مصافحة الغول..!!
د. مرتضى الغالي
لا تسوّقوا لنا الانقاذيين تحت اسم الاسلاميين فهذه (بضاعة مضروبة).. وتسميتهم بالاسلاميين من شراك الضلال و(الاستهبال) وهي محاولة ملغومة لاحتكار ما لا يقبل الاحتكار.. ولكن هذه من طبائع المرابين..! هذا المسعى (مرفوض مرفوض يا ولدي) سواء جاء من زيد أو عبيد أو (الكودة) كما ورد في الاسافير أو كما جاء سابقاً من جماعة (حفاري القبور) ومحاولاتهم المتكررة للايحاء بأنهم قد فارقوا جماعة الانقاذ واصبحوا من الناقدين لها بعد ان ولغوا معهم في حياض القهر والقتل..!! تسمية الانقاذيين بالاسلاميين تسمية خاطئة (عاملة ناصبة) تقوم على الادعاء الكاذب الملتوي بقصد خلط الاوراق و(تشتيت الكرة خارج الملعب).. وعلى اقل تقدير اذا كان الانقاذيون يسمون انفسهم (أو يسميهم البعض) بالاسلاميين فماذا نقول عن المجموعات الأخرى من المسلمين وهم قطاعات واسعة تنتمي للاسلام وليسوا من البراهمة والبوذيين وأتباع الشنتوية أو (شهود يهوه)..!!
لا، لا، يجب سد هذا الطريق أمام الانقاذيين الذين يحاولون الشفاعة للمجرمين.. وهي محاولة مفضوحة..ثم انهم في ذاتهم مجرمون (ساطوا مع الانقاذ سواطتها) وعاثوا فساداً وقهراً في كل ارجاء السودان في كل الولايات والمحليات (بما فيها محلية الحصاحيصا) ويحاولون الآن الايحاء بانهم خرجوا عن الانقاذ بعد ان اخرجتهم من سلطتها في حمى لعبة المناصب والاستحواذ والتمكين والتمكّن؛ فعادوا يشنشنون حالياً حول استيعاب الانقاذيين تحت شعار (المصالحة مع الاسلاميين).. ووجب علينا منذ اليوم الاقلاع عن هذه التسمية الضالة المُضللة وألا نمنحهم صفة الاسلاميين لأنها تسمية (لا جامعة ولا مانعة) وفوق انها تسمية خاطئة (تعمل على تبعيض ما لا يقبل التبعيض) فهي صفة لا تنطبق عليهم لأن الكاذب لا يكون مؤمناً دعك من أن يكون كاذباً ثم لصاً ثم قاتلاً وطاغية..!
كيف يدعون إلى مصالحة الانقاذيين بهذه الصورة السبهللية الزانطحية العشوائية بغير الاعتراف ورد الحقوق وتحمل التبعات والقصاص من المجرمين ثم الاستواء على سراط الوطن المستقيم.. وهم إلى الآن (في طغيانهم يعمهون) يقتلون الناس في الطرقات والبلدات ويعيقون مسار البلاد ويثيرون النعرات والفتن والقلاقل ويهددون حياة الناس.. بل تبلغ بهم الحِطّة القيام بتخريب خطوط السكة حديد وتقليع (البلنجات والفلنكات) كما فعلوا قبل يومين في الريان والكدرو.. وبين سوبا والباقير..!!
طبعاً قصدنا ما يردده بعض الانقاذيين الذين ادعوا أنهم خرجوا على جماعة الانقاذ وثابوا إلى رشدهم.. لكنهم في الحقيقة لا يستطيعون الانسلاخ من هذه الأدران مهما علت اصواتهم بالنقد (الخفيف) للانقاذ وفعائلها.. بل انهم يريدون التغطية على ما ولغوا فيه في فترات وجودهم في السلطة وقبل خروجهم منها.. من جنايات شاركوا فيها جماعتهم.. وهم كاذبون في توبتهم بل يقومون الآن بأدوار مرسومة من تحت ستار ترفع شعار المصالحة بل وتطالب بالافراج عن (مُجرمي كوبر) في استهانة رقيعة بالدماء التي سفكوها والوطن الذي دمّروه والأرواح المعلقة في رقابهم.. فهل رأيت بالله عليك مثل هذه الوقاحة والبجاحة و(اللداحة)..؟! اين إحقاق الحق والعدالة والانتصاف للضحايا..؟!!
هل من شروط الوفاق الوطني اطلاق سراح السفّاحين والقتلة والعفو عن الذين قتلوا الشباب بدم ثلجي ولا يزالون يصرّون على ما فعلوا ويواصلون تآمرهم.. ثم نتحدث عن مصالحة الانقاذيين ونتبرّع بأن نسميهم اسلاميين..؟! هذه هي الغفلة التي تساوي بين الضحايا والجلادين.. واذا كان مصدر هذه الدعوة الغفلة فربما ينتبه الغافل.. ولكن نسأل الله ألا تكون من قبيل اغماض العيون حتى يعود هؤلاء اللصوص القتلة مرة أخرى من الابواب الخلفية… الله لا كسب الانقاذ..!