إتفاقية سلام المسارات بين المحاصصة وطموح السلام .
نضال الطيب حامد .
{ الحلقة الأولى }
سوف نكتب سلسلة من الحلقات عن إتفاقية السلام بين الجبهة الثورية ( المزعومة ) وحكومة الفترة الإنتقالية المتمثلة في أبناء النخبة السياسية في مركز السلطة بالخرطوم.
محاور أساسية عن سلسلة المقالات وهي .
¶ إستراتيجية الحكومة في منهج التفاوض الجديد عبر المسارات. ¶ لماذا يتعثر التفاوض وتحقيق السلام مع الحركة الشعبيــة بقيادة الحلو. ¶ أين تقف الرسالة المسربة من تجمع المهنيين إلى إلى المجلس المركزي لقوى إعلان الحرية والتغيير. ¶ هل كانت القراءة صحيحة عندما وصف القائد عبدالعزيز آدم الحلو، بأن منهج المسارات المتبع من قبل الحكومة الإنتقالية في مفاوضات السلام بجوبا بالتهرب والالتفاف حول مناقشة ومعالجة الأزمة وأسباب الحرب الأهلية.. كما أعتبره القائد الحلو عبارة عن تكتيك قديم أستخدمه النظام البائد لشراء الوقت.
منذ أن اتخذت الحكومة الإنتقالية منهج جديد في ملف السلام، الذي وضعته للتفاوض مع عدد من الحركات، خاوية المحتوى والمضمون، التي تنضوي تحت لواء الجبهة الثورية ( المزعومة ) بمنبر جوبا للوصول إلى إتفاق سلام شامل وعادل.
فقد تابعنا في بداية الفترة الأولى، عقب ترتيب الحكومة الإنتقالية، ماتقوم عليه إستراتيجية منهج التفاوض الجديد، الذي يرتكز على تقسيم التفاوض إلى خمسة مسارات، مفصلة حيث يتناول كل مسار قضايا إقليم بعينه، وذلك حصراً للمشكلة في إطارها المكاني، بقض النظر إلى إطارها الزماني والتاريخي ومعالجة جزورها التاريخية، للسيطرة عليها عبر دراستها وبحث ومناقشة أسبابها وعلاقتها الإرتباطية والتاريخية بصورة دقيقة توطئة لتقديم حلول ناجعة وجزرية لها في إطار فلسفة كلية للتفاوض، عرفت منذ بداية الثورة بمعالجة جزور الأزمة السودانية التاريخية.
وفي الحقيقة نرى أن هناك لجنة فنية تكونة من وفدي الحكومة الإنتقالية والجبهة الثورية ( المزعومة) بإشراف الوساطة الجنوبية، فقد أعدت اتفاقاً أقرته هذه الأطراف تم بموجبه تقسيم التفاوض إلى مسارات متعددة تشمل القضايا والمسائل المتعلقة بمناطق النزاعات لتحقيق السلام فيها، وإنهاء حالة الحرب في البلاد وطى ملف النزاع والتوصل إلى تسوية سياسية سلمية تعزز فرص الإنتقال الديمقراطي.
ولكن في حقيقة الأمر الذي يجب أن يعلمه كل الثور في لجان المقاومة الشبابية، وكل من لديه مصلحة في التغيير من المكونات المدنية.. أن كل هذه الإجراءات التفاوضية تتم في معزل عن المكونات المسلحة الحقيقية التي لها وجود على الأرض، المتمثلة في الحركة الشعبيــة بقيادة القائد عبدالعزيز آدم الحلو.. وحركة جيش تحرير السودان بقيادة القائد عبد الواحد محمد النور، وهناك عدد من الحركات المسلحة الدارفورية التي لها وجود عسكري في دارفور ترفض الدخول في مفاوضات منبر جوبا، بسبب منهج المسارات التفاوضي.. علماً بأن مجموعة المسارات في الجبهة الثورية المزعومة، التي لا تملك التفويض الشعبي من أهل القضية والمصلحة الحقيقيين، ولا تملك الضمانات الكافية لتنفيذ الإتفاقية، ولا يتوفر لديها الموارد والدعم المادي والدولي الذي يمكن أن يساعدها على إنزال بنود الإتفاقية وتطبيقها على أرض الواقع وخصوصاً في ولايات دارفور والمنطقتين في جنوب كردفان والنيل الأزرق، اللتين تسيطر عليهما الحركة الشعبيــة لتحرير السودان /شمال بقيادة القائد عبد العزيز آدم الحلو والتي مازال التفاوض متعثراً معها حتى الآن.
ولتحقيق أغراض الإتفاقية تم تقسيم التفاوض إلى خمسة مسارات كما زكرنا آنفاً وهي : مسار دارفور : ومسار شرق السودان : ومسار المنطقتين : ومسار الوسط : ومسار الشمال.. ورغماً عن هذا التقسيم إلا أنه تبين أن هذه المسارات فيها خلافات ومشكلات كبيرة تتعلق بالمكونات المدعية الإنتماء للمسار أو الإقليم نفسه، ومعظم هذه المشكلات تتصل بالتفاوض كما زكرنا سالفاً، والتمثيل والقضايا وحتى الأشخاص والكيانات.
نتوقف هنا… و لنتعرف على هذه المشكلات بالتفصيل في الحلقة الثانية.