يا جلاب.. من يهن يسهل الهوان عليه!!
عبد الغني بريش فيوف
إسماعيل خميس جلاب -رفقينا السابق في الحركة الشعبية لتحرير السودان -شمال، رجل مجرد من أي مبدأ سياسي أو عقيدة أخلاقية أو فكر أو مذهب بعينه عدا المبدأ النفعي الخاص. رأيناه عبر سنين كيف انقلب على ادعاءاته النضالية السابقة، وقام بتزييف الحقيقة والواقع برمته مقابل تحقيق مصالح ومنافع شخصية.
كان إسماعيل خميس جلاب، عضوا بارزا في تنظيم الأغلبية المهمشة بزعامة الرفيق تلفون كوكو أبو جلحة، ثم انقلب عليه وتم فصله من التنظيم، ليقوم سريعا بالانضمام لمجموعة عقار عرمان، وأصبح الأمين العام لهذه المجموعة -اسميا فقط، لأن ياسر عرمان هو من كان وما زال يقوم بمهام الأمانة العامة -بمعنى أن اسماعيل جلاب منذ البدء، قبل بملء ومحض ارادته أن يكون مهمشا ومجرد تأثيث، وأن يكون الحكم والسيطرة لياسر عرمان.
وإذا كان جلاب قد قبل بالإهانة والسخرية بدءا، ووظف كل إمكاناته لتحقير الذات، وأصبح حالة سلبية يعيش العطالة في كل شيء.. فلماذا إذن يتظلم ويشتكي تهميش ياسر عرمان له، بعد ان تفاقمت الخلافات داخل المجموعة بشكل كبير وشهدت تصدعات وانشقاقات.. وبأي منطق يطالب إسماعيل خميس جلاب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بعدم اعتماد ترشيحات رئيس المجموعة مالك عقار ونائبه ياسر عرمان؟
نقلت المواقع الالكترونية والصحف السودانية اليوم الاحد 31/1/2021م -خبرا يقول:
كشف الأمين العام للحركة الشعبية شمال- قيادة مالك عقار، إسماعيل خميس جلاب، عن خلافات كبيرة داخل الحركة التي وقعت على اتفاق سلام جوبا ضمن تحالف الجبهة الثورية.
ورفض جلاب، اعلان هذه الخلافات بمثابة انقسام في الحركة الشعبية التي قال انها أصبحت تعاني من الخلافات وعدم الشفافية في إدارة أموالها، وكذلك العشوائية في هيكلها الإداري.
وقال الأمين العام للحركة، في المؤتمر صحفي بالخرطوم اليوم الاحد، إن الهدف من المؤتمر توضيح الحقائق للرأي العام والرفاق.
وهدد الرجل الثالث في قيادة الحركة، في حال عدم الاستجابة لمطالبنا يكون لكل حادثة حديث.
وقال جلاب، إن الخلافات داخل الحركة بنيت على عدة تفاصيل منها العمل خارج إطار الدستور، وتفويض الرئيس لمهامه وصلاحياته ومهام صلاحيات الأمين العام لنائب الرئيس وإقصاء وتغييب الأمين العام عن اجتماعات الجبهة الثورية واجتماعات آليات تنفيذ اتفاقية السلام ورفض هيكلة الحركة الشعبية شمال؛ من قبل الرئيس ونائبه.
وقال الأمين العام للحركة، “خلافتنا تتمثل في 9 نقاط”. واتهم جلاب نائب رئيس الحركة ياسر عرمان بالتغول على سلطاته كأمين عام للحركة.
عزيزي القارئ..
الكل يعرف من هو ياسر عرمان! .إسماعيل خميس جلاب نفسه يعرف جيدا من هو ياسر عرمان، ومع هذا انضم إليه ولمجموعته الالكترونية، وعليه من العبث ان يأتي اليوم ليشتكي من ظلم عرمان له، طالما جلاب اصلا لا يخجل أن يتلون كالحرباء حسب الزمان والمكان، ويسوق نفسه كسلعة لهذا الطرف السياسي أو ذاك.
عرمان رجل انتهازي من الدرجة الأولى، تحول إلى إمعة، عقله معطل ولسانه ينعق مع كل ناعق لا يختلف عن الدواب التي همها علفها واشباع غرائزها الآنية، بلا رأي ولا فكر ولا سلوك قويم، يدور دائماً حول مصالحه الشخصية، لا يرى عنها بديلا.
وإذا كان أعلاه هو ياسر عرمان، فإننا لم نفاجأ بإقصائه وتهميشه لجلاب وآدم جمار واحمد إدريس وبقية (قُطعانه)!
منذ عودته إلى الخرطوم باسم سلام جوبا، رأيناه كيف خطط ويخطط لتفجير الثورة السودانية من الداخل بصورة تنبئ عن عقل انتهازي لا وطني ومعاد لروح ومنطق الثورة وأهدافها. ففي الوقت الذي كان يتحدث عن الحكومة المدنية، كان في الوقت ذاته يتآمر مع العسكر والجنجويد للتقليل وتهميش الحكومة المدنية برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك وهو موقف يفتقر للبعد الاخلاقي فضلا عن كونه موقفا غير وطني ومعاد لأبسط قواعد العمل الديمقراطي.
ياسر عرمان.. عنصري متشبع بالحقد والكراهية والانتهازية. فاسد، سرق كل أموال الحركة الشعبية شمال، عندما كان أمينها العام.. لم ينتصر قط على أنانيته المريضة، فأساء لرفاقه، كما أساء للحركة الشعبية حتى طُرد منها مع صاحبه مالك عقار. أما إسماعيل خميس جلاب، فهو الآخر، انتهازي، تجده في اليسار وفي اليمين وفي الوسط، وهو يتأرجح بين كل المواقع والموازين.. يتراقص كيفما اتفق.. يخدم نفسه، كلما ناداه من بيده السلطة وشيء من المال. ولطالما جلاب يعرف عرمان جيدا ومع هذا قبل أن يكون مجرد جرتق تمامة له، وقبل بالإهانة وتحقير ذاته من أجله. فليتوقف عن البكاء والعواء، وقد قيل قديما، من يهن يسهل الهوان عليه وما لجرح بميت إيلام.