عودة النازحين الطوعية بين سندان المليشيات وفشل الدولة في توفير الامن
تقرير: حسن اسحق : Splmn.net
طرح كثيرون تساؤلات حول طلب عضو مجلس السيادة محمد حمدان دقلو، من الأمم المتحدة تقديم مساعدات للحكومة السودانية بشأن عودة نازحي ولاجئي دارفور الي مناطقهم ردود افعال متباينة، في ظل تدهور الاوضاع الامنية في عدد من ولايات دارفور، حتي بعد ذهاب نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، وشكك كثيرون في مصداقية خطاب حميدتي، ويري البعض ان نجاح العودة الي المناطق يتطلب من الحكومة القيام بعدد من الخطوات المهمة، اهمها تفعيل مفوضية اراضي دارفور، ونبذ القبلية والجهوية والي اخره.
تنفيذ الترتيبات الامنية
يري وكيل النيابة محمود المنعم ان نجاح عودة النازحين الي قراهم الاصلية، يتطلب في المقام الاول جمع السلاح من ايادي المليشيات، وكذلك ان تنفذ الترتيبات الامنية فورا، ثم وضع خطة للعدالة الانتقالية، وبرنامج للتعايش السلمي والمصالحة ونبذ القبلية والجهوية، وينصح بهيكلة الادارة الاهلية، وان يعدل قانونها، وعلي الدولة ان تحكم سيطرتها الامنية، وتفعل دورها وتمكن الاجهزة العدلية من القيام بدورها علي اكمل وجه، ويؤكد من عوامل نجاح العودة، تتمثل في تفعيل دور مفوضية اراضي دارفور لحل النزاعات حول الاراضي، ويناشد الحكومة الانتقالية ان تقتطع جزء من موازنتها العامة لتعويض النازحين بشكل جماعي، عبر توفير خدمات الصحة والتعليم والبنيات الاساسية الاخري التي تعمل علي تقديم الخدماات، واشار محمود ان الامم المتحدة مطلوب منها توفير دعم لوجيستي لمشاريع التنمية بشكل عام، واستيعاب جزء من النازحين فيها، عن طريق توفير عمل لهم فيها، وكذلك فني لكافة مؤسسات الدولة الموجودة في دارفور.
إلزامية حق العودة
في ذات السياق يقول المحامي والقانوني هيئة محامي دارفور خميس ارباب اسحق، لابد من عودة النازحين الي مناطقهم الاصلية، لكن العودة لها معايير دولية اساسية يجب ان تتوفر، وانها مرتبطة بارادة الدولة وكل اجهزتها المختلفة ورغبتها في عملية العودة، وتعتبر ايضا احد متطلبات تنفيذ اتفاقية جوبا، وقبل الشروع في برامج العودة يجب إحلال السلام، لان الاقليم لم يخرج من دائرة المربع الاول، وحتي بعد مرور 10 اشهر من توقيع الاتفاقية، لم ينفذ منها إلا بند المشاركة في السلطة، وموضحا ان المجازر التي شهدها الإقليم بعد سقوط نظام البشير أشد قسوة من فترة النظام السابق، ولم سبق لها المثيل منذ عام ٢٠٠٣م، واجاب سكان الاقليم ان اتفاقية جوبا لا تمثلهم، وفشلت في تغيير الواقع علي الارض.
اضاف خميس من جانب آخر، ان حميدتي حتي الان له فرصة لإعادة الثقة بين مواطن دارفور خاصة الفئة تعتبر انها مضطهدة في عهد السابق، وحتي في ظل حكومة الثورة، وهذه فرصة تتمثل في ضبط المليشيات، وايقاف مشروعه القاضي في سيطرة الرعاة أو الرحل علي أراضي دارفور، ويطالبه بضبط تصريحاته وخطابه الذي ظل يردده في كل محفل حول توليفة بين المستوطنين الجدد والنازحين بعبارة أرض دارفور واسعة تسع الجميع، مؤكدا ان مثل هذه التصريحات يرفضها النازحين، وانهم يتمسكون بمكتسباتهم التاريخية ( الحواكير) ويرون ان مسببات النزوح، ما زالت قائمة، ثم انه لم يتغير شيئا، والاصرار علي طرد المستوطنين الجدد، ويتساءل كيف تكون هناك عودة، والامن غير متوفر داخل المدن، معتقدا ان العودة مستحيلة، والحديث عنها، انه استهلاك للوقت، ويطالب بالتركيز علي احلال السلام، وتهيئة البيئة المتمثلة في نزع السلاح والمصالحات الوطنية، واعمار ما دمرته الحرب، وتوفير الخدمات في مناطق العودة الطوعية،واهم خطوة، هي محاكمة المجرمين، واعطي مثالا، هناك اكثر من 57 قرية عودة طوعية في ولاية غرب دارفور، حرقتها المليشيات الحكومية، في ظل حكومة الثورة.
نزع اسلحة المليشيات الحكومية
في ذات السياق يوضح الناشط في حقوق عبدالكريم عيسي ان قضية العودة من اهم القضايا التي يرغب النازحين واللاجئين ان تتحقق الان، قبل الغد، وهم يريدون العودة الي اراضيهم التي هجروها قسرا بسبب سياسات حكومة النظام السابق، المنحازة الي مجموعات عرقية موالية لها، وحتي الان الدولة ليس لها رغبة في اعادة المياه الي مجاريها، بدل الحديث الي الوفود الدولية بشأن المساعدة، وعلي حكومة الفترة الانتقالية ان تصبح جادة في عمليات نزع الاسلحة من المليشيات الحكومية في اقليم دارفور، ويطالب عيسي المجتمع الدولي ان يكون صارما في قضية عودتهم الي مناطقهم الاصلية، ومايحدث في ولايات دارفور منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، مؤشر خطير، ان هذه الحكومة ليست لها سلطة فاعلة في تحقيق الامن والاستقرار لسكان دارفور، وكل ما تسعي لتحقيقه، المكاسب السياسية للاحزاب المشاركة.
يضيف عيسي ان حديث نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو عن قضية العودة، يشوبها نوع من الاستهبال السياسي والخداع في ذات الوقت، ويتساءل، كيف تكون هناك عودة الي تلك المناطق، والسلاح منتشر في كل ولاية في الاقليم؟، وحتي حميدتي، نفسه، يدرك ان هذه المجموعات تسانده عسكريا، هل سيقوم في الوقت الراهن بنزع سلاحهم ام ما الذي سيقوم به؟، ويوضح عيسي ان مجموعات عرقية معروفة تدعم السريع، وهي متورطة في عدد من الجرائم ابتداءا من ولاية غرب دارفور وجنوب دارفور، ثم شمال دارفور، وحتي الان لم يتحقق السلام علي الارض، لذا الحديث عن العودة او حتي في ظل توفر الدعم المالي من الامم المتحدة، في حال لم تكن لحكومة الفترة الانتقالية اي رغبة في جعل عملية السلام واقعا حقيقيا، لن تتحقق هذه الامنية التي يريد ان يخدع بها نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو المجتمع الدولي.
محاربة التفلتات الامنية في الاقليم
بينما تري المحاضرة في جامعة الخرطوم تماضر الطيب مساعدة الامم المتحدة في هذا الشأن تاتي عبر دور اللجنة الفنية والسياسية يونتامس، وتعتقد ان النجاح يكمن من خلال دعم السلام، والانتقال الديمقراطي وعلى الحكومة توفير الأمن بالاساس، وقبل اي خطوة، وهذا يأتي بدعم آلية مشتركة لقوات امنية تنتشر في كافة المناطق التي فيها تهديد لأمن المواطنين هناك، وعلي الدولة محاربة التفلتات الامنية، وكذلك وتوفير سبل مواصلات ونقل أكثر أمنا، مع دعم مشروعات التنمية.