جدلية المواطنة بلا تمييز
✍ بقلم /،ميساء فضل
و امتيازات الشعوب الاصيلة
====================
🔴 يتكرر كثيرا هذه الأيام التداول والحديث عن مبدأ المواطنة المتساوية أو المواطنة بلا تمييز في أوساط المثقفين والناشطين والسياسيين في المنتديات والأسافير متناسيين التركيبة التاريخية للدولة السودانية والمظالم التاريخية التي تعرضت لها الشعوب وخاصة التي تعتبر من المكونات الاصيلة للسودان القديم اي قبل الاستعمار والتي لها إرث تاريخي ضارب في الجزور في تكوين ملامح الدولة السودانية الحديثة
فالحديث عن مواطنة بلا تمييز وتجاهل الحقوق التاريخية لهذه الشعوب سوف يولد صراعات أخرى قد تؤدي إلى المطالبة بحق تقرير المصير.
إذ أنه لا يمكن تحقيق مبدأ المواطنة بلا تمييز دون الاعتراف الكامل بالحقوق التاريخية للشعوب الاصيلة ..
🔴 المواطنة بلا تمييز
المواطنة بلا تمييز تتعلق بالمساواة بين جميع المواطنين للمشاركة في الحياة السياسية والعامة ، اي أن ركني المواطنة هما
* المساواة…
*المشاركة …
وبذلك ففي دول المواطنة جميع المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات ولا تمييز بينهم بسبب الاختلاف في الدين أو النوع أو اللون أو العرق أو الجنس أو الموقع الاجتماعي .
🔴 ميثاق الشعوب الاصيلة …
يعد مشروع إعلان الامم المتحدة بشأن الشعوب الاصيلة اشمل وثيقة فيما يتعلق بحقوق الشعوب الاصيلة حتى الآن إذ يقر بحقوقهم الجماعية علي نحو أوسع من كافة صكوك القانون الدولي لحقوق الإنسان كما يقر بحق الشعوب الاصيلة في حماية ثقافتهم التقليدي وهويتهم وكذلك حقهم في التعليم والتوظيف والصحة وحقوقهم ذات العلاقة بالدين واللغة وعدد من الحقوق الاخرى
كما يحمي المشروع أيضا حق الشعوب الاصيلة في الملكية العامة للارض وعلى الرغم من أن مشروع الإعلان في حالة إقراره سيكون ملزما للدول الا انه سيكون له قيمة أخلاقية وتوجيهية كبيرة نظرا لاعتماده من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتضمن مشروع الإعلان خمسة وأربعون مادة مقسمة إلى تسعة اجزاء :
الجزء الأول: الحقوق الأساسية
الجزء الثاني:الحياة والأمان
الجزء الثالث: الثقافة والدين واللغة
الجزء الرابع : التعليم والاعلام والوظائف
الجزء الخامس : المشاركة والتنمية
الجزء السادس : الأرض والموارد
الجزء السابع : الحكم الذاتي
الجزء الثامن : التنفيذ
الجزء التاسع : المعايير الأدنى
🔴 من هم الشعوب الاصيلة ؟ …..
هي تلك الشعوب التي أقامت علي الارض قبل أن يتم السيطرة عليها بالقوة من قبل المستعمر ويعتبرون انفسهم متميزين عن القطاعات الأخرى من المجتمعات السائدة الآن علي تلك الأراضي
او بمعني آخر هي تلك التي توفرت لها استمرارية تاريخية في مجتمعات تطورت على اراضيها قبل الغزو وقبل الاستعمار وتعتبر انفسها متميزة عن القطاعات الأخرى من المجتمعات السائدة الآن في تلك الأراضي أو في اجزاء منها وهي تشكل في الوقت الحاضر قطاعات غير مهيمنة في المجتمع وعقدت العزم علي الحفاظ علي ارض أجدادها وهويتها الثانية وعلي تنميتها وتوريثها للأجيال القادمة وذلك باعتبارها اساس وجودها المستمر كشعوب
🔴 وعلي الرغم مما يحظي به الاعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي يقر بالحقوق الأساسية لكل الأفراد من تقدير وقبول دوليين الا ان الشعوب الاصيلة لا تتمتع بشكل خاص علي الصعيد العملي بالحد الأدنى من الحقوق والى يومنا هذا تواجه الشعوب الاصيلة العديد من المخاطر التي تهدد وجودها وذلك كاثر لنهج وممارسات حكومية ، وفي العديد من البلدان لا يسمح لهم بدراسة لغتهم في المدارس كما يتم سلب أراضيهم وممتلكاتهم من خلال اتفاقات غير عادلة كما تستمر الحكومات في إنكار حق الشعوب الاصيلة في العيش وفي إدارة أراضيهم التقليدية وكثيرا ماتتبنى سياسات قمعية لاستغلال وانتزاع أراضي وحقوق تاريخية تعود إليهم منذ قرون وفي بعض الحالات قامت الحكومات باعتماد سياسة الإدماج بالإكراه لمحو ثقافات وتقاليد الشعوب و الانتهاك والتعامل باستخفاف مع قيم وتقاليد الشعوب الاصيلة وحقوقهم.وهناك العديد من الأمثلة
فاقليم النيل الأزرق علي سبيل والذي تعرض شعبه الي التهميش والظلم والقهر والازال من منذ انهيار مملكة الفونج أو الدولة السنارية إلى يومنا هذا كما تعرضت أراضيه وممتلكاته وموارده إلى الانتهاك من قبل كل الحكومات التي تعاقبت علي حكم الدولة السودانية بعد مجئ ما سمي جزافا بالاستقلال وحتى بزوق ثورة ديسمبر المجيدة التي بدأت شرارتها من منه واوقد نيرانها ابطال هذا الشعب العظيم الا انها لم تراعي ابدا خصوصية هذا الشعب وتجاهلت الحقوق التاريخية التي يتميز بها حيث أصبح كل من ينادي بهذه الحقوق يوصف بالاوصاف البغيضة كالعنصرية والجهوية …
______
ميساء فضل احمد نايل
إقليم الفونج الجديد
حتما حتنتصر الشعوب الأصيلة عبر نضال طويل الأمد
أوفيتي وكفيتي على شباب النيل الازرق ان يدركو هذا بدلا من الهروله وراء مالك عقار.
كومرد ميساء لكي كل الود
جديره بالاحترام علي هذا المقال لقد تحدثت عن موضوع مهم جدا نسأل الله لك التوفيق