يوسف كوة الجبل المائة           

✍🏿: باب الله كجور

 

تمر علينا الذكرى الحادية وعشرين لرحيل القائد يوسف كوة مكى. يوسف كوة، ذلك القائد الجسور والرقم الذى يصعب تجاوزه. يوسف كوة المعلم والأستاذ المثقف المستنير صاحب الرؤية، الإنسان المتجرد من الأنانية.

لقد ناضل الراحل يوسف بتجرد ونكران ذات رافضا لإغراءات المركز الذى يسيل له لعاب الإنتهازيين وضعاف النفوس، ويبتلع الوجهاء وتجعل الأفندية مجرد دمى وأمساخ مشوهة وسدنة للمركز وببغاوات يرددون خطاب الدولة الرسمى.

يوسف كوة ومن معه من قيادات الصف الأول فى الحركه الشعبية لتحرير السودان هم من القلة الذين دحضوا وفندوا الكثير من المسلمات والمزاعم والأوهام التى سوق لها المركز والجلابة الذين تشبثوا بالسطلة وإحتكروا الثروة ووضعوا المتاريس ليحرموا الآخرين منها فإنتفض يوسف وكان من الذين ثاروا فى وجه الظلم والتهميش وقالوا لا.                       تمرد يوسف كوة على المألوف وإقنع زملاءه فى تنظيم كوملو أن يتخلوا عن المقاومة السلمية ذات التأثير المحدود للإنتقال إلى الكفاح المسلح والضربات التى توجع الطغاة المستبدين والظالمين.

يوسف كوة مكى الذى إختار الخيار الصعب وقلب ظهر المجن على الوضعية المأزومة وهو يعلم أن رحلة التغيير الجذرى رحلة طويلة شاقة وتحتاج إلى صبر وتضحية فإختاره أن يكون هو كبش فداء للأجيال التى سوف تأتى من بعده، ولم يأبه بالمتخاذلين ومثبطى الهمم والبراميل الفارغة التى لا تجلب غير الضجيج الوضوضاء.     يوسف كوة الأستاذ الذى لم يعر إهتماما لثرثرة وترهات وكلاء وتنابلة الأنظمة الحاكمة والأقلام المأجورة التى باعت عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية الأكاذيب وبذيئ القول.     القائد الوفى الذى ثبت على المبادئ خالف بعض قواعد العمل حيث ظل فى كابينة القيادة عندما تعب بعض القادة وأعياهم النضال وفضلوا النزول قبل أن يصل قطار الثورة إلى المحطة الأخيرة، وسولت لهم نفسهم أن يقطعوا الطريق ويخربوا حتى لا يبلغ إلى نهاية الرحلة بسلام فوجهوا أقلامهم وبنادقهم إلى صدور رفاق السلاح بدلا من الأعداء.

القائد الشجاع الذى ظل بين مطرقة الأعداء وسندان الرفاق المارقين الذين أعلنوا التمرد فعاشوا الفاقة والمسبغة وتحملوا ظلم أولى القربة وإصرارهم على مهاجمة مواقع الجيش الشعبى الذى كان دائما فى الموعد لم يخيب ظنهم يوما.

المعلم القائد الأستاذ يوسف كوة مكى الذى تمسك بما امن به، فكان حقا الجبل الذى رقم مائة،

وستظل ذكرى الرفاق الذين سقطوا فى أرض المعارك أو رحلوا عن دنيانا منقوشة فى قلوبنا ومحفورة فى وجداننا ريثما نلحق بهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.