سلسلة مقالات عن فن إدارة العمل الجماعي(٢—٧)

الباحث: عبدالعزيز أحمد ديرو

 

عزيزيالقارئ،،،،،

تناولتُ في المقال الأول مفهوم العمل الجماعي وتعريفات لعدد من الكتاب والباحثين للجماعة ومجموعة العمل وأهداف الجماعة والعوامل المؤثرة فيها، ونشير اليوم في المقال الثاني لأهم مصطلحات يجب على القارئ إدراك معانيه، واسباب تكوين الجماعة، والعوامل الأساسية لتكوين الجماعة، بالإضافة لمراحل تكوين الجماعة.
ونبدأ بالمصطلحات العامة التي يجب إدراك معانيها مثل:
مجموعة العمل: إثنان أو أكثر من الناس الذين يعملون معا لتحقيق هدف مشترك وهم متجاوران جسديا لبعضهم البعض.
مجموعة العمل الرسمي: إثنان أو أكثر من الأشخاص الذين يعملون تحت مدير مشترك.
مجموعة العمل غير الرسمية: مجموعة يتحدد تكوينها وأهدافها من قبل الأعضاء.
العمل حسب القاعدة: إتباع الوصف الوظيفي بشكل حرفي ورفض السماح للتنظيم غير الرسمي في تصحيح القصور في التنظيم الرسمي.
قواعد سلوك المجموعة: معايير مقبولة من السلوك لأعضاء المجموعة وتهدف إلى ضبط سلوك المجموعة.
تماسك المجموعة: قياس لارتباط أعضاء المجموعة. تتشارك المجموعات المتماسكة بمعاييرها وقيمها وتميل إلي مقاومة أي ضغوطات خارجية.
ترويج الإشاعات: الإتصالات غير الرسمية التي توجد بين الأفراد في التنظيم غير الرسمي تحمل معها الإشاعات والمعلومات الخاطئة.
بناء الفريق: عملية إيجاد مجموعات عمل متماسكة.
الفكر الجماعي: ميزة تمتاز بها مجموعات العمل المتماسكة جدا حيث يفكر كل عضو فيها بطريقة مماثلة، ويرفضون أي أفكار لا تتوافق معهم. فالانتماء إلي المجموعة ينال الأسبقية عندهم عند إتخاذ القرار الصحيح.
إتخاذ القرار الجماعي: تمرين لمواهب المجموعة لاتخاذ القرار في الحلول المطروحة والوصول إلي اجتماع فيها. هذه الطريقة تنال قبولا اوليا ولذا ينبغي إستخدامها تحت ظروف معينة.
الإجماع: إتفاق المجموعة على قرار تم الوصول إليه جماعياً.
حلقات الجودة: تطبيق مبادئ المجموعة وعملياتها لحل مشكلات الإنتاج أو الأداء في المنظمة. وتقوم المجموعات بتحديد المشكلات واقتراح الحلول وتقديم توصيات إلي الإدارة.
أسباب تكوين الجماعات: تتكون داخل المنظمة استجابة لأمور عدة، وأن هذا التكوين قد يتأثر بالأسباب الإجتماعية والاقتصادية والسياسية الفسيولوجية وحتي التكنولوجية، أو قد يتأثر بالجوانب الرسمية للعلاقات القائمة بين الأفراد. وعلي القيادة الادارية للمنظمة أن تدرس هذه الأسباب من الناحية السلوكية بقصد العمل علي تطوير فاعلية هذه الجماعة أو تلك حتي تعمل في الوقت نفسه علي تحقيق غايات الفرد ونشر المعرفة المناسبة للجماعة التي ينتمي إليها باتجاه تحقيق وبلورة سلوك جماعي مناسب. وفيما يلي بعض المداخل التي تفسر أسباب تكوين الجماعات في المنظمة:-
-المدخل المكاني ويري أصحاب هذا المدخل أن شعور الفرد بالانتماء إلي والانضمام إليها إنما يتبلور لديه بحكم كونه قريب من بقية الأفراد، وهنا تتأثر العلاقة التي تحكم انتمائه بالواقع المكاني والمادي للفرد.
-المدخل الفكري: ينطلق أصحاب هذا المدخل من افتراض مفادها أن انجذاب الفرد إلي الفرد الآخر إنما يعتمد علي الاتجاهات والآراء والأفكار المشتركة التي يحملها كل منهم نحو الأهداف وسبل تحقيقها.
-المدخل الاقتصادي: يعتمد أصحاب هذا المدخل علي المقارنة بين العوائد المتحققة للفرد من وجود الجماعة وبين العبء التي يتحملها جراء انتمائه الى الجماعة.
-والمدخل التفاعلي: أما أصحاب هذا المدخل فإنهم يشيرون إلي أن الأفراد يمارسون أنشطتهم وبقومون بإنجاز الأعمال اعتماداً على مدخل التفاعل بين الأفراد.

إما العوامل الأساسية لتكوين الجماعة فهي:
-الحاجة إلي فعل الجماعة – التشابه الثقافي – تقسيم العمل – المهابة والمكانة – التنظيم – علاج المشكلات النفسية – التقدم والمنافسة وتبادل المعلومات. ونكتفي بذكر العامل الأساسي دون الشرح ما بداخله حتي لا نأخذ من زمن القارئ.
وأما مراحل تكوين جماعة العمل فتتمثل في:

١- مرحلة التكوين Forming :
تحدث عندما يجتمع أعضاء جماعة عمل جديدة، ويتم أول تفاعل فيما بينهم للتعرف علي الأهداف التي تسعى الجماعة لتحقيقها ومناقشتها،
٢- مرحلة التعارف وحل المشاكل:
وفي هذه الحالة تسود حالة من الشعور بالعواطف، ومحاولة كل أفراد الجماعة أن يتعرف على شخصية الآخرين، ومحاولة الاندماج معهم، وحل مشاكل التعارض بين مصالح الأفراد بعضهم البعض وبين المصالح الشخصية والمصلحة العامة للجماعة ككل.
٣- مرحلة العصف Storming :
في هذه المرحلة تتزايد احتمالات حدوث الصراع والتوتر وعدم الإتفاق بين أعضاء الجماعة فيما يتعلق بالسلطة والتبعية وهيكل القيادة داخل الجماعة، وإذا لم يتم علاج هذه المشاكل وإزالة العقبات التي تقف في طريق أهداف الجماعة فلن تتطور الجماعة إلى المراحل الأخرى.
٤- مرحلة مبادئ الجماعة Norming:
هذه المرحلة تركز على التكامل استعداداً لكي تكون الجماعة وحدة واحدة متكاملة، ويتم في هذه المرحلة وضع مبادئ وقواعد للعمل داخل الجماعة وتبادل الآراء والأفكار حول كيفية تنفيذ مهام الجماعة، ويزداد تماسك وارتباط الجماعة،ويبدأ توافر الإحساس بالرضا عن العمل، والتعاون بين الأعضاء.
٥- مرحلة التكامل المبدئي:

في هذه المرحلة يكون تركيز الأعضاء علي تماسك الجماعة أكثر من التركيز على النجاح في إنجاز المهمة أو المهام المفروض أداؤها بواسطة الجماعة. حيث تتميز هذه المرحلة بالأتي:
– تصبح أهداف الجماعة واضحة نسبياً للأعضاء.
– تبدأ الجماعة في وضع لائحة مبدئية بنظامها الداخلي تتفق مع احتياجات أعضائها من جهة وأوضاع الجماعة والمجتمع من جهة اخري.
يزداد شعور الأعضاء بأن الجماعة ملك لهم، ويزداد شعورهم بشخصيتهم الجماعية.
– يزداد كشف الجماعات لقدرات ومهارات أعضائها وتزداد كفاءتها على الاستفادة بهذه القدرات والمهارات.
– ترغب الجماعة في ممارسة أوجه النشاط ذات الخبرات الأكثر تقدما مما كانت تمارسه.
– يزداد إتصال الجماعة بالجماعات الاخري.

٦- مرحلة التكامل التام:
وهنا تتصف الجماعة بالنضج وحسن التنظيم والأداء المرتفع وتصبح الجماعة قادرة على التوفيق بين إحتياجات أعضائها وبين متطلبات إنجاز المهام الصعبة والموكولة إلي الجماعة. وهنا تتميز الجماعة بقدر معين من الثبات.
٧- مرحلة تحقيق الأهداف Performing:
إذا نجحت الجماعة في علاج المشاكل المختلفة التي توجد في المراحل السابقة فإن أعضاء الجماعة في هذه المرحلة يتعلمون الثقة في بعضهم البعض، وتصبح الجماعة في هذه المرحلة قادرة على التعامل مع المهام المعقدة. وتتمثل التحديثات في هذه المرحلة في إستمرار العمل كوحدة متكاملة، واستمرارية التنسيق مع المنظمة الأكبر، والتكيف بنجاح مع التغيرات المختلفة.
٧- مرحلة ما بعد الجماعة:
تختفي عندها ميول الأعضاء ومصالحهم ويصبح نهاية الجماعة أمراً محتوماً ويبدو أن الجماعة استنفدت أغراضها. وتظهر مؤشرات تؤثر في بناء الجماعة ووظائفها.

ونواصل،،،،،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.