الثورة السودانية ..منعرجات وتحديات
الخرطوم : حسين سعد http://splmn.net
ديسمبر القادم تكمل الثورة السودانية عامان،وحجزت الثورة الباهرة مكانة سامقة ،ومنارة للشعوب الطامحة في التحرر، واليوم تمر الثورة بمرحلفي مسارها ،ولعلنا نحن في شهر الثورات الذي غنينا له بأسمك الاخضر يا أكتوبر لعلنا نستفيد من الدرس القاسي الذي تعلمناه من الثورات السابقة ،صحيح ان الاوضاع الحالية التي تعترض مسار الثورة تعيد بعض فصولها السابقة في ثورتي أكتوبر وأبريل، والتي تتمثل في ضعف الحاضنة السياسية وتشاكس بعض مكوناتها بجانب الازمة الاقتصادية الطاحنة والتحالفات الاقليمية والعالمية الخبيثة وتدخلاتها لكننا نري ان ثورتنا الظافرة لديها مميزات عديدة، ومن بينها وجود الشفاتا والكندكات في لجان المقاومة والتجانس الاجتماعي، وعودة الوجدان المشترك بين السودانيين فضلا عن وجود رفاق الكفاح المسلح الداعمين للثورة هذه الميزات التفضيلية حافظت على جذوة الثورة رغم التجاوزات والتدخلات في صميم عمل الجهاز التنفيذي وتمثلت تلك التدخلات غير الحميدة في تاخير تحقيق السلام الشامل ثم جاء سلام المسارات المرفوض لدي البعض ،وتكليف محافظ بنك السودان ،والتدخل في العلاقات الخارجية وهنا يمكن ان نشير الي مسألة التطبيع ،كما تم تأخير تشكيل المفوضيات التي نصت عليها الوثيقة الدستورية التي يري البعض انها بها إشكاليات ايضا فضلا عن التأخير غير المبرر لتشكيل المجلس التشريعي ،ثم جاءات مسألة أيلولة جهاز الاتصالات والبريد للمجلس السيادي،أيضا هناك بط غير مبرر من قبل مجلس الوزراء في إجازة القوانيين ،مثل قانون النقابات ،وقانون مشروع الجزيرة والمناقل ،والتعينات المستعجلة التي وجدت استنكار واسع،وضعف اداء الحرية والتغيير،وعدم الانتباة للقضايا الاساسية فى دعم الحكومة الانتقالية ووضع الخطط اللازمة لها،والرأي السالب في بعض الوزراء مما ادى لانعدام الثقة بجانب عدم تعيين المجالس الاستشارية اثر سلبا بشكل كبير على اداء الوزراء،والتحالفات الداخلية، وحالة الاستقطاب السياسى داخل قوى الحرية والتغيير مما اثر سلبا على الاداء،بجانب اختلاف المواقف السياسية داخل الحرية والتغيير فى قضايا حساسة مثل ( رفع الدعم – تغول مجلس السيادة على صلاحيات الوزراء ) والاستقطاب الحاد فى صفوف شباب الثورة،وعدم الالتزام بتنفيذ بنود المواثيق الموقع عليها ،فضلا عن عدم الالتزام بمصفوفة مهام الفترة الانتقالية التي تم وضعها من قبل المجلسومجلس الوزراء والحرية والتغيير،عموما وفي ظل هذا الوقت العصيب تحركت الدولة العميقة مشعلة فتن قبلية دامية في الولايات قبل تشكيل الحكومة المدنية ،رغم كل هذه التحديات نستطيع ان نقول ان الثورة مازالت قوية وصامدة بالرغم من المحاولات اليائسة في ضربها.معلوم أيضا أنه بعد نجاح أي ثورة في الإطاحة بنظام حكم متسلط،وبداية الانتقال نحو التأسيس، وإصلاح مادمره النظام المتسلط كما فعل النظام البائد تنشأ أخطاء بين الثوار أنفسهم وهي فترة يكثر فيها اخطأ التخطيط السليم، وخلط الأوراق، وعدم وضوح الرؤية ليس فقط في مجال الممارسات، والأفعال والتصريحات ولكن هناك ماهو أعمق مثل الانقسامات المضرة ،والنموزج الصارخ هنا انقسام تجمع المهنيين الذي خطط ونفذ الثورة ،فالثوار أصابتهم خيبة أمل كبيرة جراء ذلك الانقسام في الكيان الذي كان يعبر عن مصالحهم ،والذي كانوا يجدون فيه أنفسهم،والحق ذلك الانقسام بأضرار بقوي الثورة وأسر الشهداء والمصابين والمفقودين، ولكن الأمر لم يقتصر عند ذلك الحد بل إن قوي الثورة نفسها إنخرطت في تحالفات مضرة،وبعضها حاول إستمالة لجان المقاومة لصالحه،والان وبعد اتفاق سلام جوبا سوف تزداد حدة التحالفات والانقسامات والصراعات في الكيكة التي تناقصت اصلا.
مهدد للمستقبل:
وفي اول تعليق شن الحزب الشيوعي هجوماً حاداً على اتفاقية سلام جوبا التي تم توقيعها السبت الماضي، واعتبرها مهدداً حقيقياً لوحدة ومستقبل السودان .
وقال المكتب السياسي للحزب في بيان له إن اتفاقية جوبا لن تحقق السلام المنشود، وأنها تكرار للتجارب السابقة الثنائية والحلول الجزئية التي تنتهي بمحاصصات ومناصب للمفاوضين على حساب القضية،واتهم اطراف الاتفاقية بخرق بنود الوثيقة الدستورية التي نتج عنها اختطاف المكون العسكري لملف المفاوضات، ونوه إلى تأثيرات تدخلات القوى الأجنبية،وأشار إلى مصالح اقتصادية مشتركة تربط بين أطراف اتفاقية جوبا والتي لا يمكن الحفاظ عليها إلا عن طريق وجودهم في مواقع مؤثرة في مفاصل السلطة الانتقالية،واتهم أطراف الإتفاقية بالسعي للإلتفاف على الفترة الانتقالية وإجهاضها مبكراً عبر فرض واقع سياسي جديد وإفراغ المؤتمر الدستوري من مضمونه، وخلق حاضنة جديدة للحكومة، وتوقع إجراء تعديلات جوهرية ومؤثرة في الوثيقة الدستورية تهدف إلى تكريس المحاصصات المتفق عليها بين هذه الأطراف، وأبدي الحزب الشيوعي مخاوفه من أن تؤدي اتفاقية السلام إلى نزاعات وتوترات جديدة مشيراً إلى أن هنالك حركات لم توقع على السلام ولم تنضم للمنبر.واتهم الحزب في بيان أطراف مفاوضات جوبا بالسعي للتشبث بالسلطة عبر تمديد الفترة الانتقالية والسماح لأطراف الاتفاقية بالترشح لمواقع السلطة بعد انتهاء الفترة الانتقالية في مخالفة واضحة لنصوص الوثيقة الدستورية .وطالب الشعب بتنظيم الاعتصامات السلمية وتقديم المذكرات وتنظيم الاحتجاجات والاصرار على تنفيذ المطالب الصادرة في مواثيق الثورة لمنع اختطافها وإجهاضها ولمنع فلول النظام السابق من العودة مرة أخرى إلى السلطة عبر بوابة اتفاقية جوبا للسلام التي تفتقر إلى السند الجماهيري المطلوب
اغلاق الميناء:
وفي البحر الاحمر تواصلت الاحتجاجات، يوم الأحد لليوم الثاني على التوالي، رفضاً لتوقيع مسار الشرق في اتفاقية السلام بجوبا، وأغلق محتجون جميع بوابات الميناء الجنوبي ببورتسودان معلنين رفضهم لمسار الشرق فيما أغلق آخرون طريق بورتسودان الخرطوم في العقية إلى جانب اغلاق الطريق القومي في منطقتي هيا ودورديب،وقال مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله اوبشار لراديو دبنقا إن المجلس سيواصل تصعيد الاحتجاجات في العقبة والميناء إلى حين استجابة الحكومة الإتحادية لمطالبهم الرافضة لمسار الشرق ،
وقال إن عمال الميناء اغلقوا جميع البوابات باستخدام الحاويات ،واشار إلى إغلاق طريق الخرطوم بورتسودان في العقبة منذ ظهر السبت عقب التوقيع على مسار الشرق في جوبا مباشرة ، وبرر إغلاق الطريق في منطقة العقبة عبر المتاريس لحماية المحتجين من أي هجوم محتمل،الي ذلك قال المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة إن ما يسمي بمسار الشرق في مفاوضات جوبا هو من أشعل الحرب والفتنة، وأحدث الشرخ في النسيج الإجتماعي بشرق السودان بكل وﻻياته وما زالت تداعياته السالبه ماثله للعيان من إقتتال والإصطفاف القبلي الحاد ،وإن توقيعه لن يزيد الموقف إلا تأزما ولن يحلل سلاماً أبداً ،واكد المجلس رفضه القاطع لمسار شرق السودان ومايخرج عنه من نتائج وتوصيات في هذا الإتفاق، ولسنا طرف فيه وغير معنيين بتنفيذه على مستوى الأرض والقواعد، واعلن في المقابل عن مناهضته للاتفاق بكل الوسائل المشروعة بمافي ذلك الإعتصامات والتتريس والعصيان المدني في الموانيء التي تم بيعها غدراً للشركات القابضة على حساب مسار الشؤم للدولة الراعية للإتفاق كما ظهر ذلك جلياً ،وقال البيان ان المجلس الأعلى لنظارات البجا، والعموديات المستقلة ابلغ الحكومة والجبهة الثورية والوسيط دولة الجنوب والإتحاد الأفريقي والإتحاد الأوروبي كتابة بهذا الموقف
اتفاق لايحقق سلام:
وفي المقابل قال تحالف حركات الكفاح المسلح، والنضال السلمي الغير موقعة على سلام جوبا المشكل من (8) حركات ان اتفاقية سلام جوبا لا تمثل سلاماً، ولا يمكن وصفها سوى بأنها صفقة تحالفات مصالح شخصية بين المكونات المتفاوضة، وبعض منتسبي الحكومة الانتقالية من أصحاب المصالح الخاصة في الخرطوم،
واكد التحالف المشكل من (8) حركات تقول انها تم اقصائها من جوبا بانها غير معنيه بمخرجات هذا السلام الذي وصفه بانه ناقص ومشوه، وغير ملتزمون بأي بند من بنوده. واوضحت الحركات المشكلة للتحالف انها كانت حضوراً في منبر السلام بجوبا حتى بدأت منهجية الكيل بمكيالين، وتقسيم رفاق النضال إلى مناضلين درجة أولى وثانية استناداً على تقييم غير صحيح للأشياء لا للسلام الحقيقي. واضاف البيان أن مايحدث في جوبا ممارسة إقصائية واضحة رأي العيان لأصحاب الضرر، وهي لا تؤدي بأي شكل من الأشكال إلى السلام المرتجى والمنشود .
واكد التحالف في ذات الوقت دعمه وبشدة لأي إتفاق سلام شامل يخاطب جزور الأزمة السودانية بشكل عام ويعمل على حلحلة قضايا إنسان الهامش بشكل خاص. عالميا استعجل الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان استعجل الحكومة في تكوين المفوضيات التي نصت عليها الوثيقة الدستورية ودعا الخبير المستقل في تقريره الجمعة الماضية الحكومة إلى استكشاف سبل تشجيع حركة تحرير السودان بقيادة الأستاذ عبدالواحد محمد نور والحركة الشعبية شمال القائد عبدالعزيز الحلو للمشاركة في محادثات السلام
مقتل شرطي..
وفي تطور لافت للأحداث بالشرق قتل أمس الملازم اول شرطة ابراهيم بدوي طعنا بالسكين بمنطقة هيا بولاية البحر الأحمر وقالت الشرطة في بيان لها ان مجموعة محدودة من المتفلتين حاولت في التاسعة من صباح الاثنين اقتحام إحدي محطات ضخ النفط بمحلية هيا بولاية البحر الأحمر واوضحت الشرطة في بيان للناطق الرسمي باسمها ان القوة المكلفة بحماية المنشأة حاولت التصدي لهذه المجموعة حيث اعتدي احد افرادها علي الملازم أول شرطة بدوي يوسف عبدالله التابع للادارة العامة لتأمين البترول ومنشآت النفط بالة حادة اسعف علي أثرها الي مستشفي مدينة هيا غير أنه فارق الحياة متأثرا بجراحه.
تمدد الاحتجاجات
اتسعت دائرة الاحتجاجات الرافضة لمسار الشرق في ولاية البحر الأحمر، امس الاثنين، حيث انضم ميناء بشائر الخاص بتصدير البترول إلى قائمة الموانئ المغلقة بجانب الميناء الجنوبي في بورتسودان وموانئ سواكن وهيدوب ودمادما . وقال عبد الله اوبشار مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا لراديو دبنقا إن اغلاق طريق الخرطوم بورتسودان مغلق لليوم الثالث على التوالي في عدد من النقاط من بينها هوشيري وسنكات وسواكن وهيا ، واشار إلى استمرار الاعتصام في الميناء الجنوبي وخروج جميع الموانئ من الخدمة منذ الأحد ، واشار إلى عدم تواصل الحكومة الإتحادية مع المجلس منذ بداية الاحتجاجات الأخيرة . ورهن ايقاف الاحتجاجات بالاستجابة لمقررات مؤتمر سنكات ومن بينها إلغاء مسار الشرق ، ولوح بتصعيد الاحتجاجات في حال عدم الاستجابة لمطالبهم .
فتح الطريق القومي
إلى ذلك وافق مجلس نظارات البجا مساء الاثنين على فتح طريق الخرطوم بورتسودان بناءً على وعود حكومية بمعالجة الأوضاع خلال ٤٨ مع الاستمرار في إغلاق الموانئ. ووصل لمدينة بورسودان يوم الاثنين الفريق الصادق علي ابراهيم موفد رئاسة الشرطة الاتحادية للوقف على تطورات الاحداث حيث التقي بوالي البحر الاحمر المهندس عبد الله شنقراي وبحثا معا الاتحادية اخر تطورات الاوضاع من بينها إغلاق الطريق القومي /بورتسودان -الخرطوم /أمام حركة النقل البري من والي مدينة بورتسودان والمعالجات اللازمة لاستئناف الحركة
تراكم المظالم..
ومن جهتها اكدت قوى إعلان الحرية والتغيير بولاية البحر الأحمراغلاق الاحتجاجات الرافضة لتوقيع مسار الشرق الطريق القومي والميناء الجنوبي وعدد من المحليات الولاية .وقالت في بيان لها مساء امس أن مايجري بشرق السودان عامة والبحر الأحمر تحديدا هو نتاج تراكم مظالم مركزية تجاه الإقليم ممايتطلب من حكومتنا أن تعيد تفكيرها في قضايا الإقليم وأهله وان تعمل على تغير الصورة الشائهة التي ارتبطت بالنظرة المتعالية والاهتمام بثروات الإقليم وإهمال شعبه .ودعا البيان للاسراع بعقد الملتقى التشاوري لأهل الشرق بمشاركة القوى السياسية والمدنية والأهلية بشرق السودان وبتمثيل عادل واطروحات عملية وعلمية وان لايعلوا صوت على صوت مؤتمر قضايا شرق السودان ملزمين فيه بالحرية وصولا للسلام تحقيقا للعدالة
إغلاق الطرق..
وفي امدرمان أغلق محتجون في أمس الاثنين عدداً من الطرق الرئيسية احتجاجاً على أزمة المياه والخبز والمواصلات.واضرم محتجون النار في إطارات السيارات واغلقوا طريق الشقلة والصالحة والفتيحاب إلى جانب طرق أخرى ، واشاروا إلى انعدام المياه في الأحياء المذكورة منذ عشرة ايام .وافاد مواطنون إن أزمة الخبز في العاصمة الخرطوم وجميع الولايات تفاقمت على محو ملحوظ ، حيث أغلق الفي مخبز ابوابه في الخرطوم بسبب ازمة الدقيق وسط انباء بوقوع اصابات في صفوف الحصول على الخبز امام الافران القليلة العاملة. وشهدت الخرطوم ايضاً احتجاجات متفرقة في مواقف المواصلات احتجاجاً على عدم توفر المواصلات وعزا اصحاب المركبات الأزمة لشح الوقود .
احتجاجات الخبز
شهد شارع الشهيد عبد العظيم في امدرمان ( شارع الأربعين ) احتجاجات بسبب ازمة الخيز . ووقعت اشتباكات بين الشرطة والمحتجين واطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين . فيما أغلق المحتجون الطريق امام المركبات باستخدام المتاريس .وشهدت ايضا منطقة السوق العربي وسط الخرطوم مظاهرات مماثلة احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية وشهدت في المقابل محطات الوقود بمدن الخرطوم وبحري وامدرمان صفوفا طويلة للعربات للحصول على الوقود وصلت لدرجة المبيت في المحطة دون الحصول على جالون واحد وحمل رئيس غرفة النقل بولاية الخرطوم وزارة الطاقة مسؤولية تفاقم أزمة الوقود وقال ان هناك بعض العربات لها اكثر من 5ايام بالمحطات ولم تحصل على الوقود مقدرا نسبة العجز في الوقود للمركبات بنحو 70٪ ما انعكس على زيادة التعرفة وتجزأة الخطوط
انفلات الأسواق..
في وقت تشهد فيه الاسواق بالخرطوم ومدن السودان الاخري وقراه ارتفعا غير مسبوق في اسعار السلع الضرورية وصلت للضعفين ولثلاثة اضاف في سلع اخري وسط عضب متصاعد لدي الاسر التي تقاتل في الحصول على وجبة واحدة في اليوم وشهدت مدينة الابيض بولاية شمال كردفان يوم الاثنين ازمة حادة فى الخبز وقال على ابراهيم القيادى فى قوى الحرية والتغييربولاية شمال كردفان لراديو دبنقا من مدينة الابيض ان المدينة تشهد انعداما تاما في الرغيف المدعم فيما وصل سعر الخبز التجارى من زنة (30-40)جراما (6) جنيهات،واوضح ابراهيم ان تكلفة الخبز لمتوسط الاسرة فى اليوم يصل الى 300جنيه مشيرا الى عدم مقدرة الاسر على تحمل هذه التكاليف.
تصعيد الاحتجاجات..
أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في كرري بأمدرمان تصعيد الاحتجاجات للمطالبة بإطلاق سراح 6 من المحبوسين من مجموعة فيد للفنون .
ونشرت لجان المقاومة جدولاً للتصعيد الثوري يشمل اعتصام ثوري فني في مركز شباب أمدرمان أمام سجن النساء ابتداء من امس الاثنين إلى الخميس .ويشمل التصعيد الثوري اعمال مسرحية ومعرض تشكيلي ورسم جداريات و سينما ثورية وورش عمل إلى جانب اوبن مايك وراب وهتاف ثوري . وسيختتم التصعيد يوم الخميس بإعلان ميثاق حماية الفن والفنانين . من جانبها أكدت دعاء طارق المفرج عنها ضمن اربعة آخرين من مجموعة فيد للفنون الغياب التام لمبادئ حقوق الانسان في كل هياكل السلطة التي تعاملوا مع منذ بداية القضية، وأشارت إلى الاعتداء بالضرب على المواطنين داخل اقسام الشرطة وتقاعس النيابات عن فتح بلاغات ضد نظاميين
عدم الرضا:
أبلغ دليل على عدم الرضا عن آداء الجهاز التنفيذي نجده في حالة السخط وفي مواقع التواصل الاجتماعي عمليا تراجعت شعبية رئيس مجلس الوزرء الدكتور عبد الله حمدوك هذا يمكن ملاحظته في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الصحف الورقية ولم تفلح تدخلات مكتب حمدوك الذي وظف عدد من الاعلامين والصحفيين والمدونين في ارجاع الشعبية الجارفة التي كان يجدها كما لعب الخطاب السياسي والإعلامي المتداول دورا هاما في تغذية هذا الشعور الذي يعكس في الحقيقة واقعا معيشاً وملموساً.أيضا هناك بعض الذين وجدوا أنفسهم فجأة في قلب صناعة القرار، فقفزوا لتصدّر المشهد ليس بالدعم فحسب، وإنما أيضًا بمحاولة لعب دور قيادي ، انتكاسة الثورات إلى حروب أهلية تاريخيا حدثت في الإنجليزية ،والفرنسية ،والروسية، وهناك بعض الثورات انتهت إلى الحروب الأهلية، أو إلى عودة الديكتاتورية، أو إلى الانقلابات العسكرية، أو التدخلات الخارجية في السودان وفي هذه الأجواء التي يلاحظ فيها تمدد خيبات الامل والاحباط هناك من بعض الثوار ذهب بهم التراجع وانتكاسة الثورة إلى التشاؤم المفرط أو الاستسلام
معوقات
الانتقال الديمقراطي بالسودان مواجهة بحزمة من الصعوبات والتحديات، والتي من بينها التهميش المناطقي والأزمة الاِقتصادية،إضافة إلى قوى الردة التي تسعى إلى خلق العثرات من أجل عرقلة أي تقدم، وتتمثل معوقات التحول الديمقراطي في وجود أزمات الانتقال من الاستبداد والشمولية إلى الديمقراطية، وبعضها ياتي من التوتّرات الداخلية والتحدّيات الخارجية التي تعرقل إستكمال الانتقال الديمقراطي خاصة من بعض الأنظمة المجاورة ، وشهدنا ذلك في ملف السلام الذي انتج المسارات المرفوضة التي اشعلت الاوضاع في شرق السودان،أيضا هناك مشكلات قوي الحرية والتغيير والمطالبات بعقد موتمر لها ،وما رشح في لجنة الترشيحات، فالتقاطع السياسي والتنافس الحزبي والمصالح الضيّقة طغت على المصالح العامة وسينجر عنها عراقيل لا نهاية لها في عملية التحول الديمقراطي، كما تسبب الشحن القبلي في مصادمات دامية في كسلا وبورتسودان والجزيرة والجنينة وكادقلي بجانب الفساد الذي انتشر في كافات القطاعات، والفساد هو العائق الأكبر حيث تقف ورائه منظومة متكاملة مستفيدة منه وتتغذّى من وجوده تربطها شبكة علاقات اجتماعية واقتصادية ،ومصالح ، لذلك فهي ترى ان نجاح الثورة تهديدا لوجودها، المعوق الاخر الذي اصطدمت به الثورة هو محدودية الخبرة السياسية لبعض القائمين بالشأن السياسي،والتنفيذي خُصوصا وأن الديمقراطية في السودان لم تتجاوز (11) عاما فضلا عن وجود نمازج انتقال سابقة فاشلة ،أخيرا لايمكن إغفال الاوضاع الاقتصادية القاسية وخطورة الوضع الأمني وهنا يمكن ان نشير الي مايحدث في دارفور من تفلتات امنية وكذلك شرق السودان.
الخلاصة:
أمام الشعب السوداني أشهر ساخنة من الأحداث والتجاذبات،مع قدوم فصل الشتاء،القادم فهل نتعظ من خيبات الامل السابقة ونعالج أوجه القصور التي رافقت الجهاز التنفيذي خلال عام من عمره ،ونضع تقدير موقف يعالج المستقبل عقب توقيع اتفاق السلام أم أنّه سيعيد التجارب السابقة التي صمت فيها علي التجاوزات التي حدثت في ملف السلام،وخروقات الوثيقة الدستورية والتأجيل غير المبرر لقيام المجلس التشريعي ؟ هذه الاسئلة بحاجة إلى إجابات عاجلة وصدي جوابها يقول ان بلادنا أمام تحديات كبيرة ،وأزمات متعدّدة أضيفت لها مؤخرا ازمة معالجة تداعيات اتفاق جوبا ومساراته ؟الي جانب الازمة الاقتصادية التي تفاقمت بشكل كبير مع وجود البطالة وتهاوي العملة الوطنية امام الاجنبية ؟وكارثة الفيضانات والسيول وملاح فشل حصاد العروة الصيفية بسبب ارتفاع الاسعار وشح الوقود،كما تهدد ذات الاسباب العروة الشتوية التي كانت ناجحة في العام الماضي ،تأتي كل هذه الازمات في أول موسوم ذراعي بشقيه الصيفي والشتوي للحكومة الانتقالية،ولا ننسي الازمات المفتعلة من قبل المحاور التي تسعي لتطويع السودان، وعرقلة مساره الإنتقالي
خاتمة:
اذن ماهو المطلوب عمله في مواجهة ذلك كله هو وجود حراك شعبي لحماية الثورة والعمل دون انتكاستها والانقضاض عليها،مع تفعيل الاعلام عبر مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام البديل الذي شكل منبرا مهما وعاملا أساسيا في إنجاح الثورة، وتعرية النظام المستبد،وضرب مصداقية الإعلام الرسمي للنظام المدحور ،واليوم قد صار للإعلام المضاد دور في التحريض على الثورة المضادة، وهو أمر تجلى في التسويق للاخبار الكاذبة، ونشر الإحباط،والتشاؤم ،وتراجع الآمال التي بناها قطاع واسع من الناس في أذهانهم عن حالة الرخاء القادمة،واليوم ومع استحكام الازمة الاقتصادية استفادة الثورة المضادة من هذه الوضعية الداعية للتحريض وخلق حالة من غياب الامن والفشل والاكتظاظ امام المخابز ومحطات الوقود ، وهذا الدور لعبته قنوات فضائية (الجزيرة)وصحف محسوبة علي النظام البائد ومواقع اليكترونية استغلت أجواء الحرية السائدة وغياب المحاسبة الحقيقية لتدعو علانية لإسقاط الحكومة وتحريض الجيش لاستلام السلطة، ختاما الثورة مهددة بالفشل لذلك لابد من مواجهة الموقف بكل قوة ،لاننا واقيعا أمام لحظة تاريخية ينبغي أن يأخذ فيها الحكماء، دورهم حتي لايتم وأد أحلام الثوار في حلمهم النبيل (حنبينهو البنحلم بيهو يوماتي)،ولكن يظل السؤال الضروري الذي ينتظر الإجابة من قوى الثورة هو كيف يمكن العبور بالثورة والانتقال الديمقراطي في ظل هذه الموجات العاتية من الخذلان والتجاوزات، وكيفية معالجة الاوضاع الاقتصادية الخانقة؟