أوصاف عادية للطريق..د. ابكر آدم اسماعيل

 

 

د.ابكر آدم اسماعيل

 

أوصاف عادية للطريق

——————-
مطرٌ ببابكِ واحتمالٌ أن نموتَ بغير زاد.
المدينةُ أيقظت أطلالها..

في البدء جهرٌ مفتعلْ.
وبكِ المدارسُ ـ ما تُلقّنُ من تواطؤَ ـ علقمت صحن اشتهائك،
زمزماتك بالعصير المُخْتَبَلْ.
إذ استغيث من اكتمالك ـ ما احتسيناه تواريخاً مزيفةُ المذاق ـ،
عنكِ بابٌ مدخلٌ صعبٌ
وبابٌ احتراقْ.
…قُلْتِي أحسن أدخُلك؟
ما إنتي مانعاني الدخل!
برضي أحسن أدخلك؟
ما إنتي شيدّتي الضباب في رؤيتي وْودرتي همي على ظنونك ألف ميل من التسكع في تفاصيل المدن.
سِبْتَ في الحِلَّة الحلم
خبّيتو في شجر “العرد” .. جِيتك..
أجيك؟ .. كيفِن أجيك؟ ما كل يوم عزة بْتعزز في احتمالا وما بْتجي!
مسكين قطار الشوق معاي في سكتك..
يدخل مطار.. يمرُق رصيف .. يصعد طريق.. يكمَل غُنا..
وأفوت وراك ..
كايس معاك لون الفرح فيكي ومساكن دهشتك.
لكني في بحر الحروف،
من وين أجيب ليك الفرح وأنا مِنِّي كان بِبْدا النزيف؟
كُوني.. أكون..
وعلى مشاوير الغناء المستحم بنارنا
حمى الطواحين احتوتني شارعاً للكهرباء القاطعة.
فرجعتُ في سيل الرجوعِ مرتَّقاً عكس الفصول الناصعة
فاقد هياكل دمي مصلوب في فراغ
غادرني هم الارتحال لي غربتي وزمنك موطد في سراب الفاجعة
سماني بيْ إسمو القديم “عبد الجحيم”
ماسك عصاك من نصها وساجد مكرس في محاريب التجلي بغني ليك عشقي الحميم..
لغةٌ لهم أن يفهموك صراحةً
“إني أحبكِ ……………**
سامع كلام الناس عليك
عارف تناقض ما يقال عنك وسرِّك في وضوح إيقاع خطاك تحت المطر ـ
مردوم.. كرنق.. صفقة .. ورصاص ـ لاكين رصاصك ما قصاص.
وستعلمين..
ستعلمين إذ اندغامك في المساءات النقية مرغمٌ بالاستحالة واحتباس الأسئلة:
سيان أن نبقى بغيرك أو نموت،
ألا بغيركِ قد تغادرنا البيوت؟
ما أي مدخل لي سماك مرسوم غلط!
وبحكمة الشبح المعاكس ضُلُّو مسموم الظلط
ولعله لغطُ الشوارع قد تنامَ إلى حضيض،
فإذا احتشادٌ بالتوجُّسِ خيفةً،
وإذا الصرامةُ باحتشادٍ قد تفيض،
وإليك نُلحقُ بالقراراتِ احتشاداً في احتشادٍ في احتشاد.
والنيل شرب خمر البلد،
وشربتي إنتي النيل زبد،
خمَّرتِ في صمتِك كلام
واتسربت في سحنتك سحب الضلام.
لو في الهجير دولة عبير
ما ياكي في الزمن الكفاف ملفوفة في توب الجفاف
يا دولة.. خمراً.. يعشعش في التوقع بِسْمِنا،
قرباننا أن نشتهيك
يا عكس ما نشتاق تأخذنا المآذن والصلاة.. يا ع*ا!!.
هذا أنا..
والملقيات بذكرهن سبقنني بالخمر طرحاً من غياب.
ورجمْنني بالنهر ميلاداً لأصعدَ تائباً حتى السمو..
وأفوت وراك،
كايس معاك لون الفرح فيكي ومساكن دهشتك.
لكني في البحر الحروف من وين أجيب ليكي الفرح، وأنا مني كان ببدا النزيف؟
ما حتى لمَّن بسمتِك تفتح مصباتي اللفيك،
بغرق بفيض، تشرق حبال صوتي وغناك يطلع بكا..
ما بقدرِك … ما بقدرِك.
فرحِك:
مخبأ في صدور أهلي العبيد الغرقو في بحر الزمان،
فرحِك:
محاصر في ضلام الحلة في حلم البنات الما قَرَنْ،
فرحِك:
بنفسج في قلوباً في الخلا
نبض السنين فيها انكتم
وِكتين عِرَتْ في إنتظار توب البنفسج للمروق
…………………………….
اهو ده الطريق
…………..
ابكر ادم اسماعيل


الجَّنَاح البَاقِي
خالد حسن عثمان


كَوَتْهُم الحياةُ
بلفظِ جمرةِ الحياةِ الفاتنةْ.
عذّبَتْهُم
ملابسُ نومِها الخفيفةْ.
لوَّعَتْهُم
التي اْبْتسمَتْ فَغَوَتْ
وبَكَتْ
فَضَاعُوا.

هكذا تعرفهم:
كلامُهم حلوى
يُريدُها الصَّمتُ لأطفَالهِ.
كلُّ مَنْ لم ترهُ أبداًً مِنْهُم.
مَن تذكُرهُ عبثاً
منهم.
مَن لَمْ يجرحْ قلبَك
لَم يَعِدْكَ بشيءْ
منهم.
من لو صادفوا إخوتهم في المصيبة
لا يقولون
لا يُهْرِقُون لُعابَ الفضول إلى أحدٍ
ولا ترمش العيونْ.

من يَلْزَمُهُم
للحُبِّ جَهلٌ وغَطْرسةٌ
وللمَحَبةِ مَعْرِفةٌ وإملاقٌ
وللضغينةِ صبرٌ
وكِتْمانٌ
وصَعلكةٌ
ونسيانْ.

مَنْ يُغمِضُونَ العيون
كأنَّهُم يَعزِفُون الكَمَان
يَفتَحون العيون
كأنَّهُم الكَمَان
مِنْهُم.

الوحشيُّون
إلى حدِّ ينصبون أمام الزهرة العمياء مرآة ً
فترَى
زهرةً عمياء
مِنْهُم.

النقَّـادُ القَرَوِيُّون
للنَّبَاتِ الْمُعاصرْ.
يقتلون ما لا يقولونه.
يبنون المعابد
لا يدخلونها أبداً.

..مِنْهُم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.