(220.000) ألف أسرة نازحة ومقيمة في حاجة ماسة للغذاء والدواء في المنطقة الشرقية.
بلال عباس الطيب
تغطية: فاطمة جرو
في إطار جولته الميدانية لعكس الأوضاع الإنسانية قام مراسل الموقع الإلكتروني الرسمي للحركة الشعبية splmn.net بزيارة للمنطقة الشرقية في بيامات الزبيام طورو المجاج وغرب الجبل بمقاطعة تقلي الجديدة، وبيام أبوريش وتيري بمقاطعة رشاد. حيث يوجد بالمنطقة أكثر من (220.000) نازح ومقيم دون مأوى أو رعاية صحية، ويوجد (673) من النساء الأرامل فقدوا أزواجهم وأكثر من (1,500) من الأطفال اليتامى وفاقدي الأبوين.
وفاة (١٩٤) شخص بسبب الجوع وسوء التغذية:
وحسب إفادة إدارة الصحة بالمنطقة بلغ عدد المصابين بسوء التغذية من الأطفال والمسنيين أكثر من (45) فرد مما أدى إلى وفاة (194) من الأطفال وكبار السن في الفترة من مارس إلى سبتمبر 2024.
وفي تصريح لموقع splmn.net قال الأستاذ/ محمد ابراهيم كمبو المدير التنفيذي والمحافظ المكلف لمقاطعة رشاد: <<إن المنطقة تمر بأسوأ كارثة إنسانية، لم تشهدها منذ وقت بعيد، وتابع: <<إن التقارير الواردة إليهم بإحصائيات النازحين الفارين من حرب 15 أبريل ودخلوا الأراضي المحررة كبيرة>>. وأضاف: <<إن حالة النزوح المتكرر خاصة في بيامي أبوريش وكساب أدى لفشل كامل في الموسم الزراعي في العام الفائت وتراجع المساحات الزراعية الكلية للمقاطعة إلى 10% فقط>>.
وأوضح كمبو “مع بداية الموسم الزراعي إرتفع سعر المحروقات وخصوصاً الجازولين حيث بلغ سعر جركانة الجازولين (130,000) جنيه مع إنعدامه وندرته الأمر الذى أدى إلى فشل الموسم الزراعي الحالي إلى جانب إنتشار الآفات الزراعية مثل (امصرفة). فقد هاجمت هذه الآفة على بذرة الحبوب الزيتية مع بداية الموسم الزراعي والمحاصيل الزراعية قبل نضجه.
موت (٤) أشخاص لتناولهم أشجار سامة للبقاء على قيد الحياة
و في بيام تيري وصف المحافظ حجم معاناة المواطنين وقال “المواطنين” في حاجة ماسة للغذاء وأكثرهم يأكلون أوراق الأشجار منذ أشهر للبقاء على قيد الحياة وبعض هذه الأشجار سامة ومضرة لصحة الإنسان. ونتجت من تناولها وفاة عدد (4) أشخاص في قرية دراش ببيام كساب.
وفي بيام أبوريش – مقاطعة رشاد قال ألياس يعقوب عيسى -شيخ بقرية أبو الحسن متحدثاً عن أوضاعهم : <<نزحنا من بيام أبوريش 2011م وعدنا إليها فى 2012 ثم نزحنا منها للمرة الثانية في العام 2014 وعدنا في 2020. وبعد موجات النزوح المتكررة للمواطنين فى الفترة من 2023 إلى 2024، فقدنا كل شئ بما فيه الممتلكات وذلك بسبب الحرب وهجمات المكثفة للمليشيات.
وتابع شيخ القريه قائلا: <<نحن الأن على قمم الجبال أربعة أسرة في منزل واحد ولدينا أربعة أيام ولم نوقد نارا للطهى بسبب إنعدام المواد الغذائية>>. وإختتم شيخ قريش أبوريش حديثه عن الوضع المأسوي كاشفاً عن أنهم يعتمدون على <<الأمبجو>> كغذاء منذ يوليو الماضي وبالإضافة أوراق شجرة الهجليج – اللالوب، وأم دهيبة والكول وكورو).
وفي المنصور إلتقينا مع السيدة عائشة هارون البالغه من العمر (42) عاماً وهي ربة منزل وأم لـ”٧” أطفال تحكي عن معيشتها وقالت: <<أنا حالياً بطبخ الخضرة وطرق الدهيبه عشان ينجض ونفركو طحين ويبقى لينا وجبة الإفطار>>. وأضافت بحسره: <<بالجد وضعنا ما بتوصف بس ربنا ياهو عارف>>.
اللحم والسكر والزيت خليناهم:
في مقاطعة تقلي أفادت السيدة خديجة إبراهيم يحيى بقرية قردود البدري – بيام طورو المجاج حيث أفادت قائلاً <<نحن موضوع اللحم والسكر والزيت دا خليناهم من شهر أربعة الفات، حالياً بقينا نفكر في نأكل شنو عشان ما نموت>>.
وقالت أم سلمة عبد الرحمن يوسف التي تقطن غرب الجبل: <<نحن خلينا أي حاجة وهمنا بقى نلقى شنو عشان نأكل بس>>. وأفادت أم سلمه، أن طفلاً توفى إثر تسممه عقب تناوله طرق <<أمسوريب>> وذلك نتيجة تضوره جوعاً، <<إتسمم ومات والناس الكبار كانوا ما فيشين عشان يشوفوا>> حد قولها.
وفي مقابلة خاصة مع منسق الوكالة السودانية للإغاثة وإعادة للتعمير SRRA بمقاطعة تقلي الجديدة/ الأستاذ محمد يوسف قال: <<كنا نراقب تردي الوضع المعيشي للمواطن منذ أن تأكدنا من فشل الموسم الزراعي للعام 2023 وبالإضافة إلى تزايد إحصائيات النازحين في المنطقة الذين فروا من المدن بسبب حرب 15 أبريل>>. وأوضح محمد يوسف انهم رفعوا تقارير للجهات ذات الصلة بالإقليم، مناشداً، المنظمات الإنسانية للمساهمة في تحسين الأوضاع الانسانية الكارثية.