إستئناف منتدى البان آفريكانيزم بالقاهرة

إستئناف منتدى البان آفريكانيزم بالقاهرة
إضاءات حول كتاب سلاطين باشا “السيف والنار”

القاهرة: ضرا السودان : Splmn.net

إستأنف منتدى البان آفريكانيزم بالقاهرة اول أمس السبت، نشاطه الفكري بعد إن توقف لأكثر من(8) أشهر بسبب الإجراءات الإحترازية لوباء “كورونا” وبداء المنتدى أول نشاطه بكتاب “السيف والنار في السودان” تأليف سلاطين باشا – كارك رودلف. الذي قدمه الأستاذ ياسين سوار.

وقال ياسين في عرضه لكتاب “السيف والنار في السودان” أن أهم الجوانب التي جاءت في هذا الكتاب توثيقه لفترة من تاريخ السودان وهي فترة الدولة المهدية وهو الجانب الذي يمثل انعطافة مهمة في تاريخ السودان الحديث والمعاصر، فهي حقبة تشابكت فيها آفاق تطور علاقات السلطة الممتدة منذ سلطنتي الفونج ودارفور، و تنامت معها شبكات المصالح التي تكونت في الفترة التركية المصرية.

وأشار ياسين في عرضه للكتاب أن مذكرات سلاطين باشا من أهم الكتابات التي تناولت المهدية، وإذا اردنا تكوين تحقيب تاريخي بتعديل طفيف لتحقيب المؤرخ أحمد ابراهيم أبوشوك- للنصوص الأولى التي وثقت لوقائع الدولة المهدية اجتماعيا وسياسيا وثقافياً وعسكريا مما تبين ان هنالك ثلاث أنماط من النصوص، وهي مبارازت الممانعة والموافقة، أدبيات سجناء المهدية، الكتابات التاريخية المنهجية، وهي جملة الدراسات التي كتبت في فترات تاريخية لاحقة بواسطة أكادميين متخصصين كمحمد ابراهيم أبو سليم و ب م هولت.

وأبان سوار أن هذه الأرشفة تمثل مدخلاً مناسبا لتناول مذكرات سلاطين باشا، الذي اتضح أنه جاء بوحي خاص من المخابرات البريطانية بقيادة ونجت الذي تولى أمر ترجمة الكتاب من الألمانية الى الانجليزية وهو يهدف بشكل عام إلى إقناع الرأي العام البريطاني بإعادة فتح السودان من خلال بيان بربرية وهمجية الدراويش وإسائتهم للمسحيين وإغواء التجار البريطانيين بفرص الموارد المتاحة في السودان.

وأوضح ياسين أن ما ذكره سابقاً هو جمل ما يٌقال عادة عن هذه المذكرات، ورغم صحت هذه المزاعم بشكل عام إلا أن المذكرات أغنى من ذلك بكثير فهي تقدم إضاءات انثربلوجية وسوسولجية واقتصادية بشكل فاحش عن تلك الحقبة ولعل هذا ما يجعلها لا نصاً تاريخيا ميتا، وانما نصا حياً وراهناً يفسر بعض الأحداث الكبرى الآنية من حياة السودان السياسية.

وتابع ياسين في عرضه للكتاب متحدثاً عن انثربلوجية التدين، علاقات القرابة والسلطة، الإقتصاد وسوسولجيا المدينة وتطورها في السودان. أن سلاطين أنفق طويلا في السودان فقد إستطاع أن يدون ملاحظات قيمة حول الطريقة التي يدير بها بعض قبائل غرب السودان علاقتهم بالمقدس فعلى عكس ما يشاء عن النقاء الإسلامي لتدين الدرافوريين إلا أن رودلف يبين لنا تشابك هذا التدين مع المعتقدات الأفريقية السابقة للإسلام بشكل سافر ويتمظهر هذا التشابك في طقوس القسم وعادات الدفن وأعراف الميثاق.

وزاد ياسين أن الكتاب يبين أن عصبة القبيلة وبناها هو الأساس الرسمي الذي يؤسس عليها شرعية السلطة بينما تطور المدن وأنماط الانتاج فقد كان هنالك انحسار وتكون مدن جديدة وإنهيار أخرى فبما أن نمط الانتاج العبودي هو النشاط التجاري الرئيس في الدولة المهدية فأن عملية إلغاء الرقيق وانحساره في داخل السودان أدى إلى تراجع مدن كبيرة من واجهة الصادرة فالتجمعات الكبيرة مثل داره وكوبي والمسلمية وسواكن وبربر، كلها انزاحت بسبب هذا التحول التاريخي الكبير،وأدت المصادفة التاريخية إلى التهجير القسري إلى ظهور امدرمان”البقعة”.

من جانبه وصف المفكر والكاتب أبكر آدم إسماعيل في مداخلة له كتاب “السيف والنار في السودان” بانه مصدر من مصادر التاريخ فيما يحمله من وقائع واراء تستند على الواقع السوداني في فترة المهدية مشيراً الى أن أهم ماجاء في هذا الكتاب تفصيل علاقة القرابة كأساس للسلطة في السودان كما تحدث بشكل مستفيض عن إشكالات السلطة في السودان وانماط المعيشة.

إلى جانب ذلك فقد آثار المشاركون في المنتدى نقاشات حية بعد عرض ” كتاب السيف والنار” تناولت واقع المهدية وإنعكاساته السلبية على الراهن السياسي في السودان.
من جهتها جددت إدارة منتدى البان آفريكانيزم المفتوح دعوتها لإستئناف نشاطات المنتدى، كل أسبوع ليكمل رحلته الفكرية التي لم تجد حظها من المعرفة في السودان بسبب التحيزات الإيديولوجية للنخب الإسلاموعروبية المسيطرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.