سلسلة مقالات عن فن إدارة العمل الجماعي (٧–٧)

الباحث: عبدالعزيز أحمد ديرو

القارئ العزيز/ة

في البدء نعتذر للقراء الكرام علي الانقطاع عنكم لفترة ليست بقصيرة، ولكن كان ذلك يعود بي لأسباب خارج الإرادة. نواصل معكم لتكملة آخر عدد في سلسلة مقالاتي عن فن إدارة العمل الجماعي آمل أن يستفيد أو استفادة منهم القراء وبعض من الباحثين وطلاب الجامعات في الكليات وأقسام ذات صلة بهذا الموضوع. نشير اليوم وفي آخر المقال لي في هذا المجال عن معرفة مفهوم المهارة والفرق بينها وبين المفاهيم الأخري ، والمهارات الإضافية للعمل مع الجماعات والإشارة كذلك إلي الوصايا العشر لعضو الجماعة المتطلع للقيادة، وبعض من أنواع المشاكل الجماعية والأكثر شيوعاً. بالرجوع إلى طبيعة المهارة نجد أن مفهومه يسهل وصفه ويصعب تحديده حيث يتبين أنه يتداخل مع مفاهيم أخري فمفهوم المهارة يتوافر لدي كل الناس وفي كل المراحل العمرية المختلفة، وكذلك الوقت الذي يتم فيه التدريب على اكتساب المهارة. وفيما يخص الفرق بينه وبين المفاهيم الأخري:
١- المهارة والقدرة Skill & Ability
وانقسم علماء النفس والتربية هنا إلي فريقين الأول يري أن القدرة أعم وأشمل من المهارة ولكن المهارة هنا يقتصر معناها علي أنها الفنيات والاجراءات التجريبية والمعملية التي يمكن بها التعامل مع مشكلة ما، والثاني يري أنهما مترادفين.
٢- المهارة والكفاءة Skill & Competency
الكفاءة أعم وأشمل من المهارة، وخاصة عندما ينظر إلى الكفاءة في شكلها الكامن والذي يعني أنها مجموعة المهارات والمعارف التي تلزم لأداء أي عمل من الأعمال.
٣- المهارة والمعرفة Skill &Knowledge
يمكن توضيح العلاقة بين المهارة والمعرفة في عدة جوانب منها:
– أن معرفة إتمام الشئ تختلف عن معرفة كيفية إتمامه فمثلا إذا كان الشخص ملما بالحروف الهجائية فإن هذا يعتبر معرفة، اما إذا إستطاع تمييز كل حرف من الحروف في داخل الكلمات، فإننا نقول أن لديه مهارة التمييز بين الحروف الهجائية المقروءة.
– المعرفة تقييم المعلومات علي أساس صحتها أو خطأها، أما المهارة فالتقييم علي أساس درجة أدائها.
– المعرفة مستقلة عن الزمن، أما المهارة فتعتمد علي الزمن، فإذا ما تم أداء المهارة في زمن خاطئ تعطلت المهارة، ولذلك فإن المهارة مرتبطة بالزمن وقت أدائها.
– المعرفة متصلة باللغة، أما المهارة فغير متصلة بها لأن الأداء يمكن أن يتم دون استخدام اللغة.
ونعود للمهارات الإضافية للعمل مع الجماعات وهي مجموعة الاتجاهات والأعمال والسلوكيات التي يمارسها القائد خلال جلسات الجماعة بهدف مساعدة أعضاء الجماعة علي تحقيق أهدافهم الشخصية، وأهداف الجماعة ككل. فلقد أكدت الدراسات أن هناك ثلاثة عناصر أساسية تؤثر في نجاح المساعدة مع المهارات هي:
– قدرة القائد علي فهم المرؤوس واشعاره بذلك.
– قدرة القائد علي تقبل المرؤوس والتعاطف معه.
– قدرة القائد علي التعبير عن نفسه بكل حرية وصراحة وصدق، والتعبير عن مشاعره وأفكاره وقت الحاجة.
أن لشخصية القائد تأثيراً نفسياً كبيراً على أعضاء الجماعة، فسن القائد، وطريقة لباسه، وأسلوب حديثه، وأسمه، وجنسه، وثقافته كلها عوامل تؤثر في نفسية الأعضاء. فلذلك يجب على القائد الإهتمام بهذه العوامل مراعاتها أثناء عمله مع الجماعة. وبغض النظر عن طبيعة القائد وتوجهاته وخبراته فإن هنآك خمس خصائص أساسية وضرورية ينبغي أن تتوفر فيه وهي:
١- التعاطف والمشاركة الوجدانية empathy.
٢- الهدوء ورباطة الجأش composure، من الضروري أن يكون القائد مرتاحاً في علاقته بمرؤوسيه بغض النظر عن رأيه فيه وفي ما يقوله ويفعله وما يشعر به.
٣- الاستعداد لمناقشة كل شئ readiness to discuss everything، فالقائد الناجح هو الذي يكون مستعداً لمناقشة أي موضوع يطرحه مرؤوسيه، أي يبدي الرغبة فى المساعدة وبذل جهد في سبيل ذلك.
٤- التشجيع encouragement، فالقائد الفاعل والمؤثر هو الذي يؤمن بقدرة مرؤوسيه علي مساعدة بعضهم البعض، وتحمل المسؤولية وأن دوره معهم ينبغي أن يركز على تشجيعهم وتوفير الدعم والمعونة والمساعدة.
٥- وفي النهاية أن يكون القائد هادفاً في عمله purposefulness، أي أن يكون لكل نشاط أو عمل يقوم به هدف واضح، وأن يخدم هذا الهدف مصالح لمرؤوسيه.
*ومن الوصايا العشر لعضو الجماعة المتطلع للقيادة هي:
١- أطلب النصائح من الآخرين دائماً.
٢-ضع شبكة اتصالات ومعلومات قوية .
٣- أظهر ثقتك بنفسك.
٤- شجع المنافسة بين الطموحين
٥- أحبط آية معارضة قبل أن تولد.
٦- لا تشارك إلا في الأحلال الرابحة والمثمرة.
٧- أجعل لديك دائماً البدائل الجاهزة.
٨- الجاّ دائماً للتفاوض وأبعد عن الصراع.
٩- أجعل لك مستشارين تلجأ إليهم.
١٠- أعمل حسناً لردود أفعال الآخرين.
وهنا نطلب من القارئ الوقف والتأمل علي بنود وفقرات هذه الوصايا العشرة، وتطبيقها إذا كنت فعلا قيادي أو تتطلع علي قيادة تنظيمية أو إدارة أحدي المؤسسات العامة أو الخاصة.

#أنواع المشاكل الجماعية:
هناك مشاكل جماعية تعوق تنظيم الجماعة وتحول دون نموها وهذه أما أن تقف دون سير الجماعة نحو الهدف التي اتخذته لنفسها وأما أن تنفجر في حالة جماعة فجائية تشتت العلاقات بين الأعضاء.
ومن أنواع المشاكل الجماعية الأكثر حدوثاً هي:
١- المشكلة الناتجة عن قلق جماعي ينجم عن الشعور بعدم الإرتياح للموقف الجماعي.
٢- المشكلة الناتجة عن اصطدام الأفراد في الجماعة إذ أن كلا منهم يحاول أن يسيطر على الجماعة أو عن إختلاف في الرأي بين مجموعتين أو أكثر في الجماعة نفسها.
٣- المشكلة الناتجة عن حالة عدم رضا الأعضاء للوضع القائم في الجماعة بسبب ارغامهم على قبول الوضع.
ومن أبرز المشكلات التي تواجه الجماعات في داخل المؤسسة أو خارجها هي:
أ- التنافس الجماعي: فقد يصل ذلك بالجماعة إلي درجة من العدوان بينها وبين غيرها من الجماعات في المؤسسة و بلا شك فإن ذلك يعود إلي عدم تفهم الجماعة لأهدافها ودورها في المؤسسة.
ب- الجماعات والتغيير الإجتماعي:
فقد نجد الجماعة أن من واجبها تغيير أوضاع في المؤسسة أو خارجها في المجتمع فمادامت طريقة العمل مع الجماعات تعمل على إكساب أعضاء الجماعة خصائص وخبرات اجتماعية.
ج- انفصال الجماعة عن المؤسسة أو المجتمع: ونعني بذلك بقاء الجماعة كتشيكل في المؤسسة دون أن يكون بينها وبين غيرها من الجماعات داخل المؤسسات أو خارجها أي تفاعل ديناميكي ويحدث ذلك عادة نتيجة عدم تقبل الجماعة للمؤسسة أو العكس.
وفي الختام سوف تجدون قائمة لأهم المراجع والمصادر، وأشكركم على حسن المتابعة والإطلاع وأخص بذلك الاصداقاء والطلاب والرفاق المتابعين معي حتي عن التوقف قبل إكمال آخر المقال، ونتمني من أن تستفيد منه الجميع ، وآمل أن نقدم مادة أخري تستفيد منها الجميع.

#أهم المصادر والمراجع:

1- Keith Davis and John New strom. Human Behaviour at work 8th ed (N.Y.: Me Ciraw- Hill Book co..1989).p.206.
2- كامل محمد المغربي: السلوك التنظيمى (عمان دار الفكر. ١٩٩٤). ص ١٧٥.
3- أحمد ماهر: السلوك التنظيمى( الإسكندرية: كلية التجارة، ١٩٩٣). ص٢٦٦.
4- Robert Kreitner and Angelo Kinicki. Organizational Behavior 2nd ed. (Homewood. III.: IRWIN.1992).P322.
5- د. حسين حريم السلوك التنظيمى. سلوك الأفراد في المنظمات – دار زهران – عمان ١٩٩٧. ص ١٨١ وما بعدها.
6- Francis E. Merrill; Society and Culture; Second edition; Prentice- Hall, inc.; Englewood cliffs; New Jersey, 1962, PP. 55 – ff.
7- د. أميرة فواد أحمد مهران – السلوك الإداري والتنظيمي- بدون ناشر ٢٠٠٣ ص ١٩٥ وما بعدها.
8- H.P. Fairchild; Dictionary of sociology; 1937, pp.292-293.
9- M.Mills, The sociology of small Group, (Englewood Cliggs, prentice-Hall,1967)PP.200-230.
10- د. لويس ملكيه، سيكولوجية الجماعات والقيادة، ١٩٦٣، ص٤١-٤٢.
11- د. سمير حسن منصور- طريقة العمل مع الجماعات- المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية ص١٣٨ وما بعدها
12- Earl H. Bell; social Foundation of Human Behaviour; Harper & Brothers, Publishers; N.Y., 1961, p. 369.

13- E.S. Bogardus, Sociology, op. cit., p. 31and 32.
14- د. غريب محمد سيد أحمد – المدخل في دراسة الجماعات الإجتماعية – دار المعرفة الجامعية ص ٢٣٣ وما بعدها.
15- د. السيد محمد عبدالغفار – دراسات في إدارة الأعمال – ص ٣٨٠ وما بعدها.
16- رونالد. ي. ريجو — المدخل إلي علم النفس الصناعي والتنظيمي ص ٣٩٠.
17- د. محمد شمس الدين أحمد — العمل مع الجماعات ص ١٧ وما بعدها.
18- منفستو ودستور الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.
19- محاضرات للدكتور محجوب سليم قدال في القيادة والإدارة والتخطيط الاستراتيجي.
20- كتاب منهج الثانوي مركز التدريب السياسي وإعداد القادة الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، محاضرات عن القيادة وصفات وأنواع القادة.

[email protected].

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.