مهازل ياسر عرمان من داخل قاعة الصداقة
الباقر حسن عمر
بالتاكيد ان ما حدث امس بقاعة الصداقة كان مهزلة كاملة التفاصيل خطط لها واخرجها شخص قصير النظر، قليل الخبرة، متواضع القدرات، مشوش الرؤية، ذاتي المنطلق سيء الفهم و التحليل والقراءة للواقع السياسي، لا يهمه السودان وثورته و تطلعات وامال شبابه وكنداكاته، ذلك هو ياسر عرمان كما علمت لاحقا.
ادخل عرمان كامل المكون المدني في الدولة في مجلسي السبادة و الوزراء في حرج بالغ امام كاميرات العالم اذ اكد الحدث وما وقع من هتاف ضدهم من الشباب انهم مرفوضين من شباب الثورة ومن شعبهم الذي انجز الثورة التى اتت بهم لسدة الحكم.
لقد كان الحرج الشديد واضحا في وجه السيد رئيس الوزراء وهو يلقي كلمته (٣ دقائق) بعد هتافات الشباب ضده امام سفراء الدول (الصديقة). وبدلا من ان يعزز الحدث من صورة رئيس الوزراء امامهم هزاها بعنف ووجه لها ضربة قوية امامهم،
وكشف الموقف ان رئيس الوزراء لم يعد له مؤيدين سوى الوزراء الذين عينهم بقلمه وان شعبية لجنة التفكيك تتفوق عليه بمراحل.
لقد كان بأمكان رئيس الوزراء الاعتذار عن الحديث ومخاطبة اللقاء، بعد ان هتف الشباب ضده واهتزت القاعة بالهتافات المناوئه له ولحكومته ولداعميه من الاحزاب والمجموعات المصطنعة.
كان الاعتذار عن الحديث سيكون افضل من ارتجال كلمة لاقيمة لها لم تحمل اي مضمون اظهرته كقائد مرتبك.
حاول عرمان من ذلك الحشد الانتقائي البائس ارسال رسالة للجميع بأنه المسيطر علي المشهد السياسي وصانعه، غير انه انتهي – كما حدث في الية مبادرة رئيس الوزراء- الي فشل وحرج كبير وحول قيادة المكون المدني في الدولة الي مسخرة امام العالم.
وان كان الجميع علي علم بقدرات الرجل المتواضعة وطريقته في الخم و ( السواقة بالخلاء)، فالكل يتساءل كيف فاتت قراءة ما سبحدث علي السياسي المخضرم الاستاذ علي الريح السنهورى، صاحب الخبرة الطويلة في مثل هذه الاعمال السياسبة، اما قادة حزب الامة فمن الواضح انهم اسلموا قيادتهم لعرمان وانتهي بهم الي مرمطة لا تشبه الحزب وتاريخه وغني عن القول ان الامام الراحل لو كان حيا لما دخل في مثل هذه السقطات ولم يعد الان خيار امام قادة حزب سوي مراجعة حساباتهم واعادة الحزب الي صف الثورة والثوار .
ويبقي السؤال الاساسي : كيف استطاع عرمان اقناع الاستاذ علي الريح وقيادة حزب الامة ليكونا جزءا من هذه المهزلة التى اراقت ماء وجه رئيس الوزراء واعضاء مجلس السيادة امام العالم..؟
خلاصة مهزلة الامس ان عرمان كشف للعالم ان الشباب والثوار فقدوا ثقتهم في رئيس الوزراء وتحولوا لمعارضته، وليس هنالك دليل علي ذلك اكبر من اصرار عرمان حبسهم خارج قاعة الحدث ومنعهم من الدخول فانتظروه خارج القاعة واسمعوه ورئيس الوزراء وضيوفهم ما يريدون من هتافات مناوئة.
شكرا لاجهزة الامن والشرطة التي استدعت قوات اضافية لضمان خروج الجميع بسلام بعد ان احكم الشباب قبضتهم علي ابواب ومداخل قاعة الصداقة.
لقد فشل عرمان من قبل في اختراق لجان المقاومة مما اضطره لوصفهم بي (ابناء الفلول) بعد ان بئس من اختراقهم واخضاعهم، ولذلك ليس مستغربا ان قام امس بالتوجيه بحبسهم بالخارج ومنعهم من دخول القاعة، فهو يعلم ان بينه وبينهم ما صنع الحداد.
وحسب ما علمت من عدد من المقربين من السيد رئيس الوزراء ان كثيرون حذروه من تعيين عرمان كمستشار سياسي، غير انه مضي في رأيه وها هو الان يحصد ما زرع، بهدلة ومرمطة ومهزلة امام العالم، والغريق قدام.