لجنة أطباء السودان المركزية : ترجلَ علمٌ قلّ أن يجود به الزمانُ
نعي
ترجلَ علمٌ قلّ أن يجود به الزمانُ
إثر علة مرضية إنتقل قبل ساعات إلى الدار الآخرة البروفيسور: شاكر زين العابدين إبراهيم الإمام، إستشاري الجراحة العامة والأستاذ بجامعة الخرطوم ورئيس جمعية الجراحين السودانيين ورئيس قسم الجراحة بكلية الطب جامعة الخرطوم ومستشفى سوبا سابقاً.
يعتبر البروفيسور من الرعيل القديم من الجراحيّن، وتدرب على يده عشرات الأطباء والجراحيّن في قسم الجراحة بمستشفى سوبا الجامعي، وقد كان نموذجاً في التفاني والإستقامة والدقة.
شغل البروفيسور الراحل منصب رئاسة المجلس السوداني للتخصصّات الطبية بُعَيْد انتصار ثورة ديسمبر المجيدة، حيث لم يتردد في تلبية نداء الثورة والقبول بالتكليف، وكانت له رؤيته المميَّزة للإرتقاء بالمجلس ما ساهم في وضع لبنة ساعدت خلفه على المضي قدماً في سبيل التجويد.
كان الراحل أحد الأعضاء البارزين في نقابة الأطباء قبل مجئ الإنقاذ، وكانت بفضله وفضل زملائه قوةً تزلزل عروش كل من قفز على السلطة من غير إرادة الشعب، حيث أزاحت مع رصيفاتها ديكتاتوراً، وظلت نواتها مناهضة لديكتاتور الإنقاذ حتى أسقطته، لينخرط مع زملائه في سلسلة أعمال مستمرة ممداً إياهم الخبرة والصبر للوصول إلى النقابة الغائبة.
كان الراحل سياسياً فذاً وقائداً حكيماً، وكان الفقيد أحد مؤسسي حزب المؤتمر السوداني وعموم الحركة المستقلة حيث أُعتِقل عشرات المرات ولم يلن له طرف ولم يهادن ولم يساوم في القضايا الوطنية.
إننا إذ ننعي بروفيسور شاكر نذكر مآثره التي لا تُعد، فهو الذي لم ينفصل عن قضايا شعبه، وقاوم كل الديكتاتوريات ولَم يساوم، وهو الذي قدّم العلم لتلامذته الذين ينتشرون على امتداد المعمورة يفيدون الغير بعلمه، وهو الذي كابَدَ ليرى هذا الوطن منتصراً، وكان له ما أراد أن انتصرت ثورة ديسمبر وهو في المقدمة وأحد الذين اندلعت على أيديهم شرارتها، وكان الأمل يحدونا أن ينتظر ليرى المزيد من إنجازات الثورة لكن هي إرادة المولى التي لابد من طاعتها.
إننا نتقدم بالمواساة للشعب السوداني الذي فقد أحد أعلامه البارزة في الطب ولأهل وأسرة الراحل ولزملاء وتلاميذ البروفيسور في كل أنحاء المعمورة.
ونسأل الله أن يغفر له ويرحمه
وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله.
إعلام اللجنة
٢٨ يوليو ٢٠٢١