قوقادي اموقا يكتب: حمدوك يرتكب خطأ تعيين عرمان(١)
حمدوك يرتكب خطأ تعيين عرمان(١)
بقلم : قوقادي اموقا
يبدو أن السيد رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك قد وقع في فخ عرمان عبر لعبة قرديه الحاحية، مصحوبة بالتضليل السياسي، وادعاء معرفته بمفاتيح عمل سياسي محلي وإقليمي ودولي ونحن نعلم محدودية علاقاته وماذا يقول فيها وخاصة دوليا.
ورغم معرفتهم لبعض منذ فترة اي حمدوك وعرمان، الا انه حتما حمدوك لا يعرف الا القليل عن عرمان.
فهذا العرمان منذ سنين اي قبل ثورة ديسمبر، كتبنا عشرات المقالات سياسية واجتماعية و نفسية عنه بصورة علمية
وحللنا شخصيته، وهي حالة منتهية لا يوجد لها علاج، فهو ديكتاتوري سياسي ومنتقما من كل من يقف أمامه أو ينتقده أو يناقشه (إله)، يجيد نظرية المؤامرة، يريد الكل ان يصفق له رغم خطاباته السمجة المكررة، ويضع أفراد في مواقع داخل التنظيم وهو يقوم بكل شيئ ماليا وإعلاميا وخارجيا وتنظيميا… إلخ ويقفل أفواههم بفتات الدولارات ، وذو تطلعات بعيدة عن مؤهلاته المتواضعة، وخبراته المعدومة الشفافية والديمقراطية والاقدمية حتى فى الجانب العسكري. بجانب البحث عن مصلحته الشخصية، ويتفرعن ويكيد المكايد حتى ضد الذين يمنون عليه، والله يسترك يا د. حمدوك. فعرمان في جلساته الخاصة عندما كانت الحركة الشعبية بقيادة د. جون قرن، كان يقول ان من يقف حاجزا أمام تطلعاته المتخلية هما يوسف كوه والحلو وكان يردد أن مالك مقدور عليه ربما لأنه يعرف نقاط ضعفه، رحم الله يوسف كوه ورحل، وقرب أن يوقع الحلو يوم ٦/٦/٢٠١١ بكادقلي في قبضة وتصفية مجرم الحرب أحمد هارون، ولولا يقظة استخبارات الجيش الشعبي لوقع الحلو بسبب عرمان فريسة سهلة في يد أحمد هارون (امسح اكسح قشو ما تجيب حي) فاعتقل أحمد هارون العميد يعقوب كالوكا والعميد مهنا بشير وبضغوطات دوليه تم إطلاق سراحهما، وقبلها كان عرمان يصرح انه اذا عاد الحلو من امريكا فإنه سيتنحي عن قيادة قطاع الشمال، باعتبار ان د. قرنق قبل وفاته كلف الحلو وليس عرمان بقيادة قطاع الشمال لأسباب معروفة. فقد كان عرمان يصرح بأنه لا يريد اي منصب ولكنه دخل البرلمان، وتسلق عرمان إلى أن صار مرشح الحركة الشعبية لانتخابات رئيس الجمهورية في ٢٠١٠، وبعد المبالغ الضخمة التي قدمت إليه تنازل بصورة بهلوانية لعمر البشير، لم يفسرها للشعب حتي الآن ويبدو خلفها مصلحة شخصية.
طبخ عرمان قبل انفصال الجنوب طبخة سيئه واقنع بها سلفاكير بأنهم اتفقوا ان يكون عقار رئيسا للحركة الشعبية والحلو في نيابته وعرمان أمينا عاما إلى حين قيام مؤتمر استثنائي في غضون شهور اي قبل استقلال الجنوب ولم يقم حتى الآن.
وبعد قيام الحرب في جبال النوبه في ٦ يونيو ٢٠١١م، ظل عرمان وعقار متمسكين بمواقعهما السياسية بالحزب والتنفيذية بالحكومة الانتقالية التي تحارب شعب جبال النوبة وتقتل الأطفال والنساء والمواطنين بدانات الانتنوف والأسلحة المحرمة دوليا، بل وقعا لما يعرف باتفاق نافع/عقار في أديس أبابا في نهاية يونيو ٢٠١١، ولكن المخلوع البشير مزقة داخل مسجد بكوبر، ولم تفلح محاولة الرئيس الإثيوبي الراحل زناوي للتوسط،بل إن عقار لم يستقبل بصورة جيدة في القصر الجمهوري رغم أنه كان رئيسا للحركة الشعبية و واليا للنيل الازرق إلى ان تمت مهاجمته من قبل نظام المخلوع في واحد سبتمبر عام ٢٠١١م.
بعدها ادرك عرمان خطورة مماطلاته وهو يسأل من ممتلكات الحركة ماليا ودور وعربات ومواتر.. إلخ ، وكذلك عقار الذي كان يردد بأنه يقف مع من هو على حق حتى ولو كان المؤتمر الوطنى، وأنه سيصارع على بنبر في القصر، وحينما تم للهجوم عليه في الدمازين احرق ما يسمى بعلم السودان وداسه برجله وهرب تاركا البشير يصلي في الكرمك ويلاهت بالصلاة في كاودا إلى أن صلاها في كوبر.
تكونت الجبهة الثورية في كاودا في ٨ أغسطس ٢٠١١، بواسطة قيادات معروفة، وكان حينها عقار وعرمان يعشمون في البقاء مع نظام المؤتمر الوطني المخلوع.
لكن بظهور عرمان في مسرح العمل السياسي بالخارج اول خطوة اتخذها هي محاولة زعامة الجبهة الثورية والتحكم في مفاصل الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، فتامر على فصل العديد من القيادات العسكرية والمدنية، فكانت الخرمجه هي ديدن عرمان، وتسيطر على ملف بناء الحركة الشعبية وكاد أن يرتكب جريمة كبرى حينما حاول التلاعب بمنفستو ودستور الحركة الشعبية، عبر قطاع الشمال ليكون هو المسيطر على جبال النوبة والنيل الأزرق والحركة ككل، وادخل الجبهة الثورية في متاهات عبر نداء السودان في باريس وألمانيا وغيرها وإدخال عناصر ليس لها وجود بمعنى نكرات بمسميات منظمات المجتمع المدني والمسارات والأحزاب المنشقة التي ادخلها في اتفاق سلام جوبا كتكبير للكوم السياسي، لذا حدث خلل في الجبهة الثورية وأصبحت أكثر من تنظيم، وكله كان هدفه يصب في الهبوط الناعم، بل عمل على شق صفوف الجيش الشعبي متحالفا مع من يسمهم الان الفلول على حساب الحركة والجيش الشعبي لتحرير السودان شمال، بعد ١٨ جولة فاشلة مع النظام المخلوع.
عمل عرمان على شق مكاتب الحركة الشعبية في كل أنحاء العالم بتقريب الذين كما نسميهم yes men وخلق مكاتب موازية وتلاعب بمفهوم الديمقراطية وكون لها مكتب في إحدى الدول الأفريقية ويتكسب من خلفها أناس معروفين.
ويبدو أن عقار كان مهادنا لعرمان لسبب ما لا ندري ان كان سياسيا أو ماليا. وبقوة الرأس تلك فقد عقار وعرمان وضعهما السياسي وسط جماهير الجيش الشعبي بجبال النوبة والنيل الأزرق وكل السودان وتم عزلهما، واضطرا إلى تكوين تنظيم اسفيري لايملك فيه عرمان جندي واحد، وكانت نهايتها اتفاقية جوبا، الذي كان فيه عرمان متسببا في انقسام الجبهة الثورية.
يمكن القول إن زيارة د. حمدوك إلى كاودا ومقابلته للحلو في أديس ومقابلة برهان للحلو في مطار جوبا، بجانب الاتفاق الإطاري كانت بداية رحبت بها جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال والسودان.
نصيحتنا للدكتور حمدوك أن تعيينه لعرمان الذي كان يعشم في قيادة البرلمان السوداني الانتقالي يعتبر أكبر خطأ، والساحة السياسية ضاجة بتعيين عرمان مستشارا سياسيا لحمدوك، وتداخلاته في المسارات، وكل ذلك سيكون خصما على الحكومة الانتقالية.. وإذا أخطأ د. حمدوك في أن يكون عرمان في وفد التفاوض بجوبا مع الحركة الشعبية شمال فستكون النتيجة كارثية لكل السودان. نأمل أن يعيد د. حمدوك النظر في تعيين عرمان.
ونواصل الغريق لقدام.
١- كيف كانت خطابات عرمان ضعيفة في الكونغرس الأمريكي وفي اوروبا.
٢- كيف حاول عرمان تشوية الحلو بالشيوعية وحق تقرير المصير، ويوم السبت الماضي في لقاء مع مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون يشيد بالحزب الشيوعي، انه حربوية تتحول مع المواقف وهي قمة الانتهازية. .
٣- ماذا قال عرمان في جلسة خاصة عن ماذا سيفعل للنوبه بعد عزلة من الحركة الشعبية.
٤- كيف نسي عرمان جمايل النوبه وذلك بحمايته عندما أراد بعض الرفاق قطع أذنه وطرده بسكين في موقع آخر.
٥- تلصق عرمان بالثورة السودانية(ديسمبر) والحضور إلى السودان وخروحة معصوب العينيين الي جوبا. وماذا قال في إحدى الدول الخليجية.
٦- كيف حاول خداع رجال المقاومة وكيف أحرج حمدوك مرتين الأولى عندما أرسله لينوب عنه في حفل ذكرى الفكي على الميرواي ولولا حكمة الحضور لسمع عرمان ما لا يطيقه، والثانية الأسبوع الماضي بقاعة الصداقة بما يعرف بالإعلان السياسي وكيف هتف الحضور ضدة ود. حمدوك بحضور قامات دبلوماسية وضيوف.. وبماذا عبر مناوي، واخرجت حركة العدل والمساواة بيانا لذكر اسمها بدون التنسيق معها… إلخ.
٧- مراوغات عرمان بين العسكر والمدنيين.
٨- عرمان ومجموعة جلاب من فصل من وكيف؟ ولماذا خلق عرمان وظيفة وكيل أول في وزارة الحكم الاتحادي. والصراع الحالي في تنظيم عرمان وخاصة بعض من النوبة والنيل الأزرق ومناطق أخرى من السودان.
قوقادي اموقا
١٦ سبتمبر ٢٠٢١م.