ردا إلي المدعي العام العسكري السابق سعادة اللواء عبدالله حامد

عبدالقادر النور محمد دربان "المحامي"

 

في قناة الجزيرة مباشر في التاسعه مساء ٣٠ديسمبر إستضافت القناه كل من الرفيق الاستاذ بشرى الصائم عضو المجلس المركزي للحريه والتغيير وسعادة اللواء عبد الله حامد المدعي العام العسكري السابق والمحلل السياسي أحمد حسين آدم من سدني ود. ادسون امريكي دبلوماسي سابق جاء على لسان سعادة اللواء عبدالله ردا علي مداخلة الاستاذ بشرى الصائم بأن الشارع يطالب بصفرية الموقف السياسي وعودة العسكر إلي الثكنات وتسليم السلطة للمدنيين رد سعادة اللواء بأن الحديث عن صفرية الموقف وتسليم السلطة للمدنيين حديث عبثي ولا يمكن إبعاد العسكر من السياسه لان العسكر هو الامين على الوطن …. من خلال متابعتي لكل خبراء ومحللي العسكر للموقف السياسي في السودان جلهم يقفون بجانب مشاركة العسكر في الشأن السياسي في الدوله حتى القانونيون منهم بمستوى مدعي عام، ما لا يفهمه الاخوه في القوات النظامية والقوات المسلحه على وجه الخصوص بأن المؤسسات العسكريه مثلها مثل كل المؤسسات العامة في الدوله و لكنها تمنح نفسها افضليه على بقية مؤسسات الدوله وتدعي بأنها امينه على الوطن وعليها الحق في إتخاذ ما تراه مناسب في شان الوطن بمفردها حتى ولو قرارها ضد رغبة الشعب!!
لا ادري من اين اتت القوات المسلحه بهذا الادعاء؟؟
المعلوم حسب المبادئ العامة الدستوريه والقانونية و التي جاءت بتعريف الدوله بانها عباره عن مثلث ذو ثلاث أضلاع وهو الارض و الشعب ثم السلطه ، والشعب هو صاحب السلطه يمنحهها لمن يراه و كيفما يراه ليحافظ عليه وعلى الارض ليحفظ الدوله التي هي تقوم على المؤسسات، والقوات المسلحه واحده من المؤسسات التابعه للدوله، لها قانونها الذي يحدد مهامها وليست من مهامها ممارسة السياسة،،،
وردا لسعادة اللواء نقول إن صفرية الموقف الذي يطالب به الشارع السوداني هو الذي سيكون ويعود العسكر الي مهامه حتى نتمكن من بناء الدولة المدنية الحديثة وإلا ستسقط حكومة البرهان كما سقطت حكومة المخلوع البشير والبرهان لم يكن إلا إمتدادا للبشير ، دعنا نتحدث عن القوات المسلحه السودانيه، للحقيقه والتاريخ أن القوات المسلحه السودانيه هي السبب المباشر في تخلف السودان سياسياً تنمويا وإجتماعيا بالرجوع إلى خارطة الانقلابات العسكرية في الحكم في افريقيا منذ عام ١٩٥٠م و التي تداولته وسائط الإعلام الاسبوع المنصرم نجد أن السودان تسنمت الدول الأفريقية التي تدخلت أو حدثت فيها الانقلابات العسكرية بعدد ١٧ إنقلاب بين ناحح وفاشل آخرها إنقلاب البرهان ثم إن هذا التدخل العسكري في الحكم و الشأن السياسي السوداني نتيجته منع التحول الديمقراطى وتدمير المؤسسات السياسية الحزبيه منها ومنظمات المجتمع المدني والتدخل العسكري السوداني في الشأن السياسي أما بمفردها كقوه عسكريه او بالشراكه مع بعض الأحزاب السياسية كما الحزب الشويعي في عهد نميري والحركه الاسلاميه مع البشير وبدلا من الذهاب الى التحول الديمقراطى العسكر بعد التمكن يقوم بضرب الشريك كما الشريكين أعلاهما واخيرا فكر البرهان بإستغلال الثوره والصعود إلي رئآسة الدوله عبر الوثيقة الدستورية والشراكه مع الحريه والتغيير وضرب الوثيقة والشراكه معا بقرارات ٢٥/اكتوبر بإدعاء تصحيح مسار الثورة …!! اقول لسعادة اللواء إن تصحيح مسار الثورة لا تأتي بقطع رأس الثوره ودفنها، أن إعتقال رئيس وزراء ووزراء جاءت بهم الثوره ممثله في الشارع لا يمكن أن تعتقلهم بحجة تصحيح مسار الثوره لأن الحكم بينكما هو الشارع وهو الوحيد من يحاسبهم ولا ننكر أن اللجنه الامنيه للمخلوع وقفت إلي جانب الشارع عندما المخلصين من القوات المسلحه أبناء هذا الشعب انحازوا للشعب والشارع و فتحوا ابواب القياده لهم تم إعتقال عدد منهم ولكن زاد ذلك من هياج الشارع مما اضطرت اللجنه الامنيه لتنحاز إلي الشارع ولكن ربما كان تكتيكا عسكريا لتهدئته، جاءت بإبن عوف الذي رفضه الشارع لانتمائه إلي الإسلاميين ثم جيئ بالبرهان الذي كان غير معروفا للشارع ولكن قدمه للثوره والشارع صديق الامس وعدو اليوم الوزير الأسبق إبراهيم الشيخ بميدان الاعتصام بالقياده العامه ليصبح رئيسا للمجلس العسكري وفكروا في الحكم على إنفراد للفتره الانتقاليه وتم مشاورة الأحزاب على هذه الفكره ولأن الأحزاب السياسية السودانيه والشارع ما عاد يثق في القوات المسلحه رفضوا وطالبوا بتسليم السلطة للمدنيين فورا وفي اقل من شهر لم يستطع العسكر الصبر على الشارع الذي يتمسك بقوه في التحول الديمقراطى والحكم المدني فقام العسكر بالفكره الشيطانيه والإسراع في العوده الي السيطره على السلطه على نسق سيسي مصر وربما بإيعاز منه بضرب الشعب المعتصم حول القياده العامه وكانت أول إنتكاسه للثوره وخيانه من العسكر للشارع والحكم المدني فكيف لنا أن نثق في حكم العسكر سعادة اللواء،،،،؟؟؟؟
وكاد أن ينزلق الوضع في السودان لولا تدخل العقلاء والحكماء من الساسه في السودان وتدخل دول الجوار ومنظومات المجتمع الإقليمي والدولي توصل الأطراف إلي الشراكه التي أصر فيها العسكر الاستيلاء على رئاسة الفتره الأولي من السلطه الانتقاليه وبدت عملية عرقلة نجاح الفتره والتغول على سلطات وصلاحيات السلطه التنفيذيه وتقييد أدائه والسماح بالفوضى الخلاقه من فساد وسوء إقتصاد وفوضي امنيه ظهرت معها أسماء لم يسمع بها الشارع السوداني كتسع طويله وإنتشار السلاح وظاهر التجييش العشوائي وبيع شراء الرتب العسكرية في رابعة النهار على مراي ومسمع الامين على الوطن وإنفراط عقد الأمن وصل مرحلة أن تغلق المليشيات والمتفلتين الطرق القوميه، و الغرض من هذه الفوضى الخلاقه هي إفهام الشارع بأن هذه هي حكم المدنيه التي تطالب به ولكن الشارع السوداني أصبح اوعى مما ينطلي عليه مثل هذا السلوك الذي لا يشبه الجيش السوداني الذي وقف في وجه الإنجليز يوم أن دخلوا بنغازي واستولوا عليها من التليان امر قائدهم بأن تستباح المدينه لثلاث أيام بلياليها عندها تقدم قائد الاورطه السودانيه ليقول لقائد الجيش الانجليزي شاركناكم لطرد التليان ولكن لن نسمح بإستباحة أعراض المسلمين ليضطر القائد الانجليزي إلقاء أوامره السابقه …؟
اين هذا الجيش يا سعادة اللواء…..؟؟
غدا سنكتب عماذا قام به الجيش السوداني منذ الاستقلال حتى تاريخ البرهان.
لنجيب على مقدرة الشارع العوده إلي صفرية الحكم وتحقيق الحكم المدني في السودان دون شراكه قسريه من عدمها….

عبدالقادر النور محمد دربان
المحامي
٢٠١٢/١٢/٣٠م

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.