انقلاب برهان – حميدتي: قفزة في الظلام
محمد جلال أحمد هاشم
انقلاب برهان هذا من أغبى الخطوات التي يمكن توقعها من عسكري. وهي عبارة عن قفزة في الظلام. لقد استدعته قوى الهبوط الناعم (مقابلة إبراهيم الشيخ مع الجزيرة وناجي الأصم في إسكاي نيوز قبل حوالي يومين من الانقلاب) كيما يقوم بهذا الانقلاب لإنقاذهم من ورطة الفشل التي أوجدوا أنفسهم فيه. لقد كادوا أن يعترفوا بفشلهم على رؤوس الأشهاد، ثم لم يبقَ لهم غير أن يفعلها البرهان وحميدتي فيصنعا منهم أبطالا بلا استحقاق. وقد فعلها الرجلان ولا يخافان عقباها.
في رأيي أن الانقلابيين سوف يدخلون في مفاوضات مع حمدوك وقوى الهبوط الناعم بوساطة اليونيتامس وبعدها غالبا ما يصلون إلى حل وسط . هذا هو المخرج الوحيد الذي أراه أمامهم. بخصوص حمدوك، فاليونيتامس والمجتمع الدولي قد حددوا ليهو المخرج وهو الحوار. وكذلك تعمل لجنة الوساطة (محجوب محمد صالح قاسم بدري والشفيع خضر)، وهذا هو ما ذكرته مريم الصادق، بخصوص قوى الهبوط الناعم المحاور الإقليمية كفيلة بأن تحدد لهم ما ينبغي أن يفعلوه. وليس أدل على ذلك مما صرحت به مريم الصادق.
وفي حال تأكدت الأنباء بأن هناك تذمرا كبيرا داخل الجيش من الخطوات التي قام لها برهان، بما في ذلك عدم تأييد بعض العسكريين من أعضاء مجلس السيادة، بما جعل برهان يعتمد على مليشيات الجنجويد لمواجهة الجيش وربما لاعتقال ضباط في الجيش [إذا صحت هذه الأخبار]، فهذا قد يفتح الباب أمام حميدتي للانقلاب ضد برهان بمثلما انقلب على ولي نعمته البشير من
Who did it once, can do it twice
فحميدتي ظل، كما لا يظل، بمثابة البطة العرجاء منذ الإطاحة بالبشير. إلا أن هذه الخطوة سوف تعقد من وضعه أكثر وأكثر، ذلك لأنها سوف تؤدي إلى تقوية الصوت المنادي بالمدنية مقابل الدور العسكري. وهذا التيار يتوجب عليه التخلص من المليشيات قبل أن يدخل مرحلة إصلاح القوات النظامية.
وفي كل الأحوال، يبقى هذا الانقلاب بمثابة قفزة في الظلام. هذا خاصةً أن نَفَس الثورة لا يزال عاليا بخلاف ما كان عليه الحال في ثورتي أكتوبر 1964م أبريل 1985م، حيث خمد نفس الثورة بمجرد السقوط السياسي للنظامين العسكريين.
محمد جلال أحمد هاشم MJH
الخرطوم – 31 أكتوبر 2021م