ياسر عرمان والشرق
✍🏿: عبدالله موسى
أعرف ياسر منذ الثمانينيات وكنت معجبا بنضاله أيام الحركة الشعبية في حياة قرنق حتى التقيت به بعد إتفاقية السلام وتابعت بشكل لصيق نشاطه وهو يستغل علاقاته مع الاخرين لتمرير أجندته، وخاصة عندما إستغل ثقة سليمان حامد وورطه في حضور جلسة تمرير قانون جهاز الأمن وصدرت الجرائد تحمل عنوانا عريضا (بحضور نواب الحركة والشيوعي المجلس الوطني يجيز قانون جهاز الأمن) فصاح أستاذنا فاروق أبوعيسى الذي قاطع الجلسه قائلا (الحركة ضربتنا بالجزمة)
وقد كنت أبحث له عن أعذار أوانئذ لإعتقادي أنه ينفذ سياسات الحركة وعبر عدد من المواقف تيقنت أن ياسر قد تحول إلى مجرد سياسي يخدم طموحاته الشخصية فقط
ثم تزاملنا في نداء السودان بعد إنفصال الجنوب حيث لاحظت تهميشه لشعب النوبة الذي ظل يشكل الأغلبية الكاسحة من جيش الحركة الشعبية ومعظم مناطقها المحرره وتاكد لي ذلك عندما قرر أن يستعين بجيش من المستشارين لكي يحضروا مفاوضات أديس مع حكومة الإنقاذ وكان عددهم فوق الخمسين من مثقفاتيةالخرطوم ولم يكن بينهم واحد من جبال النوبة فقلت له أن شعب الجبال يعج بالمتعلمين والقيادات فلماذا لم تحضر ولا واحد منهم فسخر مني قائلا ان عقلية مؤتمر البجا قد تغلبت على، وأنهم في الحركة يفكرون بشكل مختلف
ولم تمر أشهر قليلة حتى أطاحت به الحركه الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو ولم يؤيده غير مبارك أردول الذي ضاق بعد ذلك ذرعا بتسلط ياسر فهرب منه بجلده
والسبب في إعتقادي هو أن نرجسبة وتسلط ياسر هي التي دمرت مشروعه كله والدليل أن خيرة مناضلي الشمال ممن إنضمو للحركه قد غادروها جميعا بسبب سياسات ياسر الإقصائية وهو الأمر الذي جعل أبناء الجبال الأشاوس يطردونه أيضا
وللحقيقه والتاريخ فإن ياسر والجبهة الثورية لم يوافقو على أدراج شرق السودان ضمن المناطق المتاثرة بالحروب في لقاء أديس قبل أشهر قليله بدليل خلو الوثيقه السياسية منه وسانشرها كاملة
بينما عاد ياسر اليوم يتحدث عن الشرق
عندما وجد نفسه على قارعة الطريق بعد انقسام الحركة وشعوره بأن ماتبقى منها في النيل الأزرق دون طموحاته ففكر في أن ينقل رحى طموحاته إلى شرق السودان ولم يجد من يستعين به غير أسامة سعيد الملفوظ منا جميعا وقد حذرت ياسر مرارا وتكرار وحتى قبل أيام قليله من أنه قد أصبح يحب جمع العناصر الضعيفة حوله لكي يمارس عليها سيطرته كما حذره كوادره بالشرق أكثر من مره حتى خضعو لصغوطه أخيرا ووقعوا وريقة بالتحالف مع أسامة المعزول لكي يركب على أكتافهم وهم يعلمون تماما أنه يعمل وحده لخدمة طموحاته الشخصية وهاهو ياسر يواصل إتصالاته هنا وهناك محاولا إمتطاء جواد الشرق وقد أعمته طموحاته أن يرى أنه جواد حرون عصي على التدجين وأن التلاعب بمكونات الشرق سيحرق ياسر وغيره من الإنتهازيين ممن حاولو إستغلالنا
فليتاهب لصراع طويل ولسوف يطرد من شرقنا كما طرد من جبال النوبة.