هيئة محامي دارفور

بسم الله الرحمن

هيئة محامي دارفور

احزان الهيئة

الهيئة تنعي رئيسها الفخري الأسبق وعضو مجلس امنائها الدكتور العالم محمود شعراني

(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون) صدق الله العظيم

انتقل الى دار الخلود الرئيس الفخري الأسبق لهيئة محامي دارفور وأول من تشرفت الهيئة بمنحه هذه الصفة عند التأسيس بإسم (محامو دارفور) فعضو بمجلس امنائها الدكتور محمود شعراني والذي توفي يوم السبت ٧/ ٨/ ٢٠٢١م بعد معاناة مع المرض، والذي تحمله في صبر وجلد، ولم يمنعه المرض من مواصلة عطائه الثر في خدمة قضايا حقوق الإنسان وتعلية المعارف والتثقيف القانوني الذي مارسه بالكتابة في الصحف المحلية والمجلات والإصدارات الدورية العالمية، عمل الدكتور شعراني بالقضاء وفصل منه في عهد مايو ثم عمل بالمحاماة وشارك في تأسيس العديد من منظمات حقوق الإنسان ومراكز الدراسات والبحوث وكان أول من تولى إدارة مركز عبد المجيد إمام للدراسات، كما وأسس المركز السوداني لدراسات حقوق الإنسان المقارنة وتولى إدارته ومنه اشاع المعرفة والتوثيق، كما عمل محاضرا بالجامعات وتتلمذ على يديه العديد من الأجيال في القانون والطب العدلي، كان شاعرا نحريرا وكاتبا واديبا وانسانا خلوقا وعالما متواضعا، ويعد من أوائل المحامين الذين ناهضوا النظام البائد في بواكير سطوته على السلطة، وفضح ممارساته وفساد اجهزته العدلية، وله في ذلك مواقف وصولات وجولات، تعرض للملاحقات الأمنية والاعتقالات والبلاغات الكيدية العديدة والتي ما زادته الا تمسكا بمواقفه صلابة وجسارة، تقدم الدكتور العالم بعدة مذكرات وشكاوي ضد النظام البائد وراسه المخلوع، كما نظم مبكرا حملات المناصرة في وقت كانت غالبية قوى المشهد السياسي الحالي والتنظيمات الحزبية منزوية، ولم تنقطع حملاته لفضح ممارسات النظام البائد حتى سقوطه بهبة ثورة ديسمبر المجيدة في ٢٠١٨م، وكان من أصحاب الجهود التراكمية التي بذلت في مناهضة النظام منذ انقلابه على الديمقراطية في ٣٠ يونيو ١٩٩٨م، وفي السنوات الأخيرة انضمت إليه زوجته الأستاذة نجلاء، وكانا النموذج للأسرة المؤمنة بقضايا الحقوق والتي نذرت نفسها للدفاع عن الحريات وقد تفانى عميدها حتى أواخر خواتيم حياته بذلا وعطاءا، ومن سجل الدكتور شعراني، في السابق أصدر المخلوع ما اسماهما بالمرسومين الحادي والثالث عشر والخاص بتأسيس الحكم الاتحادي ودعا لانتخابات عامة في عام ١٩٩٦م أعد لها المخلوع كل وسائل التزوير وتصدى له عددا من بين غمار الناس وتولى الدكتور العالم نيابة عن بعضهم الطعن وأثناء نظر الطعن أمام المحكمة العليا أصدر المخلوع ما أسماه بقانون القضاء الدستوري والإداري لسنة ٩٦ والذي تم إيداعه بواسطة ممثل المخلوع مباشرة للمحكمة أثناء نظر الطعن لشطبه، وقبلته المحكمة ، وفضح الدكتور شعراني للرأي العام وصول القانون مباشرة إلى منصة القضاء وتجاوز نشره في الجريدة الرسمية على نحو قدح في نزاهة القضاء واستقلاله.
الهيئة إذا تنعي الدكتور العالم شعراني وتشاطر أسرته الصغيرة و الممتدة بخاصة أبنائه وزوجته المكلومة الأستاذة نجلاء، سائلين الله تعالى أن يتقبله في أعالي الجنان ويكرم نزله مع الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أؤلئك رفيقا ويمن على أسرته بالصبر الجميل ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

هيئة محامي دارفور
١٠/ ٧/ ٢٠٢١م

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.