غد الجمعة تدشين كتاب “جنوب السودان الحال والمال” بجوبا

 

جوبا : Splmn.net

تحتفل ويلوز هاوس للطباعة والنشر ضمن فعالياتها بمدينة جوبا بتدشين وتوقيع كتاب كودوال: (جنوب السودان الحال و المآل) للكاتب والصحافي/ أتيم سايمون ويقدم الاحتفالية
الكاتب و الصحافي/ أبراهام مرياك البينو وذلك يوم الجمعة القادمة الساعه الرابعة والنصف عصرا بالمركز الثقافي الفرنسي، بجامعة جوبا، المبنى الرئيسى
الجدير بالذكر أن اتيم سايمون هو باحث وكاتب وصحفي من دولة جنوب السودان
عمل بالتدريس الجامعي قبل أن يلتحق بالعمل الصحفي في السودان
شارك بالكتابة في عدد من الصحف السودانية مثل الرأي الآخر و الأيام و الحرية، الصحافة، أجراس الحرية، الجريدة ، وأسس مع عدد من الزملاء صحيفة المصير كأول صحيفة ناطقة بالعربية في جنوب السودان وأصبح رئيسا لتحريرها كما شارك بكتابة عدد من البحوث و الدراسات والأوراق في عدد من الفعاليات و المؤتمرات العلمية
حاليا متعاون مع مركز الاستراتيجيات ودراسة السياسات بالعاصمة جوبا
صدرت له محموعة شعرية تحت عنوان “وخز الوطن” من دار رفيقي للنشر بجنوب السودان

ويحوى الكتاب على مجموعة مختارة من الأعمدة و المقالات الصحفية التي بدأت نشر معظمها خلال الفترة التي اعقبت استقلال دولة جنوب السودان في يوليو من العام 2011 كمحاولة من الكاتب للمساهمة في التعريف بطبيعة الاوضاع التي تعيشها الدولة حديثة الاستقلال ، وقد دفعه لذلك تشجيع بعض الزملاء و الاصدقاء ، وقبلها حاجة القارئ من خارج البلاد للالمام بما يدور فيها من احداث وتطورات على كافة الاصعدة ، وذلك بسبب قلة المادة المتوفرة عن جنوب السودان باللغة العربية ، فاثرنا تقديم تلك المقالات المتفرقة في الشان العام ، علها تسهم في تسليط الضوء على احوال جنوب السودان بعد الاستقلال ، والاجابة على مايدور في الاذهان من اسئلة متعلقة بنظرة الجنوبيين انفسهم للازمة التي عاشتها بلادهم بعد اشهر قليلة من استقلالها ، بسبب الحرب الناجمة عن صراع السلطة وتركة الماضي الثقيلة التي القت بها سنوات الكفاح المسلح الطويلة على البناء الاجتماعي و السياسي الهش.
وبحسب الكاتب فإن القضايا المثارة في المقالات الواردة في هذا الكتاب ، تعبر الى جانب الاعمدة التي كان ينشرها الكاتب بشكل راتب في صحيفتي المصير و الموقف العربيتين تحت عنوان (كودوال) عن الاهتمامات الرئيسية التي قرر التفرغ لها بالكتابة بحكم دراسته لعلم الاجتماع و اشتغاله في مجال الصحافة لقرابة العقدين من الزمان ، كانت بدايتها الفعلية مع بداية الفترة الانتقالية التي اعقبت التوقيع على اتفاق السلام الشامل في 2005 ، و التي امتدت لست اعوام انتهت بتصويت مواطني جنوب السودان على خيار الانفصال وتكوين دولتهم المستقلة (جنوب السودان) ، وهي حقبة سيطرت فيها قضايا السلام و المصالحة ، الوحدة و الانفصال ، مما جعلها تشكل اساس المادة الصحفية خاصة في الاخبار و التحليلات و الاعمدة ، في تلك الفترة تحولت لكتابة العمود الصحفي حيث كانت بدايتي مع صحيفة الاخبار ، وبعدها تحولت الى جريدة الجريدة الناشئة ، وقال الكاتب انهم وعقب الاستفتاء ابتدرنا تجربة جديدة بتاسيس صحيفة المصير كاول صحيفة ناطقة بالعربية تصدر في الدولة الجديدة ، حيث واصلت كتابة العمود اليومي ، و الاستمرار في التطرق لذات القضايا و الاهتمامات المتعلقة بقضايا السلام ، فض النزاع ، المصالحة ، والمسائل المرتبطة ببناء الدولة في جنوب السودان ، كدور طليعي يجب ان تضطلع به الصحافة وبقية تنظيمات المجتمع المدني و القوى الحية ، في وقت ارتفع فيه سقف الامال و الطموحات بلاحدود ، ولان رغبة الناس كانت في السلام و الاستقرار ، لم تكن التحديات مسألة كبيرة تستحق التناول لدى الكثيرين ، على الرغم من التنبيهات و الاشارات التي قدمها الكتاب و المحللين و الصحفيين برغم الظروف العصيبة التي كانوا يعيشونها ، ولازالوا حتى الان
وفي تقديمه للكتاب قال الدكتور حسن الجزولي.. خلال
مطالعتك لكتاب أتيم تقف على موضوعات وقضايا هي من صميم ما بعد “الانفصال | الاستقلال”، حيث قضايا السلام والمصالحة والاستقرار، الوحدة والنزاعات وكيفية بناء الدولة الحديثة، ستقف على قضايا الحكم، للتمرد والمتمردين الذين أفرزهم “الانفصال | الاستقلال” ستقف على موضوعات متعلقة بمفوضية الانتخابات، بقضايا القبيلة والتهميش، قضايا من نوع التحولات في بنية المجتمع الحديث لدولة مستقلة، جلبت معها جرثومة “الشمال” والتي تحولت من “ظلم الجلابة إلى ظلم القبيلة”!، ستقف على الذاكرة الضعيفة والمحدودة التي أصبحت ملازمة للجنوبي السوداني في “عدم اعتداده بحفظ تاريخه والإبقاء عليه بشكل يحفظ للأجيال القادمة تاريخها ناصعاً، وكمثال إسقاطه من الذاكرة ذكرى مجزرة جوبا الشهيرة التي ارتكبها جيش الشمال ـ أو بالأحرى جيش الحركة الاسلامية والانقاذ ـ في بداية التسعينات!، ستقف على دور الشباب في البناء الوطني بعد الاستقلال وكيفية الانعتاق من أسر “التنميط والتشرذم والتصنيف السياسي ودلالات ذلك بين مجموعات الشباب الجنوب سوداني سواءً في الجامعات أو بوستات الفيسبوك والتي عبر الكاتب عنها بأنها تعبير حقيقي لحرب شديدة الوطأة، لو توفرت لها أسلحة لارتكبت أفظع من ما تم ارتكابه طيلة سنوات الحرب التي شهدها جنوب السودان!. الموضوعات المتعلقة بالشق الاجتماعي لحياة الجنوبيين سواءً في داخل العاصمة جوبا أو خارجها، كموضوعات “الدعاية للسلع” ذات الأفق الرأسمالي الاستهلاكي بكل صخبها وضجيجها في الأسواق الشعبية للجنوبيين السودانيين، وكالسياج الذي ضرب حول ضريح الزعيم جون قرنق بواسطة الفرمانات البيروقراطية التي عليك أن تقدمها كمواطن في سبيل زيارة الضريح وتحوله لثكنة عسكرية بحق وحقيقة ممنوع الاقتراب منها والتصوير، وبالتالي حرمان جموع الشعب من زيارة ضريح زعيمهم والتعبير عن مدى محبتهم له!، ثم تناول الكاتب في أحد مقالاته لموضوع دلالات التسميات الشعبية في مدينة جوبا للأماكن والدعوة لإعادة تسميتها مرة أخرى من أمثال “أطلع بره، سوق رجال مافي، سوق ميليشيا، سوق كونجو كونجو، جوبا ناياري، كملي بالك، كبري كوكورا”. وهو الموضوع الذي كان قد عكسه صديقنا الباشمهندس عبد الكريم الأمين في كتابه الجميل باسم “جوبا ياهو دا” والذي يعكس حياة الناس “شماليين وجنوبيين” داخل مدينة جوبا والذي يعد من الكتب النادرة بالنسبة للسودانيين في تعريفهم بجنوب السودان وطبيعة الحياة فيه!. وليس أخراً الموضوع المتعلق بدعوة الكاتب لجامعة جوبا تجريد المجرم المخلوع عمر البشير من درجة الدكتوراة الفخرية التي منحت له، اهتداءً بمقولة السيد موسوفيني نفسه والذي رعى المحادثات التي أدت للانفصال والتي أشار لها الكاتب ومفادها “أنه إن كانت هناك دكتوراة تمنح للبشير فلتكن درجة الدكتوراة في صناعة الحروب، حيث يحول الصراع دوماً إلى صراع ديني”!. ثم أخيراً تناول الكاتب الموضوع المتعلق بثورة ديسمبر السودانية المجيدة “كتراث مستلهم من الإرث التليد” وهو مما يعبر عن مدى انفعال وانشغال المثقف الجنوب سوداني بقضايا وموضوعات السودان الذي يحس في قرارة دواخله بأنه بلده الثاني وليس غريباً عنه في تلمس أوجاعه وألآمه ،، أمانيه وآماله!.عليه،،
ومضى الجزولي قائلا.. لا أود الاسراف في التعريف الذي يفسد متعة القراءة لكتاب الصديق أتيم سايمون، ولكني أود الإشارة إلى أمر هام بخصوص الموضوعات التي عكسها الكتاب، وهي أن هم وبال المواطن في السودان بما يشغله من موضوعات وقضايا، سنكتشف أنها تتطابق وموازية لذات الموضوعات والقضايا التي تشغل ذهن مواطني الجنوب السوداني ومسؤوليه، حيث يبرز سؤال أساسي في هذا المنحى، وهو هل جرثومة “المشاكل” قد انتقلت مع المواطن الجنوب سوداني، من الدولة التي انعتق من “تكبيلها” له إلى حيث أرضه الجديدة يا ترى، أم أنه لوحده هو من خلق تلك الإشكالات المتطابقة شكلاً وموضوعاً مع ما يظل ينتظر السودانيين في الشمال لحسمها منذ مطالع استقلالهم؟!.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.