حمدوك والولاء للمرشد
✒️ محمد هجو
أصدر رئيس وزراء الفتره الإنتقالية د. عبدالله حمدوك الأربعاء الماضي الموافق ٦ يناير قرارا بتجميد العمل بمقترحات المناهح الدراسية التي قام بإعدادها المركزي القومي للمناهج معللا ذلك كما جاء في بيانه بلقاء طيف واسع من شخصيات دينيه بما فيهم الأخوان المسلمين، ولم يخيب حمدوك ظننا في مهمته التي جاء بها علي ظهر ثوره عظيمه دفع فيها الشعب السوداني الأرواح والدماء، مهمه ظاهرها السلام والعدالة والتحول الديمقراطي وسنعبر وسننتصر وباطنها الهبوط الناعم الذي يعصم الأخوان المسلمين بجميع مسمياتهم من الملاحقه والمحاكمه فيما إقترفوه من جرائم في حق هذا الشعب العظيم يشيب لها الولدان وعودتهم للحياه السياسيه والمحافظة على إمتيازاتهم التي إستولوا عليها بالفهلوه والفساد والمحسوبيه وتجارة الدين.
كتبنا بتاريخ ٨/ مايو ٢٠٢٠ مقالا بعنوان “القراي والإستهداف الممنهج” ردا علي نفس الحمله التي إستجاب لها رئيس الوزراء من قوي الرده الظلاميه ضد الدكتور عمر القراي وأول من إبتدر هذه الحمله المرحوم الصادق المهدي بتصريح صحفي لجريده التيار بتاريخ ٤/ديسمبر ٢٠١٩ وشن فيه هجوما كاسحا علي شخص القراي ووصفه بالطعان واللعان ولا يصلح في إدارة المناهج، ونعلم تمامآ الهجوم الذي قام به المرحوم المهدي وتبعه في ذلك تحالف أهل القبله من سلفيين وطائفيين واخوان مسلمين وغيرهم ما هي إلا محاوله لإغتيال شخصيه القراي للرأي العام وإستدرار العاطفه الدينيه للشعب السوداني للضغط علي رئيس الوزراء لإقالته لإنهم يعلمون جيدآ مقدراته الأكاديمية والتربويه للنهوض بالمناهج التي تعري زيفهم وتفقدهم التبعيه والطاعه العمياء التي إكتسبوها عبر السنين بتجهيل الإيفاع وتغبيش الوعي.
ولكن من غير المقبول أن يصدر قرار من من رئيس وزراء ثوره عظيمه كثوره ديسمبر المجيدة بتجميد المنهج الجديد الذي أعده المركز القومي للمناهج والبحث التربوي إستجابه لرغبات الأخوان المسلمين ومن شايعهم مما حدا برئيس المركز القومي للمناهج أن يتقدم بإستقالته إحتجاجا على تدخل فلول النظام البائد في عمل المناهج، فهذا بالضروره يعني أن رئيس وزراء الفتره الإنتقالية صار يأتمر بأمر المرشد العام للجماعه تنفيذا لأجنده القوي الظلاميه التي ظلت تتأمر ليل نهار علي الثوره والتحول الديمقراطي الذي أفقدها إمتيازاتها وسيففدها وإلى الأبد وجودها كقوي سياسية وإجتماعيه فاعله.
بتاريخ ١٧ /إكتوبر /٢٠١٩ أصدر رئيس الوزراء قرارا بناءاً علي توصيه وزير التربية والتعليم بروف محمد الأمين التوم بتعيين الدكتور عمر القراي مديرا للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي، فقبل أن يتسلم القراي منصبه الجديد بدأ عويل وصراخ القوي الظلاميه رفضا لهذا القرار الكارثي بالنسبه لهم ولم يكن صراخهم غريبا أو مفاجئا بالنسبه لجماهير التي ظلت مكبله بقيود هذه الجماعات والطوائف ردحا من الزمان مما اقعد البلاد والعباد من التطور والتقدم ووضعها في مصاف الدول المتقدمه الذي لا يكون إلا عبر المناهج التعليميه الجيدة الحديثه التي تربى النشء على العلوم الإنسانيه وتغرس فيهم المفاهيم الوطنية وحب الوطن وهذا ما لا يريده المرشد وجماعته.
رغم ضعف رئيس وزراء الفتره الإنتقالية تجاه قضايا الثوره الأساسية إلا أن جماهير شعبنا وقفت خلفه بكل صلابه دعما وسندا وتقوية للحكومه المدنية والتحول الديمقراطي وهو أول رئيس وزراء يحظي بإحترام وشعبيه واسعه دعمته وصبرت عليه لإكمال مسيره التحول الديمقراطي الكامل، ولكن أن يأتي قرار رئيس الوزراء بخصوص تجميد المنهج الجديد إستجابه لرغبة الأخوان المسلمين وطائفه الانصار والمجمع الصوفي وهيئة علماء السلطان إنه قرار كارثي وطعنه نجلاء في خاصره ثوره ديسمبر المجيدة التي قدم فيها شعبنا تضحيات جسام لإزالة كابوس الأخوان المسلمين الإرهابي وإجتثاثه من جذوره وإلي الأبد.
وبما أن رئيس الوزراء أوقف العمل بالمنهج الجديد إستجابه لهولاء الموتورين ألم يسأل رئيس الوزراء نفسه أين كان هولاء وما هو موقفهم الأخلاقي إن كانت لديهم أخلاق من القتل والتهجير والإغتصاب ونهب الموارد طيله فتره نظام البشير؟؟ أين كان هؤلاء الذين يتباكون من أجل لوحه تعبر عن عصر النهضة عندما شاهدوا اللوحات والمناظر الحيه للقتل والحرق والإغتصاب إبان فض إعتصام القيادة؟؟ هولاء يا حمدوك تبكيهم فتاه شعرها كاشف ولم ولن يبكيهم جوع وتشرد وإغتصاب هذه الفتاه، هؤلاء ما يسمون أنفسهم برجال الدين أو علماء السودان تبكيهم الإمتيازات التي ظلو يحتفظو بها بتكبيل الشعب وتجهيله وإخافته حتي يأتي طائعا لأوامر المرشد وجماعته، لأنهم يعلمون أن ما يقوم به القراي من بث للوعي والإستناره عبر المنهج سوف يفقدهم إمتيازاتهم ومرتكزاتهم الفكريه وحواضنهم الإجتماعية التي ينشرون فيها جهلهم وخرافاتهم لذلك تكالبوا عليه وإرتفعت أصواتهم التي خفتت في أيام المغنم بالبكاء والصراخ إستدرارا للعواطف الدينيه وتأليبها ضد القراي فكان لهم ما أرادو بفضل ولاء رئيس الوزراء لهم.
المناهج والعمليه التعليميه يا سيادة رئيس الوزراء لا يستشار فيها المهوسيين ولا تخضع لرأي المرشد وجماعته بل هي شأن وطني يقوم بها الخبراء التربويون الذين لديهم باع طويل في هذا المجال إدراكا منهم بمتطلبات المرحله وما تقتضيه لتنشئه أجيال واعيه ومستنيره ومشبعه بالعلوم وحب الوطن وليس تفريخ دواعش.
ما قام به رئيس الوزراء من إسترضاء لجماعات الهوس الديني يؤكد بجلاء عدم جديته في السير قدما في طريق السلام والإستقرار والتحول الديمقراطي الذي يعتبر الغايه النبيله التي قامت من أجلها ثوره ديسمبر المجيدة ،لذلك لم ولن يكون حريصا علي إنجاز مطلوبات الثوره أكثر من إرضاء هذه الجماعات المنبوذه دولياً وعالميا وعلي رأسها جماعه الأخوان المسلمين الذين يأتمر حمدوك بأمر مرشدهم وينفذ ما يريد وإلا فكيف يستطيع هذا الحمدوك أن يقنع هذه العقول الخربه بإتفاقه الذي أبرمه مع القائد عبد العزيز الحلو في سبتمبر من العام المنصرم في أديس أبابا والذي يتضمن فصل الدين عن الدوله إن كان حمدوك لا يستطيع أن يدافع عن لوحه صغيره لا يتعدى طولها بضع سنتيمترات في كتاب التاريخ؟؟
على كل شكراً د. القراي علي المجهود العظيم الذي بذلته في سبيل تطوير وتجويد المناهح بما يواكب عظمه ثورتنا المجيدة وشكرآ لموقفك القوي والمشرف الذي إخترت فيه جانب شعبك بينما إختار فيه رئيس الوزراء جانب الأخوان المسلمين ومرشدهم.