بيان من الإتحاد النسائى السوداني
عند إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة إستبشرت النساء خيرا برياح التغيير التي هبت لتقتلع كل كالح وبغيض في حياة الشعب السوداني والمرأة بوجه خاص لما لاقته من عنت وظلم على يد النظام السابق . حيث نزلت تصريحات السيد رئيس الوزراء عن إنصاف النساء وضرورة تمثيلهن في كل المستويات والمواقع وتبشيره بإيلاء شأن ولاية الخرطوم للنساء نزلت بردا وسلاما عليهن فهو دين مستحق لما قدمته المرأة السودانية عبر تاريخها الذاخر
بالتضحيات والتفاني ، إلا أنه وعلى ارض الواقع أضحت تصريحاته في مهب الريح . لذا لا غرو من أن يعلو صوتهن بين الفينة والأخرى مذكرا ومنبها إلي دور النساء وضرورة تحقيق مطالبهن العادلة بتعديل القوانين والغاء ما يعتبر مجحفا منها بحقهن . وكذا ظلت المطالبة بالمصادقة على المواثيق والإتفاقيات الدولية والإقليمية الداعمة لحقوق النساء وإعتبارها مرجعية عند معالجة مسألة قضاياهن وعلى رأسها سيداو والبروتوكول الافريقي . الآن وقد أصبحت المصادقة على سيداو والبروتوكول الافريقي واقعا فإننا نثمن هذه الخطوة ونرحب بها حيث كانت مسألة التوقيع على سيداو محل مناورة ومساومة في ظل الحكومات السابقة المتعاقبة تلوح بها كلما ضاق الخناق بها عالميا .
ثم لا تلبث أن تقذف بها وراء ظهرها . الآن وبعد إنتصار الثورة إنبثق واقع جديد ذاخر بفن الممكن تمخض عنه إجتياز عقبة كؤود بالتوقيع على سيداو والبروتوكول الافريقي .
فنحن في الإتحاد النسائي ندعم بشدة هذه الخطوة ، وفي ذات السياق نرفض أي تحفظ على أي مادة من الإتفاقية ، ونشير بالتحديد الي المواد الثلاث موضوع التحفظ .
فالمادة (٢) هي روح الإتفاقية إذ تضمنت شجبا صريحا للعنف ضد المرأة ووضعت التدابير اللازمة لوضع الإتفاقية موضع التنفيذ إذ بدونها تصبح الإتفاقية حبرا على ورق وهو قصد صريح لإفراغ الإتفاقية من مضمونها وتجريدها من أدواتها التي تمكنها من النفاذ على أرض الواقع .
وكذلك المادة (١٦) التي هي لحم الإتفاقية وسداتها فهي تبين بشرح واضح الحقوق الواجب حمايتها حتى لا يكون هناك تغول أو لبس في مقاصد الإتفاقية فالتحفظ على هذه المادة هو طمس لمعالم الإتفاقية ووضعها في مقام المبهم .
اما المادة (29/1) فإن التحفظ عليها لا يعني سوي الإمعان في المخالفة إذ ليس هناك هدف واضح من وراء التحفظ .
خلاصة الأمر فإنه وبالنظر الي المواد المتحفظ عليها لا نكاد نجد فيها مسوغ او تفسير منطقي سوي تكبيل الإتفاقية وإفراغ محتواها وجعل توقيعها وعدمه سيان .
عليه فنحن في الإتحاد النسائي نؤكد تأييدنا التام لمبدأ المصادقة ونطالب بالإسراع في إنشاء الأدوات اللازمة لإنفاذها ، وسن القوانين الداعمة لها . مع شجبنا التام للتحفظ على أي من موادها . وندعو التنظيمات النسائية المختلفة لمناهضة التحفظات . شومعا في طريق الثورة .
اللجنة التنفيذية للإتحاد النسائي السوداني
الأربعاء٢٠٢١/٤/٢٨