البصلة طبقات بلا نواة..!!
د. مرتضى الغالى
ليس لدي مشكلة مع العيون الحولاء فهي في كثير من الأحيان ميسم جمال وملاحة.. ولكن المشكلة في (الأفكار الحولاء) التي تضع الأشياء في غير مواضعها..!! ومن بين هذه الأفكار الدعوة إلى المصالحة مع من يسمونهم بالإسلاميين استجابة لاستهبال كبير قام به الإنقاذيون أنفسهم.. وتلك تسمية خاطئة ورب الكعبة..! فالدعوة للتصالح مع الغول يقصدون بها تياراً يضم المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي والإصلاح (لصاحبه غازي صلاح الدين وجماعته) والمتحالفين مع ضلال الإنقاذ من تابعين كانوا شركاء في كل ما حاق بالوطن.. ولا ندري كيف تكون هذه الجماعات بريئة من جرائم الانقاذ..؟! فمتى وقعت المفاصلة..؟! ومتى بدأت الإنقاذ جرائمها الدموية التي مزقت الوطن وقتلت شعبه وسرقت موارده ودمرت مرافقه..؟! ومتى انفصل غازي وجماعته من الإنقاذ..؟! لنرجع للتاريخ وهذا يعني (ببساطة) أن هذه الجماعة التي يروّج البعض الآن لدعوتها إلى خيمة الوفاق قد شاركت في (جرائم الإنقاذ الكبرى) وضلعت في إقصاء ونبذ كل القوى السياسية والمدنية والشعبية وجعلت كل موارد الوطن حصراً عليها بقهر السلاح والهيمنة على مؤسسات الدولة ودور العبادة والسوق وقطاع الأعمال والأراضي وقروض الدولة وريع الزراعة والخدمات.. فمن هم هؤلاء الإسلاميون..!
ليس هذا الذي ذكرنا هو أكبر جرائمهم التي ارتكبوها مجتمعين على قلب (وحش واحد)..! فمن هذه الجرائم الإبادة الجماعية وحرق القرى وقتل مئات الآلاف وقصف السكان وتشريد الملايين وإزاحة عشرات بل مئات الآلاف من وظائفهم ومصادر عيشهم وفصل الجنوب وإقامة بيوت الأشباح للاغتصاب والتعذيب إلى حد القتل.. وقد كانت جميع هذه الجرائم في اشد ضراوتها قبل المفاصلة وقبل أن يغضب (الاصطلاحيون الغازيون) من بقية إخوتهم الإنقاذيين (لأسباب شخصية) وليس لأنهم لصوص ومجرمون وقتلة.. وعندها كانت الجماعة الغالبة من التيارات السلفية في مركب واحد مع الإنقاذ.. لهم حصة معلومة في الوزارات والبرلمانات والولايات يباركون كل ما قامت به الإنقاذ.. ولم يتقدم صوت واحد من هذه الكتلة ليحتج على الإبادة أو التعذيب أو التشريد أو السرقة النهارية للمال العام أو استباحة موارد الدولة لعصبة من اللصوص مارست الفساد من أكبر رأس فيها إلى أصغر مأجور..!!
ما الذي تغيّر في سلوكهم حتى اليوم حتى يهرول الناس لمصالحتهم؟! ألم يستمروا في زرع الفتن وإثارة القلاقل وإدارة آلة القتل ضد الأبرياء والحض على الانقلاب على الدولة وتعويق التغيير وإدخال العصي في دولاب الاقتصاد وتعكير معيشة المواطنين..؟! هل ردوا الأموال التي سرقوها؟ هل اعترفوا بجرائمهم..؟ ألا تراهم ما يزالون على ضلالهم القديم؟ ماذا فعلوا حتى يتم التصالح معهم؟ وكيف يتسنى إدخال العقارب بين طيات الملابس؟ ماذا يصنع أعوانهم الآن داخل جهاز الدولة؟ هل امتنعوا عن التآمر أو توقفوا عن النهب؟ هل سمعتم بما يفعله الآن كرتي وقوش؟ وما يتفوه به الانقلابيون وشلتهم من المدافعين عن الشيطان في المحكمة..؟! كيف يمكن أن تلح على أحد بالتوبة قبل أن تنصحه بالتوقّف عن الخطيئة..؟.. قبل المصالحة انتظروا (على أقل تقدير) حتى ينتهي مسلسل اكتشاف القبور الجديدة كل يوم.. لقد كذب من يقول إن الاخونجية يمكن أن يعودوا بشراً أسوياء.. هؤلاء قوم شاهدوا سلطاناً يعبد العجل فتنافسوا في تقديم العلف؟!..لماذا يتكرر الحديث كل مرة عن حكاية المصالحة السخيفة هذه..؟! نشهد بأنها من أسوأ نكات هذا العام..!!