الحقائق الموكدة لا تحتاج الي بلاغة فالحصان العائد بعد مصرع فارسه يقول لنا كل شئ.. دون ان يقول أي شئ

كلمة الرفيق خالد عباس في المؤتمر العام لمبادرة (حريصون علي الوطن) بجامعة ورقة المبدعين بجامعة الخرطوم حول إعادة الثقة بين المواطن/ة والأجهزة الشرطية

مدخل أول:
وقف النحات العجوز يتأمل صخرة صماء
وازميله مشرع في الهواء… صبي صغير كان يشاهد الموقف بصمت… بدأ الازميل يحفر سطحيا احيانا وغاذرا احايين اخري… الي ان تحولت قطعة الصخر الي حصان في احدي اوضاع الحركة حينها فقط تحرك الصبي وسأل النحات العجوز بالله عليك كيف علمت انه هنا في هذه الصخرة يختبئ حصانا
ناقد مغربي في مقاربة ان يجعل من الخطاب النقدي للاجساد الابداعية جسدا ابداعياّ اخراً
بعد التحية.. واذ أفتتح بهذا المدخل ساعيا ان أعلن أنني ساقدم عبر هذه الكلمة تداعيا حراً منتهج السرد الذي يلامس أوجاعي وأوجاع الكثيرين حول علاقة المواطن والأجهزة الشرطية.

مدخل رئيسي:
الحقائق الموكدة لا تحتاج الي بلاغة فالحصان العائد بعد مصرع فارسه يقول لنا كل شئ.. دون ان يقول أي شئ

مريد البرغوث

مدخل أخير

الكتابة رعب يضئ الضمير ويمحو الجسد

علي عبد القيوم

الكتابة رعب لهول المشاهدات وعظمة الاسئلة… نعم بهذا تكون الكتابة رعبٌ… اذا ان العملية الابداعية وفق تعريفا يوافقني منطلقا هي عملية الالتصاق بالواقع والانفصال عنه انيا لانتاجهه في فضاء اخر هو فضاء الابداع… ذات الواقع بافراحه واتراحه…. باماله والامه…. وخيباته المستعصيه الواقع بكل تفاصيل اليومي الدقيقََ… كشه السوقة الهامشيين… بائعات الاطعمة البسيطة بسلاسلها الغذائية الفقيرة..بائعات المريسة والخمور البلدية… الاطفال المساجين بلا جرم بصحبة امهاتهم.. الحوامل في (دفارات الشرطة) الي الاحتجاز.. والجلد والغرامة… جملة المشاهدات الأليمة للواقع بسياطه التي تتحدث بطلاقة كل قاموس العنف علي كل شئ!!! الهراوات والغاز المسيل للدموع مشاهدات الواقع الذي يكون فيه ركوبك لعربة الشرطة متهماً.. يتجاوز العقوبة.. اذهو في حد ذاته عقوبة…. عثوبة تأتي لا لجرم عظيم تم إرتكابه… فقد اختلاف في الثقافة.. واسلوب الحياة.. الواقع بعنفه الثقافي ومنهجه الاحادي الاقصائي العامل علي محاولة اعادة انتاج الانسان ومصادرة ذاكرة المكان بحيث يصير اسم مدرسة نهر عبد الفضيل الماظ بمدينة الدلنج الي خالد بن الوليد او سلمان الفارسي وخسار مريسة قرب فاشر السلطان بدارفور الي زمزم الواقع الحاشد لكل آلته العسكرية والعامل علي التنزيح الفزيائي للبشر والحاشد كل معاول الهيمنه الثقافية و الكادح كدحاً لأجل عملية التنزيح النفسي للأخيلة والوجدان وكله ( بالقانون) وهنا تخلق الصورة وتطرح الاسئلة
يقول نصر حامد ابو زيد ان ان الللغة المنطوفة ما هي إلا صورة معلقة بين اذن السامع وفم القائل وعملية الاستيعاب تتم بواسطة استقراء الذاكرة البصرية اثناء عملية التلقي حتي يتم الإستيعاب بايجاد المعادل البصري من مخزون الذاكرة من جملة المشاهدات
مثال يقول احدهم :
ولد يجري
تنقر هذه الموجات الصوتية طبلة الأذن… وتمتد للعصب… السمعي.. والعصب التائه ايضاً الذي يربط القلب والعقل
العملية اللتي تتم ايها الحضور الكريم
مركز الذاكرة البصرية علي أهبة الاستعداد:
-ابحثو بسرعة… عن ولد يجري
– نريد معادلاً بصرياً … لهذه الصوائت
تكتمل عملية الاستيعاب لهذة الصوائت بإيجاد معادل بصري لها صورة ل(ولد يجري) تم تخزينها سابقاً عبر مسيرة جريان نهر الحياة… من المهد.. إلي اللحد.
مثال آخر َ
(عربة الشرطة)
..قسم الذاكرة البصرية علي أهبة الإستعداد للبحث عن معادل بصري لهذه الصوائت
واي ذاكرة بصرية نمتلك نحن فيما يخص هذا المشهد وعن علاقة المواطن بالشرطة… حشد من الصور قادرة علي تشكيل وجدان الكثيرين…مليئة بالمرارات… جلد البنات…جلد الشيوخ… الكشة… الكشة… (الكشة…)
الكشة يا حواية
الكشة يا مريوم
الكشة يا علوية
الكشة يانساء الهامش
الحزام الذي يقلم المدينة كالظفر.. والمعجزات…. المرارات… الجبايات والغرامات وامتهان الكرامة الانسانية
العلاقة بين اي مكونين بشريين يعتمد في الأساس علي ان ْكيف كلٌ نفسه وكيف كلٌ
!!! يري الاخر
(كيف تري الشرطة نفسها)
تري الشرطة نفسها.. حامي للقانون…. المنوط به تنظيم الحياة.. لكن عن اي قانون نتحدث….. قانون النظام العام؟!!!! الذي تم تعطيله علي الاوراق؟!!!! ويتم تفعيله مع قوانين الطوارئ المتكررة؟!!!!! والذي يستبطنه عن إظهار القانون الجنائي السوداني الساري الحالي بروحه الميته في كثير من المواد.
نعلم ان تغيير القانون يحتاج الي جهود مركبة وجبهات مناصرة عريضة تشمل جهود القانونيين والنشطاء في حقوق الانسان… بحيث يكونوا… صوت من لا صوت لهم ويقوموا بالضغط علي مراكز اتخاذ القرار..
علي كل المستويات وذلك لاتخاذ قرار افضل
مثلما ضغط الثوار وهتف شهداء الثورة
#الشارع_بس
(كيف يري المبدع.. نفسه)
… يري نفسه حرا… وفق مذاهب فلسفية متعددة… يري نفسه معبرا عن الواقع وحاملا هم الذات الوجودي…. وهم الاخرين وتطلعات وامال شعبه
هذا وفقا لمنحاه الفكري ووقناعاته الفلسفيه بعملية الابداع.
المبدع.. فنان يقتنص البصري كصائد لوحات.. أو عازف فلوت يعرف كيف يئن القصب… قاص وروائي يرصد الواقع اليومي رصدا ملمتريا… وكلهم عامرون بالمشاهدات التي تضع الخدمات الشرطية في وضع لاتحسد علي

جملة تلخيصية
لا يمكن اصلاح الشرطة الا بإصلاح القانون التي تعمل علي تنفيذه وتستند اليه وله تعمل واعادة هيكلتها ومراجعة منهج تدريبها
وإعادة ضبط سياقه بما يتناغم مع الواقع.

:جملة تلخيصية ثانية أولي
تعزيز الثقة بين المواطن والشرطة لن تتم الا بتعزيز صورة ايجابية لها والعمل علي رفد الذاكرة البصرية للمجتمع بما هو ايجابي
غير الصور القاتمة اللتي تعصر المرارات فينا في كل كسرٍ من الثانية
:ختاماً و كتوصيةٍ منِّي
نكون في منتهي الإحراج
إذا ضاع العَلَم
في التاج
وإذا ضلت خطاويكم
خطوط ضي الضحا الوهاج
وإذا دخل النفوس الخوف
ومرق صوت البلد محتاج
نكون في منتهي الإحراج

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.