حكومة الفترة الإنتقالية..وسباق الماراثون ٢٠٢١م : قرأة تحليلية حول مبادرة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك

بقلم : ميساء فضل

 

مبادرة السيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك التي اطلقها في الثاني والعشرون من الشهر الجاري بعنوان ((الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال – الطريق إلى الامام)) والتي تحدث فيها عن الأزمة العامة وخطرها علي عملية الانتقال. الوجه الجديد للأزمة وخطره علي السودان واسس التسوية السياسية الشاملة والتي حوت حوالي سبع نقاط وهي :
١-توحيد الكتلة الانتقالية وتحقيق أكبر إجماع ممكن داخلها حول مهام الانتقال .
٢-الشروع مباشرة وعبر جدول زمني متفق عليه في عملية الوصول لجيش مهني قومي ذو عقيدة عسكرية جديدة العملية للإصلاح الشامل بما يعبر عن تنوع السودان الفريد.
٣- توحيد مراكز القرار داخل الدولة وعملها وفق رؤية مشتركة .
٤- الاتفاق علي آلية موحدة للسياسة الخارجية إنهاء التضارب الذي شهدته الفترة الماضية .
٥- الالتزام بتنفيذ اتفاق السلام واستكماله كقضية رئيسية من قضايا الانتقال.
٦- تقوية توجه الحكومة والدولة والذي يقوم علي الإنتاج المحلي وحماية الفقراء المستضعفين والتعاون مع المؤسسات الدولية .
٧- الالتزام بتفكيك دولة الحزب الواحد لصالح دولة الوطن وبناء دولة مؤسسات وطنية مستقلة .
٨- التزام جميع الأطراف فعلا وقولا بالعمل من أجل الوصول الي نظام ديمقراطي مدني يقوم علي اساس المواطنة المتساوية وإجراء انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة .
الملاحظ أن معظم هذه النقاط ان لم يكن جلها قد وردت في إعلان المبادئ الموقع بين الحركة الشعبية شمال وحكومة الفترة الانتقالية في جوبا بين القائدين عبد العزيز ادم الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال والفريق عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقال والذي أتى توقيعه بعد خطوة كان قد اتخذها السيد رئيس الوزراء بتوقيع إعلان مبادئ بين الحركة الشعبية شمال وحكومة الفترة الانتقالية بدولة اثيوبيا في الثالث من سبتمبر اي بعد ستة أشهر من التوقيع عليه والذي واجه تحديات كثيرة من مكونات حكومة الفترة الانتقالية خاصة المكون العسكري الذي هرع الي جوبا مؤخرا ووقع علي إعلان مبادئ آخر بين الحركة الشعبية شمال وحكومة الفترة الانتقالية بدولة جنوب السودان ولكن هذه المرة تم التوقيع بين الفريق البرهان والقائد عبد العزيز ادم الحلو والذي أدى بموجبه الي المضى قدما نحو ملف السلام بافتتاح جولة تفاوضية مع الحركة الشعبية شمال في السادس والعشرون من مايو الماضي استمرت لمايقارب العشرين يوما وتوصل فيها الطرفان الي حسم العديد من القضايا الا انها تعثرت في بعض القضايا التي وردت في مسودة الاتفاق الاطارى التي قدمتها الحركة الشعبية شمال والتي حوت مبادرة السيد رئيس الوزراء العديد منها .
من الواضح للعيان أن هناك عملية سباق ماراثوني بين المكوني المدني والمكون العسكري في حكومة الفترة الانتقالية ليس من أجل الإصلاح ولكن سعيا وراء كسب كل منهم نقاط بدرجة اكبر تجعله في الصدارة وتؤهله للفوز علي منافسه وحصد أكبر قدر من المؤيدين ولكن النتيجه الحتمية كلهم فائزون والخاسر هو الشعب السوداني الذي بات معلقا آماله وتطلعاته علي هذه الحكومة في تحقيق سلام شامل ينهي معاناته بتوفير الأمن والاستقرار ويعالج جزور الازمة السودانية التي ظلت تعاني منها الدولة السودانية منذ استقلالها إلى يومنا هذا .
وفي ظل هذا السعي الحثيث وراء إحباط اي محاولة للإصلاح يقوم بها الاخر والاتيان بنفس السيناريوهات ولكن باختلاف في الدور البطولي من أجل تصدر المشهد سيلغي حتما بظلال سالبه علي عملية الانتقال في هذه البلاد.
وأن لم يتم التخلي عن هذه العقلية البراغماتية التي تعمل بها حكومة الفترة الانتقالية فحتما النتيجة لن تفضي الي استقرار سياسي ناهيك عن الانتقال الديمقراطي الذي ظل ينشده الشعب السوداني وعمل علي تحقيقه من خلال ثورة ديسمبر المجيدة التي مهرت بدماء الشهداء ودموع الكنداكات
و ان مثل هذا التنافس الغير شريف لن يؤدي إلي الوصول لسلام شامل و بناء سودان يسع الجميع تتحقق فيه شعارات الثورة حرية – سلام – عدالة وصولا الي دولة المؤسسات و المواطنة المتساوية التي يسود فيها حكم القانون .

Mayssa Fadull

إقليم الفونج الجديد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.