سلسلة مقالات عن فن إدارة العمل الجماعي (١–٧)

بقلم الباحث: عبدالعزيز أحمد ديرو

 

عزيزي القارئ،،،،،

نتمني بأن نكون على حسن ظنكم ونؤفي بالوعد المُسبق بيني وبينكم والمُعلن في صفحتي على الفيسبوك بأن نلتقيكم في سلسلة مقالات عن فن إدارة العمل الجماعي.
تأتي هذه المقالات وهي مشبعة بآراء لكُتاب وباحثين في علم الجماعات وعلم الإدارة ورأي أنا كباحث وكاتب لهذا الأسطر، آمل أن يستفيد منه القراء الكرام، وقُم بإجراء مُقارنة في نهاية المطاف بينك وبين المؤسسة التي تعمل فيها، سواء كانت ذلك شركة، مصنعة، أحدي الوزارات، منظمة، حزب سياسي أو حركة مسلحة وأنظر كيف تعالج تلك المؤسسات للصراعات والتنافس الحاد والمشاكل التي تقع بين الأعضاء.
نتناول في المقال الأول هذا مفهوم العمل الجماعي، ومفهوم الجماعة ونتائج تعريفاتها وأهداف الجماعة والعوامل المؤثرة فيها.
العمل الجماعي هو عمليّة تتعاون فيها مجموعة من الأشخاص بهدف تحقيق غاية مُعيّنة يصبو إليها كُل فرد من أفراد المجموعة، ويتطلّب العمل الجماعي المزيد من الجُهد من أفراد الفريق، ولهذا يُعدّ العمل الجماعي أمراً صعباً في بعض الأحيان، فالعمل بروح الفريق، وبذل كامل الطاقات في جميع الأمور التي يواجهها أفراد المجموعة.
وتعريف عمل المؤسسات الجماعي: فهو جهد يقوم به مجموعة من الناس أو فريق من الموظفين في عمل ما من أجل تحقيق أهداف المؤسسة المعنية. وعرفت جمعية تكضيت للتنمية والبيئة مفهوم العمل الجماعي
Concept of teamwork: Teamwork is defined as the work of a group of people together.بأنه” مجموعة من الناس يعملون معا”.
وشرح دليل مصطلحات هارفارد بزنس ريفيو العمل الجماعي (Teamwork): بأنه نشاط يجتمع خلاله مجموعة من الأفراد في بيئة تنظيمية حقيقية.
وأما الإدارة فتوصف بأنها عملية إنجاز المهام من خلال التخطيط والتنظيم والتوجيه والتنسيق والرقابة ومع الآخرين. وفي فنٌ إدارة الفرق ووضع خطط العمل: أسهمت النظريات الإدارية التى ظهرت في منتصف القرن العشرين في التوجه نحو الاهتمام بالعنصر البشري وأعطت مفاهيم إدارة الجودة الشاملة دعما إضافيا للعمل الجماعى.
مفهوم الجماعة

يعرف Davis الجماعة بأنها ” عدد من الأفراد تربطهم علاقات يمكن ملاحظتها أو التعرف عليها” وهذا التعريف يشير إلى عامل التفاعل.
وعرف كاتب آخر الجماعة بأنها “تجمع عدد صغير نسبيا من الأفراد بشكل يمكنهم من التفاعل الدائم خلال اللقاء والمواجهة المباشرة ويشعرون فيما بينهم بالتجاوب النفسي من خلال إحساسهم بالانتماء لعضوية جماعة واحدة”. وعرف أيضا الكاتب المصري أحمد ماهر في كتابه السلوك التنظيمى ١٩٩٣م الجماعة بأنها ” عبارة عن مجموعة فردين أو أكثر يعتمدون على ويتفاعلون مع بعضهم البعض في أداء وظائف معينة وذلك لتحقيق أهداف مشتركة”، كما عرف الكاتبان Kinicki وKreitner الجماعة بأنها مجموعة من إثنين أو أكثر يتفاعلون بحرية ويشاطرون أهداف ومعايير جماعية، ولهم هوية مشتركة.
ومن هذه التعاريف يمكن استخلاص النتائج التالية:
– استبعاد مجموعات الأفراد الذين يتواجدون معا في نفس الوقت وفي نفس المكان بدون توجيههم نحو هدف واحد مشترك فمثلا: ( أصحاب العربات الذين يقفون فى صفوف البنزين وجماهير الشعب السوداني الذين يقفون فى صفوف الأفران من أجل إيجاد الخبز وغيره من صفوف الغاز والبنوك سابقا، فبالرغم من وجود تفاعلات فيما بينهم، ولكن هذا التفاعل غير موجه لتحقيق هدف معين فهم مجموعة من الأفراد وليسوا جماعة)
– على الرغم من أن الجماعة تتكون من ثلاثة أفراد أو أكثر إلا أنه لا بد من التفاعل بينهم وأن يكون كل منهم مدركا للآخر ولخصائصه النفسية، وهذا يؤدي إلي استبعاد الإدارات الكبيرة التي بها عدد كبير من الأفراد من أن يكون هؤلاء الأفراد جماعة حيث لا يوجد تفاعل بينهم. كما لا يدرك كل منهم الخصائص النفسية للآخر. وبالتالي يمكن اعتبارها مجموعة من الجماعات.
– تتم التفاعلات بين أعضاء الجماعة لتحقيق هدف معين وهذا الهدف ليس من الضروري أن يتفق مع أهداف التنظيم.
– لا بد أن تكون التفاعلات الاجتماعية فيما بينهم لها صفة الاستمرارية ولفترات طويلة.
– يعي كل عضو من أعضاء الجماعة المساهمات المتوقعة من الآخرين.
*هدف الجماعة: يمكن أن نعرف هدف الجماعة عن طريق التحليل الفينيمنولجي، أي كيف يبدو الموقف بالنسبة لعضو الجماعة. ويمكن أن نحدد هدف الجماعة عن طريق تحديد درجة الإتفاق بين تقارير الأعضاء عن أهدافهم للجماعة.

فإذا تساءلنا عن كيفية تكوين الأهداف الجماعية؟ فتاتي الإجابة بأن تتكون الأهداف من جانبين متميزين رغم اتصالهما الواضح وامكان حدوثهما في نفس الوقت: أولهما الطريقة التي يكون بها أهداف الأفراد للجماعة، وثانيهما تحويل هذه الأهداف إلى هدف جماعي. ولكي نصل إلى او نحقق الهدف الجماعي، يتعين أن يكون لدي بعض أعضاء الجماعة علي الأقل أهداف للجماعة، والتي غالبا تتأثر بثلاثة عوامل هي: دوافع الأعضاء، والأهداف العليا للجماعة،والعلاقات بين الجماعة وبيئتها الإجتماعية.
فبالنسبة لدوافع الأعضاء: فإن تأثير الهدف الفردي المعين للجماعة يتوقف على طبيعة دوافع العضو، وتقديره للثواب الذي يمكن أن يحصل عليه، وما يبذله من نشاط في سبيل تحقيق الهدف ثم علي تقديره الذاتي لاحتمالات النجاح في تحقيق الهدف، مع ملاحظة أن كلا من دوافع الأعضاء الجماعة وتقديراتهم تتأثر عادة بعضوية الجماعة. أما الأهداف الجماعية العليا: فهي أهداف لها مكانها ولها تأثيرها بالنسبة للجماعات الأكثر استقراراً. وهنا يتأثر الأعضاء في تقويمهم للأهداف المختلفة، وفي تخطيطهم لبرنامج لبرنامج العمل بالأهداف العليا البعيدة المدي والتي قامت الجماعة أصلا لتحقيقها.
وفي تأثير علاقات الجماعة بالبيئة الإجتماعية : تقوم الجماعة في بيئة إجتماعية ولها علاقات معينة بالجماعات والمؤسسات الأخرى. وغالبا ما يكون لهذه البيئة الإجتماعية تأثيرها الكبير علي إختيار الأهداف للجماعة. ويجب أن تكون أهداف الجماعة مقبولة من بيئتها الإجتماعية تبعاً لجاجاتها إلي إرضاء هذه البيئة. فمثلا المدارس تعلم ما يرضي عنه المجتمع. والمصانع يجب عن تنتج ما يمكن أن تبيعه، والتليفزيون يجب أن ينقل ويقدم من البرامج ما يرضي عنه المشاهدون،وهكذا.
وفي خلاصة المقال رقم وأحد بنقول يجب علي كل القادة والمدارء والمسؤولين بأن يكون قادرين على بناء فرق عمل، أو جعل مرؤوسبهم يعملون بروح الفريق، وأن يذكي فيهم روح العمل الجماعي. ويرجع ذلك إلى أن معظم اعمالنا يتم في ظل مجموعات العمل، كمآ أن طبيعة الإنسان في حد ذاته يشير إلى تفضيل العمل في جماعة.

2 تعليقات
  1. Aziz Dirrow يقول

    لقدام

  2. ابراهيم جبريل يقول

    رائع
    شكرا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.