بيان إستقالة شاهيناز جمال من عضوية آلية رئيس الوزراء ( مبادرة الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال -الطريق إلى الأمام)

 

ثائرات وثوار بلادى

يا أيها الماضون من شفق المشارق
بالبيارق و البريق
يا أيها الآتون من صدف الجسارة
بالعجائب و الحريق
ضيقوا ليتسع الطريق
هذي الشوارع لا تخون
لا تخون هي الشوارع..
علمتنا أن نفيق

إليكم تحية الثورة الظافرة المنتصرة طالما أنتم حراسها على درب البذل و النضال رغم عثرات الطريق لكّنا بالغوه وإن شق المسير .

تواصل معى قبل فترة وجيزة مكتب السيد رئيس الوزراء يخطرنى برغبته فى ترشيحى ضمن قائمة الآلية المزمع قيامها، و بحسب إطلاعى المسبق على مبادرة الأزمة الوطنية _الطريق إلى الأمام وأهدافها نحو تمام متطلبات التغيير الذى قامت من أجله الثورة ، لاقت الفكرة قبولا من جانبي في الحال تلبية لنداء الوطن و متطلبات المرحلة و ما تواجهها من ضرورة إصلاحية بأن أضع يدى ضمن سواعد الفعل . بل توسمت فى أنه سيكون بالإمكان أن نوقِد رحاب الواقع بالضؤ بديلا عن شتم الظلام . وأن نخطو قُدماً حاملين ( اللستك ) لإشعاله داخل قلاع القرار بجانب المشتعل فى الشارع المقابل المحصن بالأسوار التى حجبت عنهم هتافنا وطول الوقوف أمامها .

غير أننى تفاجأت عند إعلان قائمة أعضاء الآلية أنها حوت العديد من الأسماء التى شكلت جزءا من الأزمة ومتاريساً أمام مشروع وطنى سوداني ، فضلا عن بعض فلول النظام البائد و الإنتهازيين بما يتناقض مع الثورة السودانية و مهام الإنتقال . فلو أصبحت تلك الفلول هى ضمن آلية الحل فبالله عليك سيدى الرئيس قل لى بربك بالأمس ثرنا ضد من ؟

آثرت بعد ذلك التروى علهم يدركون، لكني تأكدت أنه ليست ثمة ضؤ فى آخر النفق و ليس بالإمكان أفضل مما كان .
كانت الشوارع و ثوارها هى البوصلة التى رسمت خطاى نحو حسم تواجدى ضمن الآلية و حملت وجهة نظر الشارع على حسب متابعتي لأحواله لأضعها أمام رئيس الوزراء و طاقمه على مسمع من عضوية المبادرة التى عنيتها جزء منها فى معرض إنتقاداتى سابقة الذكر ، وذلك حين إلتأم أول إجتماع للآلية صبيحة اليوم و إقتلعت فرصة للحديث لأعلن إعتراضاتى المسببة على الملأ والتى ألخصها فى نقاط ثلاث :

أولا : إن من يرعى الآلية لم يخطو نحونا خطوة لنبادله الخطو و الإلتقاء المتقارب على درب الاصلاح والتغيير . فقد ترقبت حينا من الإنصات لردة فعله بعد إعلان المبادرة نحو الاصوات الناقدة لقائمة العضوية المتمثلة في موقف الثوار و الثائرات و فى بيانات تنسبقيات لجان المقاومة منفردة و البيان المشترك لتنسيقيات لجان مقاومة الخرطوم، الرافضة جملة وتفصيلا لوجود عناصر النظام البائد
أن آلية السيد رئيس الوزراء ولدت تحمل أدوات فنائها فى داخلها و تعد إعادة إنتاج للأزمة بما ضمته من عناصر ينتمى بعضها للنظام البائد.. بجانب هضم العضوية تمثيل النساء والشباب كديدن خيارات الفشل الذى صاحب إختيارات الحكومة الانتقالية فى مختلف الهياكل السابقة وهو بلا شك تكرار للخطأ بروح متعمدة والنتائج تعرف بخطئها من خطأ مقدماتها وفقا للمنطق الفلسفى حول طبيعة الأشياء . و إنها لمحزنة لهذه الحكومة التى أقعدتها دماء الشباب على سدة السلطة أن تغمطهم حق الترفق فى مسيرة أحلامهم .

ثانيا : لم تترك الآلية مساحة لحسن الظن و الفعل حين أتت برئيسها ومقررها جاهزة قبل أن تجر مداد السلام والتحية على صفحة عضويتها و التى يفترض أن تترك حق إختيار تشكيلها و هيكلتها من محض نتاج مشاورتها و رؤاها هي وليس كما يراد لها من الوجوه المتكررة حد الملل .

ثالثا : إن كان السيد رئيس الوزراء يريد إزالة التشظى بين تنظيمات حاضنة حكومته فليس الحل فى خلق كيان مواز لأننى قبلت دعوة آلية المبادرة بصفتى واحدة من الثوار و ليست لى صفة حزبية و لا أنتمي لأي حزب سياسي لأكون جزءا من معالجة تشظى الحاضنة المتمثلة في أحزابها السياسية و بالمقابل لست جزءا من الحكومة لأعالج تعددية مراكز القرار. الفعل الذى يمكننى أن أساهم فيه ولو بالقدر اليسير هو محاولة توحيد الأجسام الثورية فى إتجاه أهدافها بجانب الضغط من أجل تحقيق مطالب الثورة المتمثلة في مهام الفترة الإنتقالية.
ما أنا الإ نقطة من بحر المقاومون الديسمبريون و كان لزاماً على الا أشارك بعد إعلان عضوية الآلية و بعد بيانات تنسيقيات لجان المقاومة بما يجعل الخطوة قفزا فى ظلام اللاجدوى و الموات فى ساعة الميلاد بحيث يصبح من العبث الإستمرار فى طريق أنت تعلم منتهاه .

ثائرات وثوار بلادى

أقف اجلالا و تأدبا بين أيديكم أنا إبنة الشوارع التى علمتنا أن نفيق لأعلن إستقالتى عن عضوية آلية السيد رئيس الوزراء، و حتما فإن الدروب نحو التغيير و إستكمال مهام الثورة شتى وقد ألفتها خطانا و سأكون على الموعد دائما بتوقيت الثورة.

و لا تعاين على موطاك
ولا تندم على خطواً
تملى مشيتو لقدام

و دمتم

شاهيناز جمال

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.