تجمع نساء السودان في كاودا، دلالات وتاريخية الزيارة (الحلقة الثانية)

 

تقرير أنس ادم : عامر توتو : Splmn.net

تصوير : أزهرى الطيب

أما سكرتيرة المرأة و الطفل بمؤتمر البجا التصحيحى، نادية محمد علي، فتقول: نحن كحزب لدينا تحالف مع الحركة الشعبية شمال منذ 2017 بل نحن من المؤسسين للكتلة التاريخية بالإضافة الى مؤتمر كوش، وأن زيارة الأراضى المحررة ظلت حلم يراود عددا كبيرا من الشماليين الذين يؤمنون بوحدة السودان، ولم تكن توجد لدينا معلومات كافية عما يجرى في جبال النوبة غير التى تصلنا من معلومات أجهزة النظام البائد و السبب وراء هذه الزيارة أولاً أننا حلفاء تاريخيين للحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة عبدالعزيز آدم الحلو، وثانياً الزيارة جاءت تلبية لدعوة كريمة من التجمع النسائى الذي يضم عدد كبير من التنظيمات السياسية  السودانية في الشمال.

نادية محمد على _سكرتيرة المرأة والطفل بمؤتمر البجا التصحيحى

ذهبنا كوفد نسائى بغية الوقوف على الأوضاع على الأرض في مناطق النزاع في جبال النوبة/جنوب كردفان. كان لدينا انطباع أنّ الناس يعانون، من مشكلة توفير الطعام مثلاً، و أنه لا توجد مشاريع ولا تنمية ولا تتوفر الخدمات، لأنها مناطق نزاع، لكن لما ذهبنا وجدنا إنسان هذه المناطق إنسان قوي جداً يعتمد على نفسه  بالكامل و له القدرة على توظيف موارده الطبيعية لمساعدته على العيش كمجتمع زراعى و رعوى دون أي مشاكل، صحيح الناس هناك يعانون من عدم توفر الخدمات الأساسية كالكهرباء و الصحة حتى أنهم وجدوا حلولا لمشاكل الكهرباء باستتخدام الطاقة الشمسية أكثر من الشمال و هو مورد طبيعي جداً استغلوه بشكل جيد و فقد انبهرت من ذلك و عرفت كيف استطاعوا أن يصمدوا حتى الآن.

لقاء جماهيرى حاشد ترحيباً بالوفد والإستماع لرؤيته

أما عن المواقف المؤثرة تقول نادية: أكثر موقف استفزنى هو أن جيش النظام البائد هدم مدارس كاملة فى كثير من المناطق التى زرناها مثل منطقة أم دورين بهدف تشكيل حماية لجنوده. تساءلت: فإلى أين سيذهب هؤلاء الطلاب في منطقة الدولة لا تقدم لها أي خدمة؟

دمرت الحكومة مدارسهم بالقصف الجوى لكنهم عازمون على مواصلة التعليم رغم الصعاب

واتفقت نادية مع نداء الحاج صاحبة الإفادة السابقة في أن الناس في جبال النوبة  موحدون  تماماً خلف الحركة الشعبية بقيادة القائد عبدالعزيز الحلو وهو السبب الذى يفسر ثبات موقف الحركة الشعبية التفاوضى و الذى ظل وفده المفاوض  متواجدا فى جوبا منذ سنة و نصف لأنه مسنود بدعم قاعدة شعبية ضخمة للغاية، فنحن أينما ذهبنا فى أم دوين، توبو (البرام سابقاً)، دلامي أو هيبان، بما في ذلك العاصمة التاريخية كاودا تأكدنا أن الحاضنة الشعبية للحركة قوية جداً و أنهم هم من يفرضون المواقف التفاوضية للحركة، لذلك فالحركة ثابتة فى موقفها التفاوضى لأنها مسنودة بقاعدتها و هى تتمسك بمطالبها الأساسية و المتمثلة فى فصل الدين عن الدولة لأنهم مجربين و يعلمون أن النزاع في جبال النوبة هو حرب سياسية و دينية، و ان لن يخضعوا لنظام حكم قائم على أساس دينى، أيا كان لأنهم يعيشون في تعايش و تسامح دينى تام. تجد في الأسرة الواحدة المسيحى والمسلم واللا ديني.

زيارة الوفد لمقبرة المناضل القائد الشهيد يوسف كوة مكى

ودعت عضو تحالف مؤتمر البجا التصحيحي الذين يتحدثون في الخرطوم و يصفون موقف الحركة الشعبية التفاوضى بالمتصلب و التعجيزى و أن مطالبتها بالعلمانية فيه تطرف و أنها غير جادة في تحقيق السلام و أن ليس من حقها المطالبة بالعلمانية لأن ليس هنالك دستور، و أن عليها الانتظار إلى حين انعقاد المؤتمر الدستورى للمطالبة بالعلمانية و تقرير المصير أن يأتوا الى جبال النوبة ليروا بأنفسهم  ماذا تعني الدولة العلمانية، ماذا يعنى التعايش السلمي بوجود مسلم و مسيحى و لا ديني في منزل واحد، دولة قانون تحترم النظام، تحترم المرأة و الطفل، و تحترم حق التعبير . رسالتى لهم أن ياتوا ليروا بأنفسهم  تجربة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة الحلو ليجربوا ماذا يعنى الحكم الديمقراطى الحقيقى و المسنود بإرادة الشعب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.