الرفيق الدكتور/ عمر مصطفى شركيان
الكاتب المعروف
و ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان بالمملكة المتحدة و آيرلندا.
في قراءة مقتضبة حول الثورة السودانية اليوم 30/10/2021
لقد قرات كثيرا عن تاريخ الأمم التي خلت والحالية، ونقبت في تاريخ السودان قديمه وحديثه، ولم نر نساء ورجالا شجعانا كاهل السودان في ساحات الوغي، حين ينتفضوا في وجه الباغي الغشيم، وقد كذب من قال ان الرجال ماتوا في كرري، بل نراهم أحياء في عصرنا في الجيل الحالي. لقد قال الزعيم النازي ادولف هتلر عن السودانيين اتوني بالسودانيين والسلاح وحينئذ سوف استطيع اخضاع العالم كله، وكذلك اعترف المؤرخون الاميريكيون ببسالة اهل السودان في بحوثهم عن معركة كرري في ٢ سبتمبر ١٨٩٨م. أولم تولد الأسود أسودا! إذ لم يقرأ البرهان وزبانيته من رفقاء الدم في المجلس العسكري من لجنة البشير الأمنية تاريخ السودان جيدا، ولم يفهموا اصرار وتصميم نساء السودان. أفلم يروا تلك الأم الرؤوف التي فقدت ابنها، وها هي تقود التظاهرات السلمية، ودموعها تحرق الحشا، وعرق جبينها يبل ثرى السودان بلا، أفلم يروا الثكالى واليتامي والمغلوبين على امرهم، والكنداكات الراكزات والشباب الراكب الراس، وهم موشحين بعلم السودان، حتى إذا استشهد أحدهم يتم تكفينه بعلم الوطن الذي يحمله في قلبه، اعتزازا به، ووفاء له! أفلم يروا كلما سقط شهيد او شهيدة مضرجا بالدماء القانية حتى تقدم مقاوم، لا مساوم، اخر ليحل محله او محلها في تقدم الصفوف، لرفع الراية ودق طبول الثورة السلمية ضد الحرامية. شعب بمثل هذا الكبرياء والاعتداء بالنفس جدير بالتبجيل والتوقير، ولسوف لا يقهر ابدا مهما طال الزمن ام قصر.
د. عمر شركيان