الثبات على المبادئ ليس بالأمر السهل

بقلم / كومان سعيد

 

النضال من أجل التغيير الجزري والإيمان العميق بالسودان الجديد والعمل الدؤوب دون كلل أو ملل هنا كانت ومازالت تكمن عظمة الدكتور جون قرنق ديمبيور، اب ومؤسس مشروع السودان الجديد.
أستطيع القول إن القليل فقط من السياسيين المعاصرين يعرفون الدكتور جون قرنق كما يعرفه ياسر عرمان وخاض معه العسير واليسير من ظروف النضال والثورة.
ولأن السودان مقسم تقسيم ثقافي عميق جدا، وبرغم كل سنين النضال الطويلة التي قضاها هذا الرجل في الثورة إلا أن ياسر عرمان مهما فعل لن يستطيع أن يفهم أو أن يشعر بمعاناة الهامش والتهميش التاريخي الذي ظل يتعرض له الهامش .لذلك لا عجب ان يوقع ياسر عرمان أي إتفاقية للسلام بغض النظر عن ما إذا كانت هذه الإتفاقية تخاطب جذور الأزمة أو لا تفعل . اراد ياسر سعيد عرمان ان يصبح جيفارا الثورة وأن يحقق طموحاته الشخصية على جثث أبناء الهامش فتصدت له الحركة الشعبية , ولكن رغم كل ذلك كان بإمكان الرجل أن يحافظ على تاريخه النضالي ولكنه رضي أن ينقاد نحو تطلعاته الشخصية وطموحه في السلطة ان ينشق عن الحركة الشعبية وأن يعمل كحركة مستقلة ويوقع إتفاقية سلام (مكايده) للحركة الشعبية . فهل حقق ياسر عرمان ما يصبو إليه ؟ أم أن في الأمر بقية ؟.
إعلان تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية ليس بالأمر الغريب فمن المعلوم أنه بعد أي اتفاق سلام سيتم دمج الإتفاقية في الوثيقة الدستورية وبالتالي تصبح قوي الكفاح المسلحة الموقعة على إتفاقية السلام كجزء من الحاضنة السياسية للفترة الإنتقالية . لكن ما تم إصداره من صلاحيات لهذا الجسم هو إختطاف واضح جدا وعسكرة الفترة الإنتقالية . البرهان و العساكر وحتى بعض الأحزاب السياسية لا تريد أن تحقق سلاما مع الحركة الشعبية , وبما أن ملف السلام حسب الوثيقة الدستورية هو من إختصاص رئيس الوزراء و بالتالي فإن هذا الأمر يبدو مزعجا جدا لهم . السلام ليس مجاني فهناك مستحقات لابد أن تدفع لتحقيقه، على الحكومة الحالية أن تكون على استعداد لدفع تلك المستحقات وإلا فإن السلام لن يتحقق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.