30 إكتوبر كل العالم سودان
فاروق عثمان
بالأمس وأي أمس كان؟ الثلاثون من إكتوبر 2021 رسم الشعب السوداني لوحته الثورية الكبري والباذخة وعلقها بعميق العزم وكامل الصمود علي جدر التأريخ الضخمة، هذا الشعب الحامل ل دي ان اي العزة والشموخ والكبرياء، المشبع بكروموزومات الشجاعة والصبر والبسالة.
خرج أحفاد بعانخي وتهراقا ونمر وعجبنا ودقنة وطمل والنجومي وقطعا كان علي عبد اللطيف وألماظ حاضرين روحا ووجدان، تقدمت حفيدات ريناس وشاكيتو ومندي ومهيرة وكوشي الصفوف كتفا بكتف وهتافًا بهتاف وهرولةً بهرولة مع إخوتهم الثوار، ليحيلوا نهار الخرطوم إلى شعلة نار ونور وشرار أضاءت سماء هذا الكون ثورةً وشموخًا وبهاء.
خرجت جموع وجحافل السودانيات والسودانين أمواجا هادرة، لا تبقي ولا تذر من أحلام وأوهام الإنقلابين شيئا، ليس في مدن وقري وبوادي السودان فقط، وإنما في كل العالم من سدني إلى واشنطون ومن وارسو إلى كيب تاون، وكأن كل العالم سودان. داروا مع الشمس في عليائها و دورانها الناموسي الأبدي وهرولوا مع خطوط الطول علي طول هذا العالم وعرضه ، لم يلن لهم عزم أو تنكسر لهم همة أو إرادة، فأدهشوا العالم وأبهروا العالمين في مشارق الأرض ومغاربها، مثبتين لأنفسهم أولا، والعالم ثانيا بأن هذا الشعب المرتكز علي حضارة قوامها عشرة آلاف من الأعوام نسيج وحده، وفريد وجوده لا يشبهه شعب أو تضاهيه حضارة.
قال الشعب كلمته وأرتعد الجنرال الجديد في متاهته وقصره، فقد خدعته تقارير النفعيين من بطانة سوءه الإنتهازية، وغررت به رصودات الإستخبارات من دول لا تعرف شعبنا وتحلم بأن تحكمنا بالريموت ولكن هيهات لها ثم هيهات.
مرة أخري قال الشعب كلمته الرافضة مغلظةً، أن لن يحكمه تارة أخري عسكري مغامر أو عميل يريد أن يدخل الشعب في جب القهر والجبروت والذل والإضطهاد، أو إسلاموي يائس يريد أن يحكمنا وفق الدعشنة ويعيدنا إلى العصر البرونزي.
إنها لرسالة واضحة اللغة، جلية المعاني بينة التفاصيل، قوية الثورية لبرهان وحميتي ومن حولهم من سقط المتاع وأنتهازيي الغفلة، ومدعيي النضال الزيف، ممن سقطوا في أول منعطف ثوري فراحوا وأراحوا، أن المغامرة أنتهت وأن الإنقلاب الميت ميلادًا دفن في مهده، وشيعت أحلام المغامرين والداعمين الي مكبات التأريخ وغياهب المجهول .
فاروق عثمان
31 اكنوبر 2021