(كباشي) السلطوية و الوصولية ..!!

عبدالعزيز ابوعاقلة

 

# من المسلمات في الوسائل البديلة لفض النزاعات وصناعة السلام(conflict resoluation peacebuilding )بين الدول او ضمن الدولة الوطنية الواحدة بين أطراف الصراع ، في قضية ما تصبح المفاوضات عملية معقدة ، هي المفاوضات المباشرة و غير المباشرة بواسطة وسيط ويمكن أن يضاف إليها خبراء متخصصين لتقريب وجهات النظر والدفع بالمفاوضات إلي الإمام بتقديم مقترحات جديدة للحل دون الخروج عن إطار المشكلة .وتأتي هذه الحلول بالاستعانة بوسائل كثيرة لا يتسع المقال لذكرها للبحث عن حلول ولكنها يمكن أن تكون ورش متخصصة من قبل الوساطة او الخبراء لاكتساب مهارات التفاوض والقدرة علي وضع أسس للتفاهم ومؤشرات ونتائج تساعد في مراحل التفاوض الرسمي وهي ليست عبثاً وضياع زمن كما يتخيلها السيد كباشي ومن معه من الدولة العميقة توهماً. وبهذا الفهم المتقدم توصل د.حمدوك والقائد الحلو في اديس أبابا الي اتفاق تاريخي مشهود في ٣ سبتمبر ٢٠٢٠ منطلقين لمعالجة جذور مشكلة موضوع الحرب والسلام العادل الذي عاني منه الوطن. وادي إلي كسر حالة الجمود في ملف السلام الذي تنتظره الشعوب السودانية استجابة و تحقيقاً لشعارات الثورة (حرية .سلام .وعدالة ) و التوافق علي ورش تكون نتيجتها بحث وحوار وصولاً إلي مخرجات بشأن موضوع فصل الدين عن مؤسسات الدولة الذي تطالب به الحركة الشعبية شمال بشكل حاسم واصيل وبدون مواربة وضعته في طاولة المفاوضات من اول يوم جلست فيه للتفاوض وبخبرتها في هذا المجال هي مدركة مستصحبةً معها الماضي المظلم للدولة السودانية في ارتباطها بحل مأزق المواطنة الحقة وتفكيك الهوية الأحادية التي وضعت النخب السياسية مبكراً الشعوب السودانية في هذا القالب المختل دون مراعاة هبة التنوع ثقافياُ واثنياً واجتماعياً التي أراد الله لهم اولا أن يكونوا سودانيين وهم أرادوا أن يكونوا من بطون مكة واختاروا قبيلة قريش باللصق والتوهم .
# وفي ورشة غير رسمية ٢٩ أكتوبر إلي ١ من نوفمبر ٢٠٢٠ الجاري توصل الخبراء بواسطة الوساطة في جوبا مع فريق التفاوض من الحركة الشعبية شمال ووفد الحكومة الإنتقالية المكون من شمس الدين الكباشي والتعايشي كأعضاء في المجلس السيادي المعين بالإضافة إلي وزير العدل إلي توصيات هامة بشأن فصل الدين عن الدولة تمت تلاوتها والموافقة عليها بحضور الجميع بعد نقاش مستفيض وتقديم الخبراء نماذج لدول عبرت إلي الشط الآخر للتنمية والسلام العادل والاستقرار تماثل تنوعنا في الوطن كجنوب افريقيا وتونس وتركيا : وتم الاختيار والتوافق علي النموذج الذي يتناسب مع وطننا ، والغرض الاساسي لوضع لبنة أولي صحيحة في منصة التأسيس الاولي . وكعادة التنصل اخلاقيا في عجائب السياسة السودانية مما يتم الاتفاق عليه والموروث قديما ممن هم نخب السلطة في الدولة السودانية في كل العهود السابقة ، للمحافظة علي امتيازاتهم السلطوية في الدولة السودانية . وبغض النظر عن من هم في السلطة ( نخب هامش او مركز ) سيان النتيجة واحدة عنوانها التدليس والغش والخداع . علي كل حال ما زالت نخب الهامش المتقيحة تطل علينا في كل الحقب في عملية يمكن أن نسميها حالة (تضليل هوياتي ) وهي حالة يائسة من الترميز يتم فيها استخدام تلك العناصر من قبل المشاريع المركزية السلطوية لتمرير أجندتها المعلومة للجميع مستغلين انانية واجندة تلك النخب للحفاظ علي امتيازاتهم في السلطة والتي تدير ظهرها دوماً لقضايا اهلهم في الهامش . وكباشي نموذج مستنسخ من تلك النخب . وكما يذكرنا قد ( حدس ما حدس ) انبري السيد الكباشي بقرار اُحادي استعلائي بواسطة ( مس كوول) من شركائه في الدولة العميقة وهم معروفين لدينا برفض نتائج الورشة . والمدهش في هذا الصدد أنني شاهدت وغيري عضو الوفد من المجلس السيادي السيد التعايشي في تسجيل مصور من مقر الورشة في جوبا أشاد بنتائج الورشة وذكر بأنه يمكن أن نتخذها كموجهات في مواضيع اخري في أجندة التفاوض الرسمية . ولكن السيد الكباشي أراد وأد هذه الروح الوفاقية وتعطيل الوصول إلي حلول عادلة منصفة ومستقبلية لكل الأطراف . والأنكي والمخزي من ذلك وسط سكوت جمعي من المكون المدني التنفيذي في السلطة و دهشة الخبراء والوساطة لما أعقبه ما أدلي به الكباشي من تصريحات منشورة بجريدة ( اليوم التالي) و التي تعتبر ردة ومخيبة حتي لشراكة الامر الواقع بين العسكر والمدنيين الفجيعة التي حذرنا منها مراراً وتكراراً وأهمها ما قاله بالبنط العريض ( حمدوك خارج علي مؤسسات الدولة ) انتهي . .
# ومن السخرية الملازمة للمكون العسكري توهمهم حتي الآن ا نهم شركاء في ثورة تفاجأت بها نخبهم في الجيش وميلشياتهم من الجنجويد بل عملوا فعلياً لإسكات صوتها الثوري بالالتفاف والتحايل عليها بشتي الطرق متناسين بأن ذاكرة السودانيين الوطنيين محتشدة بصورة قاتمة وقاسية راسخة في مخيلتهم من صور وسلوك مشين لهم ، ولاسيما في الفترة القريبة ايام ثورة ديسمبر المجيدة وبعدها (فض اعتصام القيادة والتفرج علي قتل الشهداء امام أعينهم ، خطف ملفات التفاوض والخارجية والاقتصاد وغيرها من المكون المدني التنفيذي و احتكار الثروة من خلال شركاتهم بتهريب الدهب وغيرها خارج ولاية وزارة المالية ورقابة بنك السودان وغيرها من الصور المعطلة للتحول الديمقراطي السليم من تعطيل للمجلس التشريعي وفرض شروطهم المجحفة بخلق نسبة تواجد لهم ولسدنتهم فيه ) . واتضح جلياً أنهم السدنة الجدد للدولة العميقة التي تحاول تغيير جلدها في كل مرة . علي كل حاولنا مراجعة بروفايلات جنرالات هؤلاء العسكر و لم نجد شيئاً يذكر يمكن أن نقصه للأجيال القادمة سوي مجموعة نياشين و أوسمة تم تكريمهم بها من قبل الطغاة مقابل خدماتهم في اشهار الحروب والسحل علي شعوبهم وكفي .

عبد العزيز أبو عاقلة نوفمبر 2020
[email protected]

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.