خداع رهان الفاشلين بعودة المتأسلمين

بقلم : عبدالعزيز ابوعاقلة

 

#لايوجد عاقل في الوطن يراهن مرة اخري علي عودة ما يسمي بعقلاء الحركة الاسلامية . سيان سواء أكانوا معتدلين او متطرفين وكما تقول العبارة ( لا يمكن للنهر ان تجري مياهه للخلف ) وخاصة بعد انتصار ثورة الجماهير السودانية علي قوي الجهل والاستكبار والظلام (جماعة المتأسلمين ) الذين سطوا علي السلطة الديمقراطية بليل و الذين استطاعوا بالكذب والتدليس والخداع بالشعارات الدينية المعروفة ( خير ما استأجرت القوي الامين ) ( وهي لله لا للسلطة ولا للجاه ) ولا لدنيا قد عملنا ..وغيرها من شعارات الدجل والسراب التي ركلتها الجماهير الثائرة بل حددت موقفها الواضح بشعار شعبي جمعي صريح ( أي كوز ندوسه دوس ) بل انها صبرت عليهم 30 خريفاً يابساً حمضياً وكانت تلك اكبر فترة في تاريخ الحركة الاسلامية العالمية في السلطة والحكم لم تتاح لأي من اقرانها التي تحمل هذه الجينات الملعونة . ولم تنتج أي مشروع وطني قومي بل شاهدوا مسلسلا من المتاجرة بالدين ومحاولة اعادة انتاج المجتمع السوداني تحت عنوان ( المشروع الحضاري ) وفقا لايدلوجية موغلة في الظلامية والتطرف واقصاء الاخر وهوية احادية طاردة ظللت كل نواحي حياة الناس واهدرت كرامتهم بالاستبداد والقهر والسحل والقتل والتشريد بإشهار فتاوي الجهاد ضد المدنيين العزل وتقسيم المواطنين علي اساس اللون والثقافة والقبيلة وخنق الحريات العامة والخاصة وفرض الوصاية عليهم في معتقداتهم وحتي تفتيش نواياهم وبذلك استطاعوا تحويل الوطن الي أشلاء وسجن كبير. وهذا النهج الذي استخدمته هذه الجماعة ليس بجديد بل مستنسخ من افكار منهج الاسلام السياسي منذ القدم بجميع مدارسه المختلفة مرورا بكل عرابيه امثال ابوالعلاء المودودي وحسن البنا وسيد قطب الي عراب الجماعة في السودان حسن الترابي الذي استطاع بدهائه توصيل تنظيمه المتعطش إلي السلطة الذي اسسه في مغامرة غير محسوبة. ولكنه سرعان ما تبرأ منه بعد اصطدام ما نظّر له بالواقع . ولم يجد دولة الخلافة ولا العناصر الصلبة طاهرة الأيادي ناصعة الوجوه بل اصطدم بالفساد والافساد والقتل المجاني ونهب اموال الدولة كما وضح في حلقات متعددة في برنامج شاهد علي العصر بثته قناة الجزيرة القطرية القريبة من الاخوان المسلمين .وعلي كل حال كان الخلل واضحاً منذ البداية كانت كل الغايات عبارة عن شعارات و سراب غيبي لا يمكن ارجاع الدولة الدينية الاولي في المدينة في القرن 21 ميلادي.
# التصريحات البائسة التي ادلي بها السادة جبريل ومناوي وعقار بشان عودة الاسلاميين ( المعتدلين ) او ما اطلقوا عليه العقلاء حسب ما ادلوا به وما واجهه من غضب في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة خاصة من الشباب /ت واستياء تام حتي من انصارهم . بالطبع هي حالة من القنوط الفكري والاخلاقي والتوهان السياسي وردة لشعارات ثورة ديسمبر المجيدة الشعبية وهي حالة جديرة بالدراسة السياسية والاجتماعية الجادة لتلك النخب السياسية في المركز والهامش معا .
ولا يغيب علي فطنة القارئ انها رسائل ملغومة يراد تمريرها بالتدليس لعودة تلك الجماعة المتأسلمة مرة أخري الي منصة السلطة وفتح الباب علي مصراعيه لهم تحت عنوان براق خادع فيما يسمي ( بالاعتدال ) والتعقل ، يستخدم فيه عناصر وقادة من الهامش للتغبيش الجمعي .وبعيداً عن التشكيك في الغاية من اطلاق مثل هذه التصريحات تبدو تساؤلات مشروعة من المستفيد منها؟ والوطن في حالة تحوّل هش وضعيف وأمام قضايا اساسية ورئيسية مؤجلة . والغريب في الموضوع أن تلك التصريحات تمّ اطلاقها بعد اسبوع من احتفالهم بالتوقيع علي السلام ولكن تمّ التخذيل من تلك النخب السياسية بتخييب الآمال بإصلاح ما يمكن اصلاحه في سيرك المسرح السياسي السوداني , والمدهش أن هؤلاء النخب لم يعوا الدرس المجاني وعلي الهواء وامام اعينهم عندما هتفت الجماهير في تمرين ديمقراطي اولي بمقاطعةً المتحدث الرسمي لقحت وذلك احتجاجا علي الأداء الهزيل وتقزم وهزال مكونات قحت مجتمعة . وآخر ما تكشف هو حجم التآمر علي ثورة الجماهير وقواها الحية المناهضة ومحاولة فرض الوصاية علي الشارع صاحب الثورة ومالكي شهادة البحث الحقيقية، باقحام ما يسمي ( بمشروع مجلس شركاء الفترة الانتقالية ) والمراد منها تكبيل ووضع متاريس جديدة امام الثوار والوطنيين من السودانيين لإعاقة إستكمال شعارات الثورة و التحول الديمقراطي المنشود والاستحواذ علي ختم الوطن والوطنية لهم وحدهم وكأنهم يريدون إيصال رسالة للجميع ( هذا الواقع فرض وهو اقصي حدود سقف ثورتكم ) . نتابع ..
عبد العزيز أبو عاقلة
[email protected]
نوفمبر 2020

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.