الشعب يريد بناء سودان جديد

 

تقرير :شمسون يوحنا : Splmn.net

شعار السودان الجديد هو عبارة عن برنامج تبنته الحركة الشعبية لتحرير السودان منذ أمد بعيد ،وطالبت بتطبيقه في السودان من أجل ضمان المساواة بين كل السودانيين دون تمييز ، تكرر نفس المطلب (السودان الجديد ) ، وطالب به الثوار أيام الثورة وكان من ضمن الشعارات التي رفعها الثوار المعتصمين في ساحة الاعتصام امام القيادة العامة، واصبح فيما بعد يردده كل السودانيين بمختلف توجهاتهم السياسية ، في مجالسهم الخاصة وحتي المسؤولين في خطاباتهم الرسمية على مستوى الدولة……
ولمعرفة ما يدور في الازهان عن مفهوم السودان الجديد , وتصورهم له ، وتوقعاتهم لشكل التغييرات التي يجب أن تحدث في السودان الجديد , وما المقصود بشعار ( الشعب يريد بناء سودان جديد ) أجرينا إستطلاع وسط مجموعة من الثوار والمنادين بالسودان الجديد .

إعادة بناء الدولة السودانية

ويقول الناشط غملائيل يونس ان السودان الجديد مشروع سياسي يهدف إلي إعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة ، وهذه الأسس تتمثل في المساواة ، العدالة ، الحرية ، الوحدة الطوعية ، وهو مشروع يطرح نفسه بديلا للدولة القديمة القائمة بأمراضها .
واوضح قائلا: ان المساواة مقصود بها المساواة في اللغة والدين والعرق والنوع اي التساوي في الانسانية وهي اساس المواطنة ، أما العدالة هي تكافؤ الفرص وتوزيعها بين الافراد والجماعات والاقاليم ، واضاف إن الحرية والديمقراطية هي القدرة على التصرف بناءأ على الإرادة الذاتية اي حرية التعبير وحرية التنظيم وتقلد المناصب العامة او تفويضها ، تلك هي المعانى الحقيقي للديمقراطية
، وأضاف الوحدة الطوعية هي وحدة قائمة علي أسس جديدة غير قسرية ، وحدة طوعية إختيارية تقوم على مبادئ المساواة والعدالة وحرية الإختيار ، وتبني على التنوع بشقيه التاريخي والمعاصر .
وقال في السودان الجديد نحلم بهدم كل أمراض السودان القديم المتمثلة في ( الهوية الاحادية ، التهميش ، إستناد الدولة على مشروعية العنف ، الاسلمة والتعريب ، التفويض الالهي ، والتنمية غير المتوازنة ) والعمل على عكس ما كان يحدث في السودان القديم .

وطن يتساوي فيها الجميع

الكنداكة إكرام منصور أكدت أن شعار السودان الجديد هو الذي يمكن بواسطتة إحتواء أكبر قدر من القضايا الإنسانية الجارية في الساحة العامة ، واضافت المقصود بالسودان الجديد تغيير الاسس والمفاهيم الخاطئة التي أنشئت عليها الدولة السودانية منذ 1956م لتاريخ اللحظة والمتمثلة في الحكم الاحادي والاقصاء الديني والعرقي والثقافي والجغرافي ، بالإضافة للظلم المنتشر وسط المجتمع التي غرست عن طريق المناهج التعليمية ونتج عنها إفرازات سيئة كالارهاب والحروب الاهلية .
وختمت نقصد بذلك الشعار وطن يتساوي فيها كل أبناء الشعب السوداني في الحقوق والواجبات بدون تمييز يحترم فيها حقوق الإنسان

الاعتراف بالتعدد

وفي الأثناء قالت الناشطة الحقوقية افراح شكرالله أنها من المنادين بهذا الشعار وطالبت باحترام حقوق الكنداكات ومشاركتهن في كافة المجالات ، ويجب ان يحترم فيها حقوق الانسان بكافة أشكالها ، وأضافت نريد سودان جديد يعترف بتوع الثقافات ، والحضارا ت المختلفة ، ووضع الاعتبار للحريات الاساسية للانسان ، خاصة حرية المعتقد ، وان يكون السودان الجديد أفضل من الاول وتتغير فيه المفاهيم الخاطئة القديمة .

مشاركة الجميع في الحكم

وفي المقابل قال الاستاذ وائل سيد احمد نحلم بسودان تسوده قيم المواطنة والديمقراطية ، ويراعي لحقوق الانسان ، واضاف نريده سودان ديمقراطي حر يسمح لكل أبناءه بالمشاركة في الحكم .
أما الصحفي الهادي عبدالله فقد اوضح أن شعار السودان الجديد هو تطلع هذا الشعب الذي تجرع مرارات الزل والهوان في العهود السابقة ببناء دولة تسودها سيادة حكم القانون بعد حل المشكلات التي تقف عقبه لتحقيق ذلك ، والتي اجملها في قضاية الهوية ،وعلاقة الدين بالدولة ،والاعتراف الصريح بالتعدد الثقافي والديني والاثني من قبل الدولة ، بجانب تحقيق سلام عادل وشامل في كل أنحاء السودان .

سودان ديمقراطي تعددي

أما الثائر محمود محمد قال انه يحلم بسودان ديمقراطي تعددي مدني ليس كسودان أمس ، يقبل فيه كل الاطراف بمختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والدينية والعرقية ، وطن يسوده القانون لا كبير فيه علي القانون ، سودان ذو سياده يعتمد على ذاته ، لا على الهبات أو المعونات ، ورمي باللوم على الانظمة التي تعاقبت على حكم السودان في تقصيرها لمعالجة جزور المشكلة السودانية ، بل اتهم الانظمة بدمار كل المشاريع الزراعية والسكك الحديدية والمصانع وحتي الانسان أخلاقيا وماديا ،وتأجيج الصراعات و تأزيم المشاكل ، مما أدي لفراق أبناء الوطن الواحد بفصل جنوب السودان .

سودان عدالة

فيما أوضح سامي صموئيل شعار السودان الجديد يعني له بكل بساطة سودان عدالة فيها يتساوي الفرص في كل شئ ، سودان علماني ، بمعني فصل الدين عن الدولة ، لان الدين لله والوطن للجميع ، الحرية ونعني بها حرية الرأي والتعبير والتفكير.
أما الهادي عمر فقد كان بسيط وواضح في تفسيرة لشعار السودان الجديد فقال نريده سودان يمكن الشعب من ممارسة حياته بصورةه مرضية ، وسودان تسوده الحرية والعدل والإنصاف ( سودان الحرية والتغيير).

لماذا المطالبة بالسودان الجديد ؟

في خطابه الاخير في مليونية 24سبتمبر بمناسبة تأييد أتفاقية ( الحلو وحمدوك ) قال القائد عبد العزيزالحلو نحتاج لسودان الجديد يقوم على مشروعية إلغاء العنف وهدم أسس دولة التفويض الالهي ، ومن ثم التوافق على العقد الاجتماعي يعيد السلطة إلى الشعب .
وشخص الحلو جزور الازمة السودانية التي عانى منها السودان منذ عام 1955م والمتمثلة في الحروب المدمرة والناتجة عن سياسة الإقصاء والتهميش وغياب العدالة والمساواة وعدم التنمية المتوازنة بجانب الاستغلال البشع للدين في السياسة مما تولد عنه الاستبداد بالسطة أي تلك القضايا التي تمثل جزورا للازمة السودانية والتي سقط بسببها 3 ملايين مواطنا كضحايا للإنتهاكات وحملات الإبادة والتطهير العرقي التي قام بشنها المركز الظالم وبموجبه تم تهجير أكثر من 8 ملايين من السودانيين وتشردوا ووصلوا إلى أقاصي الكرة الارضية كلاجئيين بخلاف الملايين الذين نزحوا إلى المدن داخل السودان ، حيث تم تتويج تلك السياسات والإنتهاكات بفصل جنوب السودان عان 2011م.

ووجه صوت لوم للاباء المؤسسين بعدم رغبتهم في معالجة جزور المشكلة السودانية خوفا على إمتيازاتهم ومصالحهم التي حازوا عليها منذ الاستعمار المباشر ، وقال ان تكلفة التقاعس كان حدوث دمار عشرات السنين .
ووصف محاولة سباحة بعض القوى السياسية عكس تيار التغيير والسعي لتأجيل وقف الحرب من خلال ربط ذلك بالمؤتمر الستوري الذي إنتظره الشعب السوداني 60عاما بالامر المثير للدهشة ، وأضاف بالقول هذا يعني أن هؤلا يفضلون الحرب على التسوية السياسية العادلة .
ودعا كل السودانيين للتصدي لاطماع تلك النخب وتصوراتها المشوهة والتي حولت السودان وشعبة لحقل تجارب .
ولبناء السودان الجديد يتطلب :
الاعتراف باخطاء الماضي ، والتخلص من أمراض السودان القديم ، بمخاطبة جزور الازمة السودانية عبر التاريخ ، والسعي الجاد لوضع دستور علماني يفصل الدين عن الدولة ويضمن حيادية الدولة من خلال الوقوف على مسافة متساوية من كل الأديان والاعراق والثقافات التي يمتاز بها السودان

.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.