اعلان المبادئ بين الحركةالشعبية لتحرير السودان –والحكومة الانتقالية لاستعادة السلام الدائم

حمدان تيمور

ان الخطوة التاريخية المهمة فى التوقيع على اعلان المبادئ فى اديس ابابا بين القائد عبد العزيز الحلورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس الوزراء / عبد الله حمدوك تؤكد إلتزام الحركة الشعبية لتحرير السودان – شماًل بدولة المواطنة والإنحياز الطبيعي للخيار الديمقراطي القائم على سلطة الشعب وسيادة حكم القانون، والتعددية السياسية والثقافية وإستقلال القضاء وكفالة الحريات الأساسية ورفض كافة أشكال الديكتاتوريات مدنية كانت أم عسكرية
كما يؤكد اعلان المبادئ وبشكل قاطع تصميم الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال ً على إعادة الأمن والسلام الدائم ووقف الحروب الأهلية، وترسيخ وحدة حقيقية قائمة على العدل والمساوة والإرادة الحرة لشعوب أهل السودان والتي لن تتأتى إلاَّ بإزالة كافة المظالم الفردية والجماعية، وتهيئة الظروف الملائمة لإعادة بناء الوطن وإعماره ، وان الحركة الشعبية لتحرير السودان اكثر تصميما من ذى قبل وهى على وعدها بقيام دولة المواطنة لكل السودانيين بعيدا عن سلام المحاصصات والنهج المعوج لمعالجة لجذور الازمة الوطنية
ان الحقيقة الماثلة امامنا جميعا كسودانيين ان غياب المشروع الوطنى ودولة المواطنة وتكريس الهيمنة والسيطرة من قبل اثنيات جغرافية محددة بالوسط والشمال لم يفسح المجال لاى تركيبة سياسية جديدة تضع حدا للحرب في الهامش وتؤسس لنظام حكم جديد يعزز ويدعم رفاهية المواطنيين وحرياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية بل ظل النهج لكل الحكومات الوطنية الهروب من معالجة جذور الازمة الوطنية
اعلان المبادئ كمدخل للسلام الدائم
الان فقط يمكننا ان نقول ان حالة الاتزان قد عادت لشعبنا ولشباب الثورة وللجان المقاومة وللكنداكات لقد ظل المكون العسكرى ومنذ قيام ثورة ديسمبر المجيدة والذى تختبئ خلفه اللجنة الامنية للنظام البائد وعبر سيطرتهم على قيادة الجيش والاجهزة النظامية الامنية ودخول عوامل اقليمية سيطرت بشكل كلى على قيادات الجيش والاجهزة النظامية وقوات الدعم السريع هذه الحالة الوضيعة قد اخلت بالثورة وبالعملية السلمية بالبلاد وتحولت العملية السلمية الى محاصصة مخجلة امام شعبنا فقد ظل شباب الثورة ولجان المقاومة والكثير من القوى المدنية والسياسية فى حالة من الاندهاش فى طريقة ادارة العملية السلمية من قبل المكون العسكرى . لقد اكدت الاحداث صحة مواقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من العملية السلمية الكلية بالبلاد وهو نفس النهج الذى اختطه النظام السابق فى الهروب من جذور الازمة الوطنية والتوجه نحو المسارات عبر الدهاليز المظلمة لاخفاء حقيقة الازمة الوطنية وتمييع كل القضايا وعدم الاعتراف بالتنوع الديني والعرقي والثقافي من جهة، وسوء إدارته من جهة أخرى، علاوةً على انعدام الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وياتى توقيع الحركة الشعبية لتحرير السودان –شمال مع رئيس الحكومة الانتقالية المدنية وهى التى ارتضاها شباب الثورة كامر واقع كمحصلة طبيعية لطبيعة التركيبة المختلة بمجلس السيادة واحتكاره للقرار السياسى وهروبه من تكوين المجالس التشريعية واخفاء سيطرة الموسسات الامنية والجيش على موارد البلاد والاقتصاد الوطنى وتجميد اعمال لجان التحقيق فى فض اعتصام القيادة واختياره لقائد الجنجويد رئيسا للعملية التفاوضية تضع هذا المجلس فى عدم اهليته لتحقيق اى خطوة نحو تحقيق السلام الدائم ناهيك عن استكمال اى ثورة او بناء مؤسسات قومية تعزز وتدعم رفاهية المواطنيين وحرياتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ان الخطوة الجريئة والتاريخية التى اقدم عليها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك والقائد عبد العزيز الحلو فى ظل التهتك فى جسد الوطن وكارثة انهيار الدولة تستحق التقدير والثناء وتؤكد شجاعة مطلقة ورهان على ارادة شعبنا فى الخروج من المأزق التاريخى الماثل امامنا منذ خروج المستعمر . فليتذكر الطيارين السودانيين الذى تلقو الاوامر والتعليمات من نفس القيادة الحالية للمكون العسكرى للسلطة الانتقالية وقيادات القوات المسلحة برمى البراميل المتفجرة دون رحمة ومع سبق الاصرار والترصد بنية الابادة الجماعية للمواطنيين الابرياء بجبال النوبة والنيل الازرق ودرافور وقتل شباب الثورة امام شهادة القوات المسلحة والنظامية ان حل القضية الوطنية لن يتم الا عبر منصة جذور الازمة الوطنية هى وحدها التى يمكن ان تضع حدا لكوارث الحرب وهى وحدها التى يمكن ان تحقق التحول الديمقراطي ورد الحقوق وكل القضايا الاساسية. وايضا فلتتذكر هيئة علماء السودان وبعض أئمة المساجد والشيوخ الذين ظل خطابهم الدينى متماهى مع واقع الهيمنة والسيطرة على شعبنا واستغلال المشاعر الدينية للمواطن البسيط لصالح خطاب السلطة المهيمنة عبر فتاوى اعلان الجهاد على شعب جبال النوبة وتكسير ومصادرة وتدمير الكنائس ودور العبادة والفتوى بسابقة التحلل من سرقة مال الشعب بهدف المضى بسياسة ارهاب وازلال الشعب السودانى
ان محصلة العملية السلمية فى جوبا وتحت اشراف قائد الجنجويد لا تعنى الحركة الشعبية لتحرير السودان –شمال فهى فى محصلتها تنازلات عن جذور الازمة الوطنية تم تقديمها للمكون العسكرى لاعادة بناء الهيمنة الجديدة على المكون المدنى والابقاء على واقع السيطرة القائم سوف تعمل الحركة الشعبية مع جماهير شعبنا فى قطاعاته المختلفة وعبر تحالفاتها المبدئية الواسعة من اجل بناء اللحمة السودانية لتعزيزبناء دولة المواطنة
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ودمتم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.