جبال النوبة.. التعايش السلمى بين مكونات الإقليم وعلاقات تاريخية مشتركة
تقرير: شمسون يوحنا
شمسون يوحنا: Splmn.net
وقعت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال العديد من الإتفاقيات وذلك من أجل إستعادة السلام ،ودعم التعايش السلمي بين مكونات ولاية جنوب كردفان (جبال النوبة ) .
حيث وقعت الحركة الشعبية شمال كطرف إتفاقية بين كل من أصحاب الارض والرحل بجبال النوبة ، والمبادرة الاهلية للتعايش السلمي (الحوازمة الحلفا ) بإقليم جبال النوبة في الفترة من (18- 21اكتوبر2020م ، والبيان المشترك بين منبر جنوب كردفان لبناء السلام المستدام في الفترة 24- 26 اكتوبر بجوبا .
إتباع الحوار السلمي لحل المشكلات :
دعما للتعايش السلمي ونبذ القبلية فقد وقعت الحركة الشعبية لتحريرالسودان – شمال ووفد منبر جنوب كردفان لبناء السلام المستدام ،إتفقا فيه على ضرورة بناء السلام وتشجيع التعايش السلمي بين مكونات الاقليم ،وإتباع الحوار السلمي كطريق أمثل لحل المشكلات والنزاعات كوسيلة أقل كلفة في الحياة ، تفعيل المواثيق والاحلاف والاعراف والعلاقات التاريخية والثقافية ورعايتها ، دعم المبادرة الاهلية لاعادة العلاقات بين المجتمعات المتعايشة والتي تمزقت خلال الحرب .
ودعا الاتفاق إلى تبني مشروعات عملية تعالج أثار الحرب ، العمل على بناء سلام أهلي حقيقي ومستدام وتعايش سلمي بين كافة إثنيات ومكونات الاقليم إستجابة لضرورات المرحلة وتطلعات شعب الاقليم ، ,اخيرا الاتفاق على الحد الادنى من البرنامج الذي يجعل السلام شاملا ومستداما وملبيا لطموحات المواطنين.
وقف العدائيات
كما وقعت الحركة إتفاقية أخرى عرفت باتفاقية أصحاب الارض والرعاة ، وتواثقت المكونات المحلية أصحاب الارض بجبال النوبة بوقف العدائيات في الاراضي التي يمر بها مرحال خور الورل ومجموعة الحوازمة بمختلف بطونها ونصت الاتفاقية التي تمت برعاية ومراقبة إشراف الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال على إحترام سيادة حكم القانون ووقف إنتهاكات حقوق الانسان ، وإحترام الحقوق العرفية على الارض ، وحماية مجموعات الرحل أثناء المرور في المناطق المحررة ، والتعاون بين الرحل وقوات التامين المكونة من الجيش الشعبي لتحرير السودان.
تعايش سلمى بين النوبة والحوازمة
جهته تحدث عمدة الحوازمة دار نعيلة صديق حماد إدريس عن التاريخ المشترك بين الحوازمة والنوبة وقال الحوازمة من القبائل العربية التي دخلت أراضي النوبة من زمن طويل وتعايشوا أكثر من ستة قرون ، وأصبحوا من ذلك الوقت في تعارف وأختلاط وتصاهر ووحدة بنيت بقوة الاعراف والتقاليد . وقال لقد حافظ القدماء على هذا التحالف وتشاركوا في كل كبيرة وصغيرة منذ الاجداد الاوائل من الطرفين ،حيث لاكراهية ولاحرب بينهم ، كانوا يفضلون التصالح والمسامحة ويتكلمون اللغتين ويعيشون حياة واحدة ولاينتظرون الحلول من الحكومات وعاشوا في هذه الارض المبسطة أرض الجدود المتحالفين والمتعارفين فتقاسموا الاحترام والزرع والماء ، ولم تقع بينهم جرائم القتل فكانوا يحمون ظهور بعضهم البعض ضد تغول الحكومات والقبائل العربية الاخرى ، مؤكدا على عدم وجود خلافات بينهم في موضوع الارض وقال إنهم كانوا ينظرون للارض أنها لهم جمعيا ، مشيرا إلى أنهم عاشوا في سلام وأعتمدوا على ذاتهم في كل شئ وأكد أن خط الدفاع الاول للتعايش الاجتماعي هو إعادة التحالفات و الاعتراف بتلك الصلات وخاصة صلة الرحم والعمل على إدارتها بصورة جيدة من أجل العودة للماضي الجميل ،وشدد على ضرورة عدم السماح بعودة العداوة والكراهية لانهما غير موجودين أصلا في الموروث الثقافي والحضاري بين الطرفين ، وقال نحن والغلفان أقوى من دعاة العداوة والفرقة بين إثنيات جبال النوبة وتعهد بالعمل لصنع مستقبل أفضل لاحفادنا ، وطالب بالاتحاد بين الطرفين من أجل التحرك نحو السلم والتنمية والرخاء.
وحول الإتفاقية التي وقعت موخرا نبه لتنفيذ الاتفاقية بفتح المسارات حيث عبر الرعاة بالمواشي إلي الاراضي المحررة التي تقع تحت سيطرة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال ،وقال أن الرعاة عبروا في أجواء هادئة ومستوى عالي من الإنضباط وذلك لوجود قوات الجيش الشعبي التي وفرت الأمن والأطمئنان للرحل .
وفي المقابل قال العمدة صديق حامد إدريس لأول مرة منذ 15 عاما يتم العبور بدون نزاع ودماء ، وطالب الإدارات الاهلية من الطرفين بالمحافظة على الوثيقة المتفق عليها .
علاقات قوية
أما المك دينار كوكو مك الكواليب فقد قال في بداية حديثة نحن والحوازمة لنا تعايش منذ زمن طويل ولم يكن لدينا معاهم مشاكل، وعلاقتنا قوية منذ البداية ،وكان الحوازمة يحترمون أصحاب الأرض ،وأضاف كان لدينا لجان مشتركة من الطرفين لمعالجة المشاكل والخروقات التي تحدث بين الاطراف وقال أن الحوازمة دخلوا أراضي الكواليب وقدر وجدوا الترحاب من سكان المنطقة ووفروا لهم كل مايحتاجونه من مأكل ومشرب ومأوى وأقر بالتعاون الذي ساد بين النوبة والحوازمة ، وقال ان الحوازمة أصبحوا فيما بعد محل ثقة عند النوبة ،حيث منحوهم المواشي لعنايتها وأستمرت هذه العلاقة لفترة طويلة ، وبعدها طالب الحوازمة بمنحهم جزء من الاراضي للسكن لانهم أصبحو يمتلكون بهائم ويحتاجون لاراضي واسعة للاقامة والرعي وتم منحهم بالفعل داخل الكواليب وأصبحوا إداريا يتبعوا للكواليب ، وكان لديهم شيخ عضو في المحكمة العليا للكواليب وقال هناك بعض المشاكل التي تحدث بين الرعاة والمزراعين ،وكان يتم حلها بواسطة اللجان المشتركة .
وأضاف المك دينار نحن مع التعايش السلمي ونرحب بكل الاتفاقيات التي تمت بين الاطراف ، وندعوا لاحترام ما تم الاتفاق عليه.
الإتفاق يساعد في رتق النسيج الاجتماعي وبناء السلام
ولمعرفة أهمية هذة الإتفاق قال مدير مركز دراسات السلام بجامعة الدلنج الدكتور أدم تاكولا وصف الاتفاق بالمهم لانه ينظم حركة مرور الرحل بقطعانهم من المخارف والمصايف بدون حدوث أي إحتكاكات مع أصحاب الارض المزارع ، وهذا الأمر يهم طرفي الإتفاق وحكومة الولاية والسودان عموما لأهمية مهنتي الزراعة والرعي في حياتنا وأدوارهما المهمة في الإقتصاد السوداني .
وأضاف مدير مركز مركز دراسات السلام إن هذا الاتفاق أوقف نزيفا من الدماء الذكية ،واوقف إتلاف الممتلكات عبر الحقب الممتدة ، لذلك هذا الإتفاق خطوة مهمة في إتجاه رتق النسيج الإجتماعي وبناء سلام تتكامل فيه أدوار الجميع .