بلاغ للجيش السوداني..!!
د. مرتضي الغالي
هذا بلاغ على الهواء لقيادة الجيش والمؤسسة العسكرية السودانية..فقد صدر من برنامج في قناة تلفزيونية تبث في السودان رابع أيام عيد الاضحى اختراق خطير لواجبات ومهام الجيش السوداني من افراد منسوبين للجيش خلال استضافتهم في تلك القناة؛ وقام ضابط عميد ركن باستعداء القوات المسلحة ضد مجموعة سودانية تنتمي لحزب سوداني وذكرها بالاسم…! وقد كان البرنامج في مجمله اشبه بأجواء الانقاذ وعقيدتها السياسية الفاسدة التي تستعدي على بعض قطاعات الشعب.. وكان البرنامج بحضور اربعة من أفراد الجيش يرتدون الزي العسكري وفي صحبتهم مطرب يرتدي الزي العسكري أيضاً…ولا ندري هل هو من عناصر الجيش أم أنه يرتدي هذا الزي تطوعاً..!!
لا بد من مساءلة هذا الرجل الذي يحمل رتبة عسكرية عليا (عميد ركن) ومعه الضابط مقدم البرنامج.. حيث ذكر العميد صراحة وبغير مواربة اسم تابعين لحزب سوداني مشروع ووجّه اليهم تهديدات مباشرة وذكر انتماءهم السياسي بالاسم… وبذلك يكون قد خرق التقاليد الواجب مراعاتها في الجيش السوداني وواجب الحياد بين قطاعات الشعب واحزابه السياسية بحكم القانون والدستور وقوانين الجيش التي تلزم بالوقوف على مسافة واحدة من كل الاحزاب السودانية المشروعة..!!
ومع ذلك فقد كان منظر هؤلاء العسكريين في البرنامج لا يتفق مع وقار وانضباط العسكريين النظاميين..وحتى اذا لم نطالبهم بالالتزام بالسلوك المثالي فقد كان منظرهم في ذلك البرنامج أشبه بحالة التسيّب التي كنا نشاهدها أيام الانقاذ..! كما ان ذلك الشعر (المسيخ) الذي ألقاه هذا الضابط الكبير كان مضمونه من مخلفات الماضي التي لا تتفق مع الادوار الجديدة المطلوبة والمرتقبة من الجيش في حماية السلام وحفظ امن البلاد وليس البحث عن اعداء من بعض القطاعات الشعبية والسياسية ومنسوبي الأحزاب السودانية التي يعترف القانون بوجودها.. فهل يريد هذا الضابط وهو يخاطب الشعب من قناة تلفزيونية أن يشعل المعارك بين المكوّنات الوطنية والاجتماعية ويهاجم أتباع حزب شرعي يعمل في الساحة العامة ويستعدي عليهم عياناً بياناً..!!
هذا البرنامج (غير برئ) شكلاً وموضوعاً وقد قدمه ضابط في الجيش السوداني ولم يقل كلمة واحدة رفضاً لما ذكره العميد الركن وهو يهاجم فئة من المواطنين.. ولا بد ان هذا الرجل لا يزال يتنفس برئة الانقاذ ولم تصله أنباء الثورة التي حدثت في الوطن.. بل ان مقدم البرنامج ظل يحث هذا الضابط (الشويعر) لالقاء المزيد من قصائده الركيكة بدلاً من أن يصحّح (الجليطة) التي وقع فيها…ولكن ربما كان ذلك الاستعداء مقصوداً ومدبّراً….!!
هذا الامر يحتاج الى تحقيق عاجل.. ومن حق المنتسبين للحزب الذي هاجم الضابط المتشاعر أن يطالبوا بالتحقيق مع هذا الرجل حتى لا يقع ضرر الاستعداء الذي تفوه به على المؤسسة العسكرية التي يجب ان تولى هذا الامر ما يستحق.. فذلك من الامور الخطيرة التي لا يمكن السكوت عليها.. والنار من مستصغر الشرر وهناك اساليب تآمرية يقوم بها فلول الانقاذ أو يستثمرون فيها ..ويجب ان يعلم الذين ينتسبون للجيش السوداني انهم مسؤولون عما يتفوهون به وهم يرتدون الزي العسكري ويعبّرون عن مؤسستهم.. وهذا الرجل كان يتحدث بلسان الانقاذ ومعاركها مع الاحزاب المُعارضة لها..فهل نسمع رداً من المؤسسة العسكرية لوضع الامور في نصابها.. (بيننا شريط البرنامج) وعاشت ثورة ديسمبر المجيدة…؟!!