدول رسميا وبدرجات متفاوتة. وقد عبرت الغالبية الكاسحة من الشعوب السودانية عن رفضها للإنقلاب في كل مدن السودان وفي المنافى. عبرت الجماهير عن رفض الإنقلاب بتظاهرات مليونيه في مدن السودان المختلفة، وبالآف المسيرات في كل عواصم العالم، وبأعداد كبيرة في اي مدينة وجد فيها مجتمع سوداني. كما دبج الناشطون مئات الرسائل للسياسيين وصانعي القرار والمقالات المناوئة للإنقلاب والبوستات الإسفيرية… إلخ… فهذا الإنقلاب تمت مواجهته بالرفض الجماهيرى القوي والفاعل.
3/ حقيقة الصراع حول السلطة في السودان تداخلت فيه مصالح متقاطعة، وبذلت فيه مئات القراءات والتحليلات. وإن كان الإنقلاب من صنيعة وقيادة الجيش بقيادة البرهان، وقد عبر عن إمتلاكه للمسؤولية، إلا أن هنالك قوى سياسية متمثلة في مجموعة إتفاق سلام جوبا تدعم الإنقلاب بدرجات متفاوتة وبمنطلقات مختلفة ولغايات مختلفة!
عبرت بعض قوى سلام جوبا عن دعمها للإنقلاب سرا والآخر جهرا، فيما تحايل البعض وتفنن في التبرير الإعتذار عن الإنقلاب بدرجات مختلفة ومن مواقع مختلفة، ولأسباب مختلفة كما أسلفنا. هنا وجدت آلة بروبقاندا السودان القديم، والإسلاميون، والعنصريون مجالا حيويا وخصبا لتنال من قضايا مستقبل ثورة التغيير في السودان. ولفهم بعض هذه التقاطعات لابد من الرجوع للوراء قليلا.
4/ تكونت قوى الحرية والتغيير في يناير 2019، وقوامها تجمع المهنيين، الجبهة الثورية وتحالف قوى الإجماع. وقد صاغت كل هذه القوى مجتمعة ميثاقا للتحالف بعضهم البعض. هدف هذا الجسم كان إسقاط نظام الإنقاذ برئاسة المخلوع عمر البشير. سقط نظام البشير في أبريل 2019 ودخلت قوى الحرية والتغيير في تفاوض مع المكون العسكرى الذى إدعى إنحيازه للثورة لإحداث التغيير والإنتقال الديمقراطي ووقعت مع قيادة الجيش (نفس اللجنة الأمنية لنظام البشير) إتفاقا في 17 يوليو 2019 .إتفاق لتقاسم السلطة – مع الجيش والدعم السريع (الشرعيين بموجب الوثيقة الدستورية ).
5/ المتابع للأحداث لن يجد صعوبة في إستخلاص أن قحت 1، وقحت 2 والجيش السوداني وقوات الدعم السريع وإن إختلفوا بعضهم البعض، إلا أنهم يقفوا في نفس المسافة من أي تغيير حقيقي في بنية الدولة السودانية، وتفكيك دعامات السودان القديم ومراكز قواه. هذه القوى إعتمدت التآمر علي بعضها البعض، كل من منطلقاته ليوصلوا الوطن إلي حافة التفكك، والإنقسام والتوسع في الحروب الأهلية الفاعلة. وهذه القوى أيضا تآمرت مجتمعة علي أي مشروع يهدف الي إختبار بنية الدولة السودانية ويسعى إلي تغييرات عميقة علي مستوي كيف يحكم السودان ومستقبل القوى الأمنية بما فيها الجيش والدعم السريع والأمن والمخابرات وغيرهما.
6/ اليوم: سماسرة السودان القديم وقحت 1 يريدون إرجاع الزمن الي ما قبل 25 أكتوبر، غير عابئين بأين الثوار و الثورة التي تجاوزتهم. اليوم سماسرة السياسة السودانية من رموز دولة ما بعد الإستعمار يمارسون البيع والشراء والمقايضة بطموح وأحلام وآمال الشعب في وطن يعبر عنه ويستجيب لمطالبه التي ضحى من أجلها وقدم الآلاف من الشهداء والملايين من النازحين واللاجئين! فما يقوم به من يسموا بالشخصيات الوطنية من وساطات بين مجموعتي قحت 1 و 2 والقوى والعسكرية ستؤدي إلي الإستمرار في إعطاء الجيش والدعم السريع الوضع القانوني والشرعي للمشاركة في الحكم ، وهذا سيعيق تقدم التغيير الثوري وتحقيق وطن يحكم مدنيا. ثمن هذه الوساطة سيكون بالتأكيد تحقيق شعارات الثورة في مناطق سيطرة الحكومة المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة، وفي المناطق المحررة وشعاراتها المتمثلة في الحرية و السلام والعدالة والمساواة في وطن ديمقراطي علماني يحكمه المدنيون.
7/ مفتاح التغير هو أن نفهم ماذا نريد أن نغير، ولنبدأ بتلخيص ماجرى مؤخرا.
8/ أدناه ماجري :
قحت 1 : عقدت الصفقة المعروفة مع اللجنة الأمنية لعمر البشير. وبموجب هذه الصفقة تمت شرعنة الجيش والدعم السريع ليكونا قانونيا جزء من العملية السياسية. فقد أعطت قحت 1 الجيش والدعم السريع الشرعية الدستورية ليشاركا في السلطة.
قحت 1 عطلت عملية السلام، لأنها وجهت بحقيقة أن للسلام مستحقات، وأن هذه المستحقات تتطلب التنازل عن الإمتيازات التاريخية والحظوة التي بنيت عليها أحزابهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية. لجأت قحت 1 إلي مقايضة (الجبهة الثورية) وإستخدمتها كتمثيل تضليلي لتغطية عدم إستعدادها لدفع مستحقات السلام.
قحت 2 بدورها لا تمتلك رؤية للتغير تتعدى الإصلاحات الشكلية في الدولة، وليس لديها قوة عسكرية تتيح لها الضغط الفعلي على مراكز قوى سودان مابعد الإستعمار وفرض التقدم بأجندة تغيير عميق في طبيعة الدولة ومؤسساتها بما في ذلك الجيش، الدعم السريع وبقية الأجهزة الأمنية. قبلت قحت 2 لعب دور تضليلي لسلام رسمته لها قحت والعسكر والدعم السريع، فقد باع الطرفان الإلترام لبعضهما البعض!
أنتجت قحت1 وجماعة الجبهة الثورية (قحت 2 ) إتفاقا شائها ومضللا للسلام على الورق، هدف فيه الطرفين أن يقطعا به الطريق علي أي تغيير حقيقي في بنية الدولة السودانية، ولكل مصالحه.
9/ تم التوقيع على إتفاق جوبا للسلام في 31 أغسطس 2020 ، وعلى علاته، ولهذا الإتفاق كأي إتفاق آخر إستحقاقات!
قحت 1 صعب عليها الإلتزام بما تعهدت به مع شركاءها في قحت 2. لجأت قحت 1 الي ممارسة الإستهبال و الفهلوة كعادة أحزاب نخب المركز على جماعة سلام جوبا، وهم شركاء في السلطة (دخلوهم بي أحمد وأخرجوهم بي حاج أحمد) كما يقال، فما كان من جماعة قحت 2 إلا وأن عقدوا صفقة بشروط أفضل مع نفس اللجنة الأمنية للبشير التي تشاركت معها قحت 1 قبلهم، فاستولت اللجنة الأمنية لعمر البشير على السلطة.
10/ فالفرق بين قحت 1 وقحت 2 هو في أي درك عميق من الوحل كلا منهما… فكلاهما في الوحل إلا أن أحداهما غاص عميقا… المؤسف هو كلاهما يعد العدة للرجوع إلي الوراء. والمبشر هو أن الثورة تجاوزت كلاهما.
11/ … والموقف الصحيح هو قلب الطاولة في أوجه كلاهما والعسكر بجيشه ودعمه السريع، وتقويض الشرعية غير المستحقة التي أعطتها لهم قحت 1 بموجب الوثيقة الدستورية والإستمرار في الثورة حتي نهاياتها إن كانت هنالك نهاية للثورة… وأيا كان الثمن.)
خالد كودي، بوسطن 2/ 11/2021
اتفق معك تماما فقحت١ واللجنة الأمنية البشرية والدعم السريع وجهان لعملة واحدة مع انى استبعد حضور الدعم السريع والذى اعتبروه جزء من العسكر بضغط من اللجنة الأمنية. اما حقت ٢ فهى صنيعة تشادية تمت بواسطة إدريس دبي باعتبار الطرفين تشاديين رغم اختلاف ايدولوجاتهم والعداوة بينهم ولكنهم تغاضوا على ذلك ووضعوا استراتيجية محكمة لحكم السودان.
وقد فطن عبد الفتاح البرهان لتلك المخططات فرأى من وجهة نظره أن يحرق الطرفان أطراف السلام وحميدتى ويستعين باهله المؤتمر الوطنى وقد نجح حرق حميدتى بالعودة الوثيقة لأن لا يوجد نايب رئيس واذا تم تشكيل حكومة تنوقراط يصبح جبريل ومنى اركو خارج الحساب. فضرب عصفورين بجحر
اتفق معك فيما سردت ولكن اري ان كل المكونات علي وفاق في مسالة الحصول علي كيكة او غنيمة من السلطة كما قال جبريلهم ويبقي اردول محلقا وحيدا رجل مع العسكر جناح كباشي ورجل مع قحت ٢ ومالك عقار ليس مع القحتين ولا يريد ان يزعل العسكريين ومناوي بمشي وبتاوق بره وبرجع تاني كعم العروس الذي لم يعجبه العريس ولكن اعجبه ماله فهو في حيرة من امره السؤال معظم المنتديات في الكلوب هاوس تري ان الخلاص يكمن في الحركتين القويتين خارج اطار جوبا ما هي الالية الجيده لكسب هذه الجوله من كمرت الحلو وعبد الواحد دون اقتتال
ايضا انكشف المستور والشعب السوداني الكلمة تكون عنده
هذه قراءة صحيحة للاوضاع الراهنة التي تمر بها السودان ، تسلم كمرد خالد كودي .