ماذا جرى في جوبا من جديد ؟
محمود جودات
الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد / عبد العزيز الحلو اثبتت جدارة وطرح ثوري وطني قوي مستفيدة من الخبرة الطويلة في النضال وتحورات الاحداث والمواقف السياسية وحققت نجاحا باهرا في النضال وتمعنت في قضايا السودان الوطن الكبير كمحتوى وطني يجب ان يتعافى من جميع امراض الماضي ويولد سودان جديد معاصر مزدهر، من اجل ذلك رات فيه ليس شعبها في إقليم جبال النوبة او النيل الازرق او دارفور وليس المهمشين فقط هم المظلومين في السودان بل كل السودان يقع تحت الظلم على ايدي مجموعات من النخب السلطوية في المركز التي ظلت تلك النخب تمارس الحكم بطرق عشوائية بدون رؤى او مشاريع وطنية بنأة وظلت تلك النخب تبنى السلطة على المصالح الشخصية الضيقة والعلاقات الاسرية والاصهار ومحصت الحركة الشعبية وضعية السودان عبر نضالها الطويل واكتشفت جذور المشكلة والعلل المزمنة التي قادت إلى انتشار الحرب فيه وعلى ضؤ ذلك وضعت برنامجها شاملا كاملا في مشروع وطني قوي يخاطب جذور الازمة السودانية ككل لصالح كل السودانيين على أرضه . هذا المشروع وجد تعاطف وقبول كبيرا من معظم أبناء الشعب السوداني بمختلف شرأئحه علاوة على انه لاقى تأييدا من عدة محافل دولية ومساندة ولانه بهذا الحجم الضخم والواقعية التي افضت إليها ثورة شعوب الهامش لاكثر من ستين عاما ونيف اصبح تحديا وعقبة امام النخب السلطوية في المركز حيث عزمت الا يتم تمروره عليهم لأن العناصر التي ظلت تحكم السودان بعد استقلاله من الاستعمار الانجليزي في العام ١٩٥٦م في المركز تعتبر نفسها الوريث الشرعي للسودان بعد ذهاب الانجليز لذلك اتخذوا السودان ملك حر لهم دون الاخرين الذين تم تصنيفهم بالمهمشين وظل أبناء النخب السلطوية في المركز محتكرين السودان بكل ما يحتويه حتى بقية البشر مفترض يظلوا مسخرين لخدمتهم في كافة المجالات المطلوبة لتوفير نعم الحياة والترفيه لهم وحمايتهم والسهر على راحتهم بناءأ على الفكر المعشعش في عقولهم على خلفية الاسترقاق واستعباد البشر..
في هذا الشهر يوليو ٢٠٢١ م انعقد مؤتمر في جوبا عاصمة دولة جنوب السودان هذا
المؤتمر وصف نفسه بانه مجلس تحرير الحركة السعبية شمال بقيادة القائد تلفون كوكو مصوبا خطابه الى الحركة الشعبية شمال بقيادة عبد العزيز الحلو واهم قراراته هي إقالة القائد عبد العزيز الحلو وتنصيب القائد تلفون كوكو قائدا للحركة الشعبية شمال هذا امر عجيب ولا نستطيع ان نصفه بانه انقلابا عسكريا ابيض او اسود لاننا لا نملك تجارب في ذلك .
ضجت وسائل التواصل الاجتماعية بعدد من البيانات بينت بان هذه الحملة يقودها اتباع القائد تلفون كوكو المتواجدين كجيش تبع الحركة الشعبية شمال على أراضي دولة جنوب السودان ويهدف المؤتمرين الى إقصاء القائد عبد العزيز الحلو من منصبه بدعوة انه لا يتبى قضايا شعب جبال النوبة وانه جعل من الحركة الشعبية حركة قومية وتخلى عن اهداف الحركة الشعبية وتبنى مشروعا وطنيا متنصلا عن مطالب شعب جبال النوبة المحدودة مما اثر ذلك في عملية السلام سلبا ، هذا التفكير الضحل يجعل العقلاء يشفقون على بعض قيادات أبناء النوبة في مواقع قيادية كان عليهم ان يفهموا أن الحل الافضل لمعظم المشاكل هي حلول جذورها وقطع رؤوس الافاعي وتجفيف سمومها ليتسنى بعدها حلول المشاكل الأخري .
جزء كبير من شعب النوبة اصبحوا واعين وهذه الوعي مهم من أجل التعامل بحكمة في مثل هذه الحالات الملتهبة والنيران التي يشعلها اعدائهم ضدهم لتحرق كل نضالهم عبر التاريخ الطويل من اجل الحرية والعدالة .
الحركة السعبية بقيادة عبد العزيز الحلو اقوى من ذي قبل وعجز النخب السلطوية في مجابهتها بالحجة لثنيها لتقديم التنازلات تحقق به سلام لصالح المركز سلام هش ينتهي مفعوله قبل ان يجف الحبر الذي كتب به .
ظلت الحكومات في المركز تتلكأ وتماطل لمدة طويلة وعدد جولات من مفاوضات امتدت لسنين لسبب واحد هو لان المركز لا يريد سلاما عادل ينصف الجميع، المركز يريد سلام يكون هو المستفيد والطرف الاخر هو الخاسر وهذا ما لم يجده في الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد عبد العزيز الحلو ويشهد العالم اللاعيب حكومات المركز كلما جرى الترتيب لبدء جولة مفاوضات مع الحركة الشعبية تشرع الحكومة في تجميع حشود من اتباعها وتطلق عليهم اسماء مسارات وتدعوهم الحضور إلى طاولة المفاوضات في جوبا علما بان كل تلك الحشود متواجدة داخل الخرطوم ومعظمهم موظفون في الدولة إذن لماذا تقوم الحكومة بمثل هذا العمل غير انها تستهبل على الحركة الشعبية وجماهير الشعب السوداني وتوهم العامة بانها تسعى الى سلام مع الحركة والشعبية فيما انها اي الحكومة تترك العملية التفاوضية الرئيسية مع الحركة الشعبية وينصرف وفدها التفاوضي منخرطا في التفاوض مع المسارات وخلق ملفات تفاوضية من عدم اشغالا للوقت ومط للزمن وتجاهلا للمفاوضات الرئيسية هذه هي الدلالة على عدم جدية المركز في تحقيق سلام للشعب السوداني وإذا لم يتم تطهير المركز من وجود هذه العقليات عديمة الوطنية سوف يظل السودان ينزف دم أبنائه .
ثورة شعب جبال النوبة يحرسها ابطالها فهم ايضا لهم الحق يحرصون على مصلحة السودان كله لانهم يؤمنون بالوطنية ويعتقدون من حقهم الحفاظ على وطنيتهم والدفاع عنها بموجب الاصالة والموروث الحضاري.
والان محاولة ضرب نضال النوبة عن طريق القائد عبد العزيز الحلو والقائد تلفون كوكو مردها عمل مدروس تقوم به جهات نافذة في الدولة استغلالا للنقاط الخلاف الشخصية بين القائدين الثوريين والايعاز للذين في عقولهم نبرة تدعوا الى إقصاء القائد عبد العزيز الحلو من رئاسة الحركة الشعبية شمال بأملاءات مفادها عليكم بالعمل على ابعاد عبد العزيز الحلو لانه يعيق عملية السلام بمطالبه التعجيزية ثم يات احد منك احرص على مصالح النوبة ليوقع اتفاق مع المركز ويحقق السلام ، طبعا هذه أمانيهم وكثيركم يعلمون ذلك .
وما تم في جوبا بما يعرف بمؤتمر مجلس تحرير والقرارات المتطايرة التي صدرت منه مؤامرة مدبرة ومخططة من قبل اعداء النوبة من المركز في استغلال بعض النوبة اعداء القائد عبد العزيز الحلوا والغير راضيين بوجوده في قمة هرم الحركة الشعبية والذين لهم احقاد شخصية ضده مدفوفعين للعمل على اجهاض مشروع الحركة الشعبية الوطني الذي يعالج الازمة السودانية من جذورها وإنها الحرب إلى الابد لأن هذا المشروع ضد مصالح النخب السلطوية في المركز فهي تريد ابعاد القائد عبد العزيز الحلو لتأتي بشخص مرن تستطيع تشكيله وتفصيل اتفاق سلام يحقق للنخب السلطوية في المركز ما تريد العبور به والاحتفاظ بمصالحها في ديمومة بقائها مستحكمة في السلطة والثروة وان يظل السودان في وضعه تحت المستعمرين الجدد مغطاة بشعارات العروبة والاسلام .
وما يجري جزء من المخطط الكلي في عملية تعبيد الطريق لعودة قيادات السودان القديم واستمراره في ثوبه الجديد بعد ان تم تطهيره من دنس وضع اسمه في قائمة الدول الراعية للإرهاب وتحريره من العقوبات الاقتصادية وأعفائها من الديون تبقى تصفية المجموعات الثورية المسلحة ولقد نجحت الحكومة الانتقالية جزئيا مع اصحاب المصالح والشركاء في احتواء مجموعة كببرة من الجبهة الثورية وادخالهم تحت ابطها حيث يتم السيطرة عليها وسوف يتم وتصفيتهم رويدا رويدا ولقد بدأت العملية بجدها تسري وما ادل على ذلك تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو حميدتي حيث منع الثوار الذين وقعوا معهم اتفاق جوبا ودخلوا الخرطوم منعهم من حمل السلاح داخل المدن وعليهم ايضا ان يدخلوا معسكرات للتدريب العسكري وبعد ذلك النظر في امكانية استيعابهم من عدمه هي طبعا طريقة ذكية لتصفية تلك الحركات بعد ان تم تسطيل قياداتها بالوظائف والمال والنعم .
والمؤامرة التي تجري للنوبة الان هي محاولة اكمال اركان المخطط لتعبيد الطريق لعودة السودان القديم .
على النوبة ان يستدركوا هذا المؤامرات التي تستهدف وحدتهم وتعمل على اضعافهم ولن تحقق لهم اي نصر او حقوق بل سوف يفقدوا كل شيء على ايدي ابالسة المركز كثير من الذين يتم استخدامهم من النوبة لا ينظرون ابعد من تحت اقدامهم انتبهوا المصيبة كبيرة وانتم شعب عظيم بمعنى الكلمة فلا تنخدعوا ولا تجعلوا العواطف والميول الذاتية والاحقاد الشخصية تتحكم في عقولكم اتركوا كل الخلافات البينية جانبا وتوحدوا . ولكم تحياتي .