أعياد الكريسماس واعياد الوطن
بقلم.. حسين سعد
تحتفل الطوائف المسيحية غد الجمعة بأعياد الكريسماس وسط الاهازيج والترانيم وخالص الدعوات بالسلام والمحبة والمسرة تأتي الاحتفالية والسودان تمت إزالته من قائمة الحرية الدينية وازالته أيضا من قائمة الدول الراعية للإرهاب كما تتزامن أيضا احتفالات الميلاد مع الذكرى الثانية للثورة الظافرة والتي بفضلها عاد حق مسلوب للمسيحيين في السودان للاحتفال بشعائرهم وطقوسهم بلا تضييق، ودون أن يلاحق تسلط الطغاة “زفة” أعياد الميلاد في الشوارع والكنائس.
ويوم الاثنين الماضي اعلن مكتب رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، عن موعد عطلة عيد الميلاد الجديد للطوائف المسيحية الغربية في جميع ولايات السودان.
وقال مكتب رئيس الحكومة في بيان على تويتر إن موعد عطلة عيد الميلاد المجيد في السودان تبدأ من اليوم الخميس حتى السبت الموافق 26 / 12 .
وأشارت الأمانة العامة لمجلس الوزراء إلى أنه رغم تزامن هذه المناسبة مع عطلتي الجمعة والسبت، فإن يوم غد الجمعة سيكون عطلة رسمية في جميع أنحاء السودان.
وكان المدحور قد قال في خطاب له في العام ٢٠١١م تاني دغمسة مافي الحكم بالشريعة الإسلاموعروبية حيث منعت السلطات عقب استقلال دولة جنوب السودان المسيحيين من استخدام مكبرات الصوت، ومن تنظيم المسيرات التي تجوب الطرقات احتفالا بأعياد الميلاد في زفة كبيرة، وعاني
المسيحيين في السودان من التعسف والتمييز خاصة في ظل الأنظمة المستبدة ومورست بحقهم سياسات ممنهجة َحرقت بعض كنائسهم وصودرت ممتلكاتهم وتم تعذيب القساوسة واعتقالهم ومنعت احتفالاتهم واهازيجهم التي تدعو للسلام والمحبة.
واليوم وبفضل ثورة ديسمبر فقد أجرت الحكومة الانتقالية تعديلات قانونية تمثلت في إلغاء مادة “الردة” من القانون الجنائي لعام 1991، واستبدالها بمادة تجرّم التكفير وتعاقب مرتكبها بالسجن 10 سنوات،وقدم الأستاذ نصر الدين مفرح احمد وزير الشئون الدينية والاوقاف شكره لرئيس لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الدولية ،توني بريكنز وإشادته بوضع الحريات الدينية في السودان وتثمينه لجهود قيادة الفترةالإنتقالية،وكانت لجنة الولايات المتحدة الامريكية للحرية الدينية الدولية اشادت بالتطور الذي حدث في السودان في الحريات الدينية وقالت ان ابرز تطور موجب في العالم لسنة 2019 هو التقدم الذي حدث في السودان. وقال الاستاذ مفرح في تدوينة على حسابه بالفيسبوك أن هذه النجاحات ثمرة إستبسال وثورة ضحى لقيمها خيرة أبناء الشعب ولم يميزوا بين سحناتهم ولا لهجاتهم ولا دياناتهم، فجعلوا من الوصول لهذه المحطة المشرقة في التقارير الدولية شيئاً ممكناً.وأوضح الوزير أنه سيأتي اليوم الذي يعي فيه العالم أن حقبة الإنتهاكات والتضييق علي الأديان إرتبطت بأيدولوجيا واهمة ومدمرة للمنطقة وللبلاد وليست لها أي علاقة بدين من الأديان ولا يمكن أن يتصف بها إلا الغلاة والمتطرفون شاكلة من أطاحت بهم ثورتنا.
وفي المقابل أقرت الولايات المتحدة الامريكية بالخطوات الايجابية التي اتخذتها حكومة السودان في “معالجة الانتهاكات المنهجية والمستمرة والفظيعة” السابقة للحرية الدينية مما حدا بها لتحويل السودان من القائمة محل القلق الي قائمة المراقبة.وقال بيان صادر عن وزير الخارجية مايكل بومبيو ان ادارة بلاده قد قررت ان تنقل اسم السودان من القائمة التي تسمى بقائمة الدول محل اهتمام (قلق) خاص بموجب قانون الحرية الدينية الدولية لعام 1998 “م ووفقا للقرار فان تحريك وضع السودان من القائمة الاولي و الخاصة بالدول التي تسامحت او شاركت أو تساهلت مع “الانتهاكات المنهجية والمستمرة والفظيعة للحريات الدينية” الى القائمة الثانية Special Watch List (SWL) والمتعلقة بالدول التي انتظمت في ازالة هذه الظلامات، جاء بسبب الخطوات المهمة في معالجة هذه المسائل ،وأشار البيان الي انه تم تحويل اسم السودان الي قائمة المراقبة الخاصة “بسبب الخطوات المهمة التي اتخذتها الحكومة الانتقالية المدنية في معالجة الانتهاكات المنهجية والمستمرة والفظيعة التي ارتكبها النظام السابق للحرية الدينية
وفي تقريره الاخير الذي قدمه امام إجتماعات مجلس حقوق الانسان في اكتوبر 2020م رحب الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الانسان في السودان اريستييد نونونسي رحب بالتقارير التي تؤكد موافقة المجلس المشترك لمجلسي السيادة ومجلس الوزراء في يوليو 2020م علي قانون التعديلات المتنوعة الذي نص علي ادخال تعديلات علي القانون الجنائي لسنة 1991م وتشمل التعديلات شطب جريمة الردة وشطب عقوبة الاعدام في الجرائم التي يرتكبها أطفال.